نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 2 أغسطس 2020

8- القديس بولس الرسول و الاقتداء بالمسيح



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

القديس بولس والاقتداء المسيح ...
+ على مدى حوالى ثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول يقتدي بالمسيح فى حياته وتعاليمه وخدمته، يكرز بمحبة الله للبشر المعلنة لنا في المسيح يسوع ربنا ونحياها بنعمة وعطية الروح القدس. ومنذ إيمان بولس بالمسيح وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م. عاش يجاهد و يبشر بإنجيل المسيح فى آسيا وأوروبا من مدينة لاخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان الاقتداء بسيده هو منهج روحى له يحياه وينقله بأمانة لتلاميذه والمؤمنين { كونوا متمثلين بي، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). نمونا فى الكمال المسيحي يكون بالاقتداء بالمسيح والتعلم من أقواله ووصاياه وتحويلها الي أعمال وحياة. نقتدى بفضائله كقدوة لنا في المحبة الباذلة والوداعة والتواضع وطول الأناة، نتشبه بموته وقيامته فنموت عن العالم بشهواته ونقوم في جدة الحياة. وكما تشبه القديسين بالمسيح نتمثل نحن بهم في ايمانهم، وكما أرسل اللَّه الآب أبنه كمعلمٍ صالح هكذا أرسل المسيح الرسل كمعلمين { الحق الحق اقول لكم الذي يقبل من ارسله يقبلني والذي يقبلني يقبل الذي ارسلني } (يو 13 : 20).
+ جاء السيد المسيح ليخدم خلاصنا ويبذل ذاته من أجل أحبائه وخلاص العالم كله وعلمنا كيف نخدم بروح المحبة والتواضع والبذل والعطاء هكذا عمل وعلم رسله القديسين { فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يُحْسَبُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هَكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ عَظِيماً يَكُونُ لَكُمْ خَادِماً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ فِيكُمْ أَوَّلاً يَكُونُ لِلْجَمِيعِ عَبْداً. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».} (مر42:10-45). هكذا راينا القديس بولس  يبذل نفسه برضى من أجل المخدومين { هكذا اذ كنا حانين اليكم كنا نرضى ان نعطيكم لا انجيل الله فقط بل انفسنا ايضا لأنكم صرتم محبوبين الينا }(1تس 2 : 8). يحتمل ضعف الضعفاء ويلتهب لخلاص من يقع في عثرة { من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا التهب }(2كو 11 : 29). ويدعونا لكي يكون لنا فكر المسيح ونتبع خطواته { فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.} ( في 5:2-8). هكذا ارتضي بولس الرسول أن يستعبد نفسه للجميع ليربحهم للمسيح { فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.} ( 1كو 19:9-23).وهكذا يدعونا  بطرس الرسول أن نتبع خطوات معلمنا الصالح { لأنكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته}(1بط 2 : 21). وعلينا أن نقتدي ونتعلم من ربنا يسوع المسيح ونتمثل بإيمان وحياة آبائنا الرسل القديسين كقدوة حية ملموسة أمامنا.
القديس بولس  وفكر المسيح...
+ القديس بولس يقول لنا { أما نحن فلنا فكر المسيح } (1كو 2 : 16). ويدعونا أن لا نشاكل أهل هذا الدهر بل نتغير ويتجدد فكرنا حسب إرادة الله  { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). وفي كل ما علمه وكتبه القديس بولس للمؤمنين كان مصدره وصايا المسيح وتعاليمه وحياته { ان كان احد يحسب نفسه نبيا او روحيا فليعلم ما اكتبه اليكم انه وصايا الرب }(1كو14 : 37)‏. تسلم الرسول بولس التعليم الصحيح من السيد المسيح شخصياً إذ يقول لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم ( 1كو11: 23 ). وتعاليم القديس بولس تتطابق مع حياته الإيمانية المعاشة ويقتدي فيها بسيده ومخلصه الصالح الذي قال { وأما من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات }(مت 5 : 19). لهذا نري القديس بولس يعمل ويعلم حياة وتعاليم ورسالة السيد المسيح مساقا بالروح القدس حسب الحكمة التي أعطيت له من الله.
+ السيد المسيح هو نبع الشبع والارتواء لكل مؤمن { فقال لهم يسوع انا هو خبز الحياة من يقبل الي فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش ابدا } (يو 6 : 35) { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب} (يو 7 : 37). هكذا كرز بولس بالمسيح بالمسيح الشبع ونبع الماء الحي المُروي لكل نفس في غربة العالم { وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَاماً وَاحِداً رُوحِيّاً وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَاباً وَاحِداً رُوحِيّاً، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.}(1كو 10 :3- 4). المسيح الهنا نور العالم والذى يتبعه يسير فى النور أما الإنسان الخاطئ فهو ميت ويحيا في الظلام { ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر لأن اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد} (لو 15 : 32). وهكذا قال الرب عن مقاوميه { قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الآن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية }(يو 9 : 41). المسيح نور العالم وشمس البر وضياء الملكوت { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }(يو 8 : 12). وهكذا يدعو القديس بولس العائشين فى الخطية أن يستضيئوا بنور المسيح { لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح }(أف 5 : 14). المؤمن يستنير بالمسيح وينير للغير ويرى الناس أعماله الحسنة و يمجدوا الله يقول القديس بولس { أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟! وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟} (٢ كو ٦: ١٤، ١٥). بسلوكنا في النور كأولاد للنور، نأتي بثمر صالح، معلنين أنفصالنا عن أعمال الظلمة غير مثمرة وتمتعنا بنور المسيح الذي يهبنا الغلبة والنصرة على قوات الظلمة، { "لِذَلِكَ يَقُولُ: اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ} (اف 14:5). ويقصد الرسول بولس بالنائم والميت الإنسان الذي في الخطية، فإنه تفوح منه رائحة الموت، فاذا تاب وترك الخطية يقدر أن يعاين المسيح، {لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ولا يأتي إلى النور} (يو ٣: ٢٠). {لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح }(2كو  4 :  6).  
الاقتداء بمحبة المسيح ...
+  الله أحبنا وبذل أبنه الوحيد من أجل خلاصنا { لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16). ويوصينا الرب يسوع المسيح أن نحب بعضنا بعض { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا }(يو 13 : 34). ويري القديس بولس أن غاية الوصية هي المحبة رباط الكمال المسيحي { وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء }(1تي 1 : 5). والمحبة لا تدين وتستر، لهذا يقول القديس بولس { ‏لذلك أنت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين . لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك} ( رو 2: 1 ) لقد تعلم القديس بولس من سيده {لا تدينوا لكي لا تدانوا . لأنكم بالدينونة التي ‏بها تدينون تدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم} ( مت 7: 1، 2 ). والمحبة في فكر القديس بولس هي محبة عمليه {لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم } (عب  6 : 10). ويؤكد الرب علي ضرورة الايمان للخلاص { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر 16:16) والإيمان في تعليم بولس هو إيمان حي عامل بالمحبة {لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة } (غل 5 : 6). وعلى المؤمن أن يحيا بالإيمان ليتبرر { لأن البار بالإيمان يحيا }(غل 3 : 11). ويوصي الرب أن نثبت في المحبة ليعلم الجميع أننا تلاميذ للمسيح وعليه يؤكد القديس بولس { لتثبت المحبة الاخوية}(عب 13 : 1). ويشرح القديس بولس الرسول بدقة أن كل المؤمن  إن خلت حياته من المحبة لا تعد بالفائدة عليه، أما الإيمان والرجاء والمحبة فانهم يبقوا الي الأبد أنهم ثمار الروح القدس وحياتنا في المسيح، والتى تجعلنا نثبت فيه ونرث معه ونسبح أمام الآب في السماء مع أصوات الملائكة وضاربي القيثارات الذهبية فالمحبة الإلهية التي تنسكب في قلوبنا بالروح القدس تبررنا وتهبنا سلام الله { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.} ( رو 1:5-5). وكما جاء السيد المسيح ليخدم خلاصنا وصارا مثالا لنا وقدوة في المحبة والخدمة، القديس بولس أقتدي بسيده ويعلمنا ان نتمثل به { أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا. وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ، وَتَسَلَّمْتُمُوهُ، وَسَمِعْتُمُوهُ، وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، فَهَذَا افْعَلُوا، وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ.} ( في 8:4-9). يهتم القديس بولس بالتسليم والإقتداء بالمسيح وبرسل ربنا يسوع المسيح كحياة مقدسة نتسلمنا وكوديعة ثمينة نسلمها لمن ياتوا بعدنا { فَتَقَوَّ انْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، اوْدِعْهُ انَاساً امَنَاءَ، يَكُونُونَ اكْفَاءً انْ يُعَلِّمُوا اخَرِينَ ايْضاً.} (2تيم 1:2-2). فما أحوجنا في كل الظروف أن نتشدد ونتقوى بالنعمة التي في المسيح يسوع محتملين الضيقات بفرح وتمتد تقف أمانتنا من سعينا لخلاص أنفسنا إلى الاهتمام بخلاص الآخرين وتسليمهم وديعة الإيمان ليواصلوا نفس العمل فالحياة الروحية تلمذة تخلق جيلاً قادرًا على التعلم والتعليم. هذه هي القيادة الروحيّة السليمة، أن يقيم الراعي تلاميذ قادرين بدورهم أن يتلمذوا أناسًا أكفاء في تسلسل غير منقطع خلال الأجيال لقبول وديعة الإيمان الحيّ العملي لتظل شعلة الإيمان ملتهبة ومنيرة وشاهدة علي محبة الله في المسيح يسوع بنعمة وعطية الروح القدس.  

ليست هناك تعليقات: