نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

18- القديس بولس الرسول والكمال المسيحي


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السيد المسيح كقدوة في حياة الكمال ...

+ نظر القديس بولس الرسول للسيد المسيح، كنوذج ومثل أعلي يحتذى به { كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضاً بالْمَسِيحِ }(1كو 11 : 1). نتعلم ونقتدي بالمسيح في فكره وحياته والآمه وموته وقيامته ومعه ندخل الي السماء { وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ } (1كو 2 : 16). القديس بولس يريد لنا أن نحيا الكمال المسيحي الذي دعانا اليه الرب يسوع المسيح قائلا {فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ} (مت 5 : 48). نسعي ليكون كل إنسان كاملا في المسيح يسوع { الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ انْسَانٍ، وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ انْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ انْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ اتْعَبُ ايْضاً مُجَاهِداً، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ.} ( كو 27:1-29). كانت حياة القدّيس بولس ورسائله دعوة للإيمان بالله وبعمله الخلاصي في المسيح يسوع { وَلَكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهَذَا ظَهَرْتُ لَكَ لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِينَ.} (أع 16:26-18). الدعوة للإيمان مقدمة للجميع بالتوبة والرجوع لله وفيها ينمو المؤمن في حركة دائمة لا تتوقّف لعلّ المؤمن يبلغ إلى الإنسان الكامل، أيقونة المسيح التي بلا عيب، فيعبر الإنسان من الطفولة إلى النضج ثم للاتحاد بالمسيح { لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ} ( أف 16:3-17). ما هو التأييد بالقوة بروحه في الإنسان الباطن إلاَّ التمتع بحلول المسيح بالإيمان في قلوبنا وتجلى السيد المسيح فينا، معلنًا ملكوته في داخلنا. لنسلك في الكمال المسيحي كما يقول القديس بولس الرسول { لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. فَلْيَفْتَكِرْ هَذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا، وَإِنِ افْتَكَرْتُمْ شَيْئاً بِخِلاَفِهِ فَاللهُ سَيُعْلِنُ لَكُمْ هَذَا أَيْضاً. وَأَمَّا مَا قَدْ أَدْرَكْنَاهُ، فَلْنَسْلُكْ بِحَسَبِ ذَلِكَ الْقَانُونِ عَيْنِهِ، وَنَفْتَكِرْ ذَلِكَ عَيْنَهُ.} ( في 12:3-16).

النمو الروحي المستمر

 + لقد وهب الله للمؤمنين الاشتياق المستمر للنموّ والتقدّم، ولكي ننمو باستمرار علينا أن ننسي  ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام ولا ننظر الى الوراء لان من ينظر للوراء قد يتوقف أو يتعثر لهذا قال الرب { ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله }(لو 9 : 62). وعلى المجاهدين التركيز للوصول إلى الهدف فى سعي متواصل كمن يريد الفوز في مضمار السباق. فالنظر إلى الماضي قد يعطل مسيرة الإنسان تجاه الملكوت, فعندما ينظر الإنسان إلى ماضيه أو حتى يفتخر بأعماله الصالحة ويعتمد عليها قد يصاب بالشيخوخة الروحية. أو عندما ينظر الإنسان إلى ماضيه بما فيه من أخطاء وخطايا ويذكر تفصيلات هذه الخطايا قد يتعثر فيها أو يرجع اليها. المسيرة مع الله هي رحلة نمو وسير باستمرار نحو الحياة الأبدية { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). نتغير بتجديد ذهننا لنسير حسب إرادة الله الصالحة الكاملة المرضية { لأن هذه هي ارادة الله قداستكم } (1تس  4 :  3). نتجدد حسب عمل الروح القدس و جهادنا الروحي. والمؤمن الذي يجرى نحو الله يصبح أعظم كلما ارتقى إلى أعلى وينمو باستمرار في الخير حسب مستواه في الارتفاع. ومع ذلك فإن بولس يقول { فليفتكر هذا جميع الكاملين منا و ان افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا ايضا }(في 3 : 15). إن الطالب في الابتدائي قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا مستواه وعمره، وقد لا يفقه شيئاً في المستوى الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوى الكمال في الابتدائية إلي مستوى الكمال في الإعدادية، ثم  الثانوية ثم في الجامعة. وكله كمال نسبي، ومع ذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه. إن الله يدعونا  للنمو الروحي المستمر، باستخدام كل وسائط النعمة لكي يصل المؤمن إلى { قياس "مستوى" قامة ملء المسيح} (أف 4: 13).بالجهاد فى تواضع  مع عمل النعمة في النفس المجاهدة، يشبع الله عطش نفوسنا للكمال. وأمامنا القديس بولس الرسول وسعي آبائنا أمثال القديس الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس الكبير والأنبا باخوميوس والقديس أثناسيوس الرسولى والأنبا بيشوى وفي عصرنا الحديث الأنبا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث وغيرهم فى كل جيل رأينا أناس متزوجين وبتوليين وصلوا إلى قامات روحيه عاليه بأمانتهم واستجابتهم لعمل الروح القدس. لقد اشتهر أحد المهندسين المعماريين فى أمريكا ببراعته ونظرياته الرائعة فى التصميم وعندما ساله احد المعجبين بعلمه : أية بناية تعتبرها رائعتك الفنية؟ أجاب اود ان تكون البناية القادمة انشالله ! فرد عليه أحد مساعديه ، ولكنك تقول دائما "البناية القادمة" فمتى فرغنا منها لا تعود تهتم وتعكف على التخطيط لغيرها! قال له لانى عندما اراها فانى اكتشف ان هناك ما هو أفضل وأكمل فى فكرى فلا يعود ما قمت به يكفيني !. فان كان ذلك يحدث فى مجال الهندسة المعمارية فان النفوس الفاضلة تسعى الى الوصول الى الكمال وتنظر دائما الى الأفضل وتحتفظ بثباتها وتواضعها فى تقدمها .

الاهتمام بتقديس القلب وحياة الكمال..

+  القلب فى هو مركز الحياة الروحية ويقصد به الإنسان الداخلى بما فيه من عواطف ومشاعر وانفعالات ودوافع وإرادة. ان الله يريد ويسعى الى خلاصنا وقداستنا ولهذا يجب علينا ان ننمو ونسعى فى طريق الخلاص والقداسة والله ينمينا ويزيدنا فى المحبة ويثبت قلوبنا بلا لوم فى القداسة  { وَاللهُ نَفْسُهُ أَبُونَا وَرَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ يَهْدِي طَرِيقَنَا إِلَيْكُمْ. وَالرَّبُّ يُنْمِيكُمْ وَيَزِيدُكُمْ فِي الْمَحَبَّةِ بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ، كَمَا نَحْنُ أَيْضاًلَكُمْ،. لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا فِي مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ} ( 1تس 11:3-13). نهتم بتقديس القلب ومشاعره لله لكي يكون مضخة صلاة وتسبيح وشكر لله وتسكن فينا كلمته المقدسة نلهج بها نهاراً وليلاً { لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب }(كو 3 : 16). نشكر الله على قبوله وتشجيعه لنا لنسير معه فى طريق الكمال كأطفال نحبو يمسك بأيدينا لئلا نسقط وعندما نتعثر نجده يسرع إلينا كما بطرس الرسول منتشلاً إيانا من الغرق، وهو الذي يقوينا فى الضعف واهبا لنا كل إمكانيات النمو فى حياة القداسة والكمال المسيحى { والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح }(2تس 3 : 5) فهو رئيس إيماننا ومكمله وهو الطريق والحق والحياة لكل السائرين فى طريق الكمال .

إمكانيات الكمال متاحة للمؤمن ...

+  لقد طلب منا الله ان نكون كاملين ، و يظن الكثيرون أن هذه الغاية صعبة المنال فى ظل متغيرات العصر الحديث وصراعاته المتلاحقة. إلا أنها تبدو متيسرة لنا لو عرفنا واستخدمنا كل الإمكانيات المتاحة لنا من الله و وسائط الخلاص ولو عرفنا ان وصايا السيد المسيح تتجه بالمؤمن لا الى الأرض بل للسماء، عندما يتجه الإنسان إلى الأرض وشهواتها تتجه مسيرته إلى أسفل ويهبط في تصوراته وأفكاره إلى سلم المادة والفساد والفناء ولكن إذ يولد الانسان من فوق بالماء والروح ويصير مسكنا لروح الله القدوس ويجعل وجهته السماء ورسالته على الأرض أن يكون سفيرا لله فإن مسيرة حياته تتجه الى أعلى فى تصوراته وأفكاره وسلوكه وروحياته. نحن لا نقفز إلى الكمال دفعة واحدة وإنما كسلم روحى نصعد درجة تلو الأخرى فى نمو ويسر. وفي الروح البشرية من القدرات المخبوءة والامكانيات الخلاقة ما قد لا يخطر على بال بشر . وما يبدوا لنا صعبا ومحال مع العزيمة والصدق والاستجابة لعمل نعمة الله الغنية نصل إليه في يسر. كما أن السعي نحو الكمال المسيحى هو راحة للنفس وسعادة الروح .

+ التواضع يحفظ السائر فى طريق الكمال من السقوط ويمنع عنه الكبرياء أو إدانة الآخرين. فمن أراد أن يستفيد من الخلاص المقدم له من الله ، عليه أن يعترف بأنه خاطئ وأن يبتعد عن الكبرياء ولا يتكل على ذاته أو أمواله أو على ذراع بشر، لكن على نعمة الله وكما قال القديس بولس الرسول { لكن ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل إني أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح. واوجد فيه وليس لي بري الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان.لاعرفه وقوة قيامته وشركة الامه متشبها بموته. لعلي ابلغ الى قيامة الاموات.} (في 3: 7- 11). وفي السعي للكمال نتسلح باسلحته الحرب الروحية { من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر. وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين} (أف  13:6-18). نحتاج الى  الصبر ومن يصبر الى المنتهى فهذا يخلص { حتى اننا نحن انفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من اجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها بينة على قضاء الله العادل أنكم تؤهلون لملكوت الله الذي لأجله تتألمون ايضا.}{ (2تس4:1-5)
الكمال المسيحي والحياة الأبدية...

 + إن المؤمنين لا يكفّون عن الاستعداد لمجيء ربهم، راجين أن يمنحهم أن يوجدوا في ذلك اليوم بلا لوم (1 تس 3: 12- 13). نهتم بالاستجابة لرغبة السيد المسيح، ألا وهي أن يشاهد كنيسة تزفَ إليه وكلها بهاء (أف 5: 27). قد نصل فى حياتنا الارضية الى مستوى معين لكننا فى السماء سنواصل التقدم فى الكمال والقداسة والفرح والسعادة وكما تحتاج سفينة الفضاء الى صاروخ يدفعها لتخرج من دائرة الجاذبية الارضية كذلك نحتاج نحن الى شحنة روحية لتنقلنا من جاذبية الأرض وشهواتها، هذه الشحنة ننالها من محبة الله و وسائط الخلاص من كتاب مقدس وصلاة وصوم وتناول من الأسرار وتأمل روحى وخلوة مع الله ويحتاج الأمر إلى تغصب حتى ندخل فى دائرة   المحبة الإلهية وعندما نصل الى الحياة الابدية ننمو فى المحبة والمعرفة 

ليست هناك تعليقات: