نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 9 أغسطس 2020

12- القديس بولس الرسول و الخدمة المنقادة بالروح القدس


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى 

القديس بولس والأمتلاء بالروح القدس..  

+ بعد قيامة السيد المسيح وعده تلاميذه ورسله القديسين بحلول الروح القدس ليهبهم قوة وحكمة ليبشروا ويكرزوا باسمه { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض }(اع 1 : 8). وعلي مثال التلاميذ القديسين ظهر الرب لشاول ودعاه ليكرز باسمه في جميع الأمم ثم دعاه الروح القدس للخدمة { وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه }(اع 13 : 2). وامتلأ القديس بولس في خدمته بالروح القدس كما قال عنه الكتاب { أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (اع 13 : 9). وكان الروح القدس يقود بولس الرسول فى تحركاته ويسمح له بالكرازة فى أماكن ويمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ ‏‏وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا‏ (أع 16). ‏ثم  دعاه الرب في مكدونيه { ظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم} ( أع 9:16-10). ونرى الروح يقود القديس بولس ويعزيه ويرشد خطواته سواء بالإعلان المباشر له أو من خلال النبوات التي يسمعها من أناسٍ لهم موهبة النبوة كما جاء في (أع 21: 11). أنه سيقيد ويدخل في شدائد { وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّداً بِالرُّوحِ لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلاً: إِنَّ وُثُقاً وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.} ( أع 22:20-24). كان القديس يحتمل ويصبر في الشدائد واثقاً فى قيادة روح الله حتى لو هناك ضيقات وشدائد تنتظره فالخدمة ليست مفروشة بالحرير ولا الطريق ملئ بالورود إلا أننا نثق فى أن الله يستطيع أن ينجي ويخلص من الأخطار ويقودنا فى موكب نصرته وقادر أن يحول العواصف لمجد اسمه وبنيان الكنيسة. هكذا عاش القديس بولس منقاداً بالروح في حياته الشخصية وخدمته ولهذا نجحت خدمته وهو يدعونا للأنقياد للروح القدس لنكون أبناء الله { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله } (رو 8 : 14).‏

+  نجحت خدمة بولس الرسول لان الروح القدس كان يقوم فيها بدور القائد الذى يعلمه ويرشده كما قال الرب { اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم  بكل ما قلته لكم }(يو 14 : 26). وكان القديس بولس يصلي دائما لكي يعمل الروح القدس في المؤمنين ويحيوا بالروح ويحل المسيح بالايمان في قلوبهم { بِسَبَبِ هَذَا أَحْنِي رُكْبَتَيَّ لَدَى أَبِي رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ. لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ، لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ} (أف 15:3-19). يصلي ويتضرع لله أن يهبنا الله تأييدًا داخليًا في إنساننا الداخلي، بقوة روحه القدوس ويحل المسيح بالايمان في قلوبنا لنثبت في المحبة الي غاية الكمال المسيح التي اليها دعينا.

+ الروح القدس كان هو القائد والمعلم فى حياة وخدمة القديس بولس، فالروح ويهدي المؤمنين الي الحق والإيمان بالمسيح رباً ومخلصاً { وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ} (1كو 12 : 3). وهو يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم المسيح ولان الله روح فهو بالإيمان يحل فينا ويحول الحقائق الكتابية من مجرد معرفة عقلية إلى إدراك واختبار لقوة هذه الحقائق، فالله يريد أن يعلن لنا عن نفسه، ويفهمنا أسرار الملكوت، ويفتح عيوننا فنفهم فكره لحياتنا وإرادته من نحونا، ويكون لنا فكر المسيح المقدس ويفتح عيون أذهاننا وقلوبنا لنحيا حياة روحية مقدسة كما يقول القديس بولس { بَلْ كَمَا هُوَ  مَكْتُوبٌ : «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ} (1كو2: 9، 10). وبالروح القدس ندرك خطورة الخطية فيبكتنا الروح علي الخطية ويحثنا علي التوبة وعمل البر وبالروح ندرك أن الخطية تعدي علي وصايا الله بل وكخيانه لمحبة الله فالخطية «خاطئة جداً» (رو 7: 13). فنبتعد عن الخطية ونشفق علي الخطاة ولا نغير من فاعلي الأثم. الروح القدس هو الذي يجعلنا نشهد لإيماننا وهو الذى يهبنا الحكمة والعلم فى الحياة لنكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا.

الكرزازة ببرهان الروح القدس ...

+ كانت كرازة القديس بولس الرسول ليس بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح {وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِياً لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ.لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً. وَأَنَا كُنْتُ عِنْدَكُمْ فِي ضُعْفٍ وَخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ كَثِيرَةٍ. وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ. لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ.} (1كو1:2-5).أن غير المؤمن لا يحتاج فقط للبراهين التي تقنعة بصحة المسيحية بل بقوة الروح القدس الذى ينقي الضمير ويطهر القلب ويقنع العقل ويجدد الحياة ويمنح قوة ونعمة ويلهب الروح بمحبة الله في المسيح يسوع ويؤكد القديس بولس انه لم يكرز كخطيبٍ أو فيلسوفٍ ماهرٍ، ولم يُظهر حكمة بشرية بألفاظٍ براقة. فقد تربى في مدرسة الحكمة الإلهية، بروح التواضع والمخافة الإلهية. وحمله روح اللَّه إلى الأمجاد التي لا يُعبر عنها، ويكشف له الإلهيات الفائقة. رفعه من إنسان جسداني إلى إنسان روحي يحمل فكر المسيح. جاء  يكرز بالإنجيل بالحق الإلهي في بساطة يستخدمه الله لمجده لكي يكون حديثه متناغم مع خطة اللَّه الخلاصية لان الروح القدس يهبنا الفهم والنعمة والقوة لنفهم ونعمل ونعيش ونتكلم كما يحق لانجيل الله.

+ الروح القدس هو المعزي الذي يقف بجانبنا ليعين ضعفنا فى الضيقات والتجارب والوحدة {وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا} (رو 8: 26)، هذا ما شهد عنه الرسول بولس { تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل} (2كو 12: 9). هكذا راينا الأباء القديسين ولاسيما المتوحدين والسواح الذين عاشوا فى البراري والقفار كان الروح القدس ينبوع ماء حي يشبعهم ويرويهم ويفيض منهم ويفرح قلوبهم ويعلمهم بالمستقبل ويفيض عليهم بالروئ والتعليم المستقيم. 

ليست هناك تعليقات: