نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

9- لاهوت المسيح فى فكر ورسائل القديس بولس



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

لاهوت المسيح من الأنبياء ومن حياة المسيح..
+ الإيمان بلاهوت السيد المسيح ليس فكر مستوحى أو مستحدث من فكر ورسائل القديس بولس وإن كان الرسول بولس قد آمن ونادي به بل هو ثابت لدينا من نبوات العهد القديم ورأيناه فى حياة السيد المسيح وتعليمه وشهادة الآب للابن وشهادة الملائكة للأبن وشهادة القديس يوحنا المعمدان و شهادة التلاميذ والرسل. وقد تنبأ إشعياء قبل ميلاد السيد المسيح بميلاده من عذراء بسبعة قرون قائلا { هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا} (أش 7: 14). ثم تنبأ عن طبيعته الإلهية { لأنه يولد لنا ولد، ونعطى ابنًا. وتكون الرياسة على كتفه. ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام}(أش 9: 6). وحقيقة ثابتة لدينا أن لا يوجد سوى إله واحد { أنا الله وليس غيري. ليس غيري إله. لا إله سواي}(اش 45: 5). لهذا نجد القديس بولس الرسول في حديثه عن اليهود يقول { ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين } (رو 9: 5). وعبارة الكائن على الكل توضح لاهوت المسيح وعبارة إلى الأبد تعنى استمرارية عبادته ولاهوته إلى غير نهاية. فالسيد المسيح ربّ داود الجالس عن يمين الاب تنبأ عنه داود النبي بالروح القدس { إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اِسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثاً لَكَ وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكاً لَكَ. تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ». فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. } ( مز2-7-12 ). وقد أشار الربّ يسوع المسيح نفسه إلي هذه النبوّة مؤكّداً علي أنه هو المقصود بالربّ الذي يجلس عن يمين الآب في هذه النبوّة  وأنَّه هو " ربّ داود " الجالس علي عرش الله ، في يمين العظمة في السماء. وهذا ما أوضحه السيد المسيح  في الحوار الذي دار بينه وبين رؤساء اليهود { مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟، قَالُوا لَهُ: ابْنُ دَاوُدَ. قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ . فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً. } ( مت22-42-46 ).وأكّد أنَّه هو الجالس في يمين العظمة { مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ} (مت26:64).  { الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ } ( رو 34:8 ). { الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ } ( كو 3: 1 ). فهو الديان وغافر الخطايا ومانح العطايا وواهب الحياة الأبدية الذى به كل شئ كان وبغيره لم يكن شئ مما كان.
يسوع المسيح ينسب إلى ذاته الألوهية
لقد نسب السيد المسيح لذاته صفة الإلوهية والسلطان على الطبيعة والإنسان والحيوان والنبات بافعاله واقواله. وأقواله تؤكد أنه واحد مع الآب فى الجوهر وقد برهن علي صدقه بالاعمال الالهية وآمن به تلاميذه ورسله ومن تتلمذوا عليهم وعلى الرغم من أن السيد المسيح أخفى لاهوته عن الشيطان وعملائه من اليهود حتى لا يتعطل عمل الفداء كما يقول القديس بولس { بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللّٰهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللّٰهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، ٱلَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هٰذَا ٱلدَّهْرِ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ ٱلْمَجْدِ} (1كو 2: 7 -8). أما السبب الثاني لهذا الإخفاء فهو تحقيق تدبير التجسد لأنه لو نزل الله بكمال لاهوته على الأرض فمن كان يقوى على احتمال نوره؟ وعلى الرغم من أنه مدح إيمان تلاميذه واعتراف القديس بطرس (مت 16: 16). وأعترف القديس يوحنا المعمدان { وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ} (يو1: 34، 3: 35، 36). وكما يقول بولس الرسول{ بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لإنجيل الله. الذي سبق فوعد به بانبيائه في الكتب المقدسة. عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد. وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا. الذي به لاجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لاطاعة الايمان في جميع الامم.} ( رو1:1-5). وقد شهد السيد المسيح لرئيس الكهنة عن ذاته عندما استحلفه أثناء المحاكمة أمام مجمع السنهدريم وقال له { أَسْتَحْلِفُكَ بِٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ!} (مت26: 63 -64) وقد أعلن  الملاك غبريال الوهيته في البشارة بميلاده للقديسة مريم { ٱلْقُدُّوسُ ٱلْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱللّٰهِ} (لو 1: 35).  
المسيح هو الله الظاهر فى الجسد
+ يقول القديس بولس {عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد}  (1تى3: 16). واضح من هذه الآية أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد. فالحياة المسيحية هي دخول عملي إلي الحق خلال الحياة التقوية التي صارت لنا بالتجسد الإلهي، فسر التقوى هو سر التجسد، اتحادنا مع الله الآب في ابنه هو الذي يعطينا الحياة التقوية، هذا هو الحق الذي نحياه وندافع عنه، فلا طريق آخر للحياة المقدسة سوي الاتحاد بالمسيح بالمعمودية والتناول والاعتراف أي بالأسرار ومن ينكر التجسد ولا يؤمن به لا يستطيع أن يحيا الحياة التقوية أو أن يسير فى الكمال المسيحي. لقد صار المسيح لنا حياة باتحاده بنا وأعطانا حياته كسر للتقوى. المسيحية ليست ديانة تعلم تابعيها الأخلاقيات فقط بل هي تعطي حياة المسيح لكل من يؤمن ويعتمد فيحيا في تقوى ومحبة الله وينمو ويتقى فى الروح. ويقول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح { فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا} (كو2: 7، 8) فإن كان المسيح فيه كل ملء اللاهوت، إذن لا ينقصه شيء وهو الله، وليس إله غيره، لأن خارج كل الملء لا يوجد شيء. وعبارة جسديًا تعنى أن هذا اللاهوت أخذ جسدًا، أو ظهر في الجسد. وعندما استدعي القديس بولس رعاة  الكنيسة من ميلتس قال لهم {احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه}(أع 20: 28) والمعروف أن الله روح (يو4: 24). والروح ليس له دم، فالله لا يقتني الكنيسة بدمه إلا إذا أخذ جسدًا، وبذل دمه عنها. وهنا نصل إلى نفس المعنى "الله ظهر في الجسد". من تواضع ومحبة الله سعي لخلاصنا كخليقته المحبوبة وافتدانا من الموت وجعلنا وارثين للسماء {وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،.لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخاً: «يَا أَبَا الآبُ». إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.} (غلا 4:4-7).  وأرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، تفيد بوضوح أن الابن كان موجوداً قبل تجسده فالقديس بولس يؤمن  أن للمسيح أبن الله كان موجود قبل التجسد في صميم طبيعة الله وذاته فهو أقنوم الحكمة والعقل فى الذات الالهية { الذي هو صورة الله غير المنظور، بكرُ كلِّ خليقةٍ. فإنه فيه خُلِقَ الكلُّ ما في السماوات وما على الأرضِ،  ما يُرى وما لا يُرى، سواءٌ كان عروشاً أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطين. الكل به وله قد خُلق. الذي هو قبل كلِّ شيءٍ، وفيه يقومُ الكلُّ{(كو 1: 15-17). كما يرى القديس بولس أن المسيح كان مرافقاً لشعب إسرائيل في البرية بصورة غير منظورة { وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحيًّا، لأنهم كانوا يشربون من صخرةٍ روحيَّةٍ تابعتهم، والصخرةُ كانت المسيح. }(1كو 4:10) { اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيءٍ، الذي به أيضاً عَمِلَ العالَمِينَ، الذي، وهو بهاءُ مجدِهِ، ورسمُ جوهرهِ، وحاملٌ كُلِّ الأشياءِ بكلمة قدرتهِ}(عب 1: 1-3). ومنهج القديس بولس في الإيمان بالوجود السابق لابن الله هو ما أعلنه لنا الرب يسوع نفسه { قال لهم يسوع: الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنٌ.}(يو 58:8). المسيح يسوع ربنا هو الابن الوحيد الجنس من المساوى للآب فى الجوهر { الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. بل أخلى نفسه آخذًا صورة عبد} (في 2: 5-7). ما كان يحسب هذا اختلاسًا، لأنه هو هكذا فعلًا. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا المجد بتجسده، وأخذ صورة عبد صائرًا في شبه الناس وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 8). وكما قال القديس بولس في بدء رسالته إلى العبرانيين { الذي به أيضًا عمل العالمين. الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره.. بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائرًا أعظم من الملائكة} (عب 10: 2-4). وقد قال السيد المسيح {من رآني فقد راى الآب} (يو14: 9). لقد تجسد الإبن الكلمة لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيرًا لخطايانا. وقد أخلي ذاته مع أنه بهاء مجد الله فهو الذي خالق العالمين.
+  السيد المسيح حكمة الله ... هو أقنوم المعرفة أو العقل أو النطق في الثالوث القدوس كما يقول القديس بولس { المسيح المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم} (كو 2: 3). فهو أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال القديس بولس عن السيد المسيح إنه {حكمة الله} (1كو1: 24).أن الحكمة عند الله من الأزل أو هو الله نفسه { أنا الحكمة الرب قناني أول أعماله, منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض, كنت عنده صانعا ً, و لذاتى مع بنى أدم } ( أم 8 : 12 : 32 ){ له الجبروت والحكمة } ( دا 2 : 20 )  { عنده الحكمة والفطنة له المشورة والقدرة } ( اى 12 : 13 ) .يتضح من خلال رسائل بولس تلقيبه لشخص المسيح بحكمة الله فنجد ذلك فى عدة شواهد { فبالمسيح قوة الله وحكمة الله } ( 1 كو 1 : 24 )  { فبالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا ًوقداسة وفداء } ( 1كو 1 : 30 ). المسيح هو  " الله" { إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه فى السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس فى هذا الدهر فقط بل فى المستقبل أيضا ً}( اف 1 : 20 – 21 ), { الذي نزل هو الذي صعد أيضا َفوق جميع السموات لكي يملأ الكل } ( أف 4 : 10 ). {لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع المسيح كل ركبة مما فى السماء وعلى الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب } ( فى 2 : 9 – 11 ). وأعلن القديس بولس أن يسوع هو الإله وهو بذلك لا يتناقض مع وحدانية الله حيث أن المسيح هو الله الظاهر فى الجسد .  

ليست هناك تعليقات: