للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الصلاة هي وصية ومطلب الهي.. هي وصية إنجيلية وواجب من الأبناء نحو أبيهم السماوى. وهي العلاقة التي تربط بين الله والمؤمنين { يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر } (مز 65 : 2). السيد المسيح يوصينا بالصلاة والسهر { اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة } (مت 26 : 41). وقدم لنا مثالاً وقدوة في الصلاة الي الآب وكان يقضى الليل كله فى الصلاة والحديث مع الآب في أوقات كثيرة وعلم تلاميذه القديسين الصلاة الربية كنموذج للصلاة. الصلاة بالنسبة للمؤمن هي حديث محبة بين الأبناء و أبيهم السماوى، فيها نسبح الله على أحسناته ونشكره على محبته وأبوته وعطاياه ومعاملاته الطيبة معنا ونعترف له بخطايانا طالبين الغفران وبالصلاة نتوب ونتغير ويقوي إيماننا ويزداد رجائنا وتثبت محبتنا لله. وقد طلب منا السيد المسيح أن نصلي كل حين ولا نمل { انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل}(لو 18:1). نصلي لان لنا أعداء روحيين يريدون لنا السقوط فنسهر ونصلي لكي ننجو من التجربة و ننتصر { واما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم} (مت 17 : 21). نصلي لكي تعلم طلباتنا لدى الله وننال قوة وعون في حينه. فالصلاة هي قوة المؤمنين نعلن احتياجاتنا وحاجة من حولنا لله لا لأنه لا يعرفها بل كاب نتعلق به ونعلن محبتنا له ونطلب منه وهو القائل { أسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزاًيُعْطِيهِ حَجَراً؟. وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً يُعْطِيهِ حَيَّةً؟. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.} ( مت 7:7-11). والقديس بولس الرسول يوصينا أن نصلي بلا انقطاع ونشكر في كل شئ { صلوا بلا انقطاع.} (1تس 5 : 17). فما أحوجنا إلى الصلاة الدائمة، الصلاة والتسبيح هم عمل الملائكة. بالصلاة مع الشكر تتحقق غاية الله فينا في المسيح حيث تصير لنا الحياة السماوية معلنة في داخلنا وفي سلوكنا. الصلاة هي صلة وعلاقة مستمرة مع الله وإدراك وجودنا في الحضرة الإلهية بلا انقطاع، في عبادتنا كما في أثناء عملنا، وفي يقظتنا كما في أثناء جلوسنا وحتى نومنا بالصلاة الدائمة هي التهاب القلب المستمر بل والمتزايد، في حنين لا ينقطع نحو الحياة الأبدية أو السكنى مع الله وفيه إلى الأبد. هذا الحنين ينمو كلما خلع الإنسان عنه اهتمامات العالم وسلك بالروح القدس الناري في الحياة المقدسة، منطلقًا من حياة الخطية والدنس ومحبة العالم إلى الحياة الفاضلة في الرب التي تسحب الفكر والقلب نحو الإلهيات. والصلاة الدائمة تغذيها الصلوات السهمية وتساندها الصلوات اليومية للسواعي والعشرة بالقديسين. الصلاة الحقيقية هي علاقة حية نابعة من قلب وروح وفكر الإنسان { إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب}( رو 15:8). نصلي بروح البنوة والمحبة ونخاطب الله قائلين يا أبانا الذى فى السموات وهو يسمع ويستجيب { وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه} (مت 21 : 22).
+ أولوية عمل الصلاة علي كل شئ... الله يطلب منا أن نحبه من كل القلب والفكر والنفس والإرادة والمحبة يعبر عنها بالحديث مع الله وطاعته وخدمته ومعرفة أرادته فيجب ان نجعل الصلاة والحديث مع الله من أهم أولوياتنا وكما يقول الرسول بولس { لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله} (في 4 : 6). الرب هو معيننا الحقيقي، فنلجأ إليه بالصلاة والطلبة مع الشكر وهنا يربط الرسول الصلاة والطلبة والشكر بأنها تجلب السلام ولا تدع القلق يسيطر علينا "لا تهتموا بشيء" ليس معنى هذا أن نسلم أنفسنا للإهمال والكسل، ولكن نطرح عنا هموم الحياة، ولا نتحزب أو نرتبك أمام هموم الحياة والتجارب المختلفة، لأن سلام الله قادر أن يحفظ قلوبنا وفي كل مرة نصلي بإيمان نشعر إن الله قريب منا يسمعنا ويستجيب دعاءنا. وهذا ما راينا في حياة بولس الرسول حتى وهو في السجن كيف كانا يصليان ويسبحان الله وتدخل الله وأنقذهما { وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا. فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ. وَلَمَّا اسْتَيْقَظَ حَافِظُ السِّجْنِ وَرَأَى أَبْوَابَ السِّجْنِ مَفْتُوحَةً اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعاً أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ ظَانّاً أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا. فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئاً رَدِيّاً لأَنَّ جَمِيعَنَا هَهُنَا». فَطَلَبَ ضَوْءاً وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِلٍ وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ} ( أع 25:16-33). رغم أن بولس وسيلا كانا في السجن مقيدان الإ أنهما كانا يصليان ويسبحان الله وارتفع قلب الرسولين إلى السماء في السجن وتمتعا بالسيد المسيح الممجد، يشاركان الملائكة وتسبيحهم له، وإذا بالأرض تتزلزل تحت قدميهما كما في رعب مما يفعله الأشرار بأولاد الله. لم يجد الرسولان من يدافع عنهما، فانطلقت الطبيعة تشهد لهما. وحدثت الزلزلة العظيمة إشارة إلى حضرة الله الذي تتزلزل أمامه الجبال، انفكت القيود وشهد بولس وسيلا لله أمام السجان والمساجين. فيا ليتنا نتعلم منهما الصلاة بالنهار والليل في كل ظروف الحياة حتى نتحرر من كل قيود وربط الخطية. وننطلق نحو السماويات كما يقول القديس بولس { ولكن التي هي بالحقيقة أرملة ووحيدة فقد ألقت رجاءها على الله، وهي تواظب الطلبات والصلوات ليلا ونهارا} (1 تي 5: 5). إن كان القديس بولس يتحدث هكذا عن الأرملة، المرأة الضعيفة، فكم بالأكثر يليق بأناس الله القديسين أن يسهروا في الصلاة التي تشمل التسبيح والسجود والشكر والطلب في كل الظروف ويجب أن تقترن صلواتنا بالشكر لله علي كل شئ حين، ويستجيب لنا بالإيجاب أو الرفض أو الانتظار حسب حكمته فالصلاة تغير الظروف للأفضل وتغيرنا لنكون حسب إرادة الله ويعمل لنا الصالح ونحيا حياة التسليم.
+ الصلاة من أجل كل البشرية... يكشف القديس بولس عن رسالة المؤمن والكنيسة بصفة عامة، وهي الصلاة من أجل كل نفس فلا نكف عن الصلاة لأجل جميع الناس ولاسيما الذين فى المنصب القيادية لتأثيرهم فى المجتمع وفي حياتنا { فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ،لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ،لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ} ( 1تيم 1:2-4). نقدم الطلبات والصلوات والابتهالات والتشكرات لاجل جميع الناس فما ذكره الرسول هنا يمثل مراحل حياة الشركة مع الله، مراحل متصاعدة ومتكاملة فنبدأ بالطلبة أي السؤال عن احتياجاتنا الضرورية لنرتفع من الطلبة إلى الصلاة والالتصاق بالله والدخول معه في صلة عميقة وحب لأجل الله ذاته. خلال هذا الحب الإلهي يرتفع إلى الابتهال أو التشفع عن الآخرين، فلا نطلب ما لانفسنا بل ما هو للغير، وننسى احتياجاتنا أمام محبتنا لإخوتنا. وأخيرًا نمارس التشكرات والتسبيح بكونها الحياة الملائكية التي تقوم على أساس الشكر الدائم بلا انقطاع والتسبيح لله بغير انقطاع. وهذا ما نقوم به في الكنيسة بحق صلواتنا التي تشمل كل هذه الأنواع من الصلاة، خاصة في ليتورچيا الإفخارستيا، في القداس الإلهي فنطلب من أجل أنفسنا لنوال غفران خطاياه والتمتع بالنمو الروحي وإشباع كل احتياجاتنا وأعوازنا الروحية والنفسية والجسدية،وتمتزج الطلبات بالصلوات فيدخل المؤمن في حديث سري مع الله في ابنه الوحيد بالروح القدس. ولا تكف الكنيسة عن ممارسة الابتهالات فتتشفع عن جميع الناس، أن جوهر الإفخارستيا هو التمتع بالحياة الشاكرة لله ، خلال ثبوتنا في المسيح يسوع ربنا، القداس الإلهي يسمى سر الإفخارستيا أي "سر الشكر". نتناول بشكر وانسحاق من الأسرار المقدسة لنثبت في المسيح كما الأغصان في الكرمة ونأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا. أما المثل الفريد في الابتهال فهو عمل الروح كقول القديس بولس الرسول: { وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ. }(رو ٨: ٢٦–٢٧). الشكر هو عرفان بالجميل لعطايا الله وبركاته. صلاة السيد المسيح لأبيه تقدم مثلاً فريدًا لنا إذ نحمده لأجل عطاياه التي يقدمها للبسطاء والمتواضعين { في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال: أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال}(مت ١١: ٢٥). وكما يقول القديس بولس { اني اشكر الله الذي اعبده من اجدادي بضمير طاهر كما اذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلا ونهارا }(2تي 1 : 3). وتبتهل الكنيسة عن الرؤساء ومن هم في مراكز قيادية لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار فصلواتنا وطلباتنا من أجل جميع الناس وطاعتنا الصادقة للمسئولين تعطي سلامًا في القلب الداخلي كأبناء يحملون سمات الله محب البشر. فعلاقتنا مع الآخرين لا تقوم على أساس نفعي مادي أو أدبي، ولا على أساس الخوف، وإنما على أساس إلهي، حيث نلتقي مع الجميع ونصلي ونعمل على راحتهم من أجل الله محب البشر لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون فإن كان الله يريد أن جميع الناس يخلصون فنصلي لكي تتحقق هذه الإرادة.
+ الصلاة سر النصرة ..
الصلاة سر نصرة المؤمن على أعدائه الروحيين وعلي اغراءات الحياة المادية ودواماتها وبها تحصل على كل البركات الروحية والعطايا المادية وتُعلم طلباتنا لله. وكما قال القديس مار اسحق السريانى (الذى يتهاون بالصلاة ويظن أن له باب آخر للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين) من أجل هذا يوصينا السيد المسيح بالصلاة { فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لانه كالفخ ياتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض. اسهروا اذا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان}( لو 34:21-36). هكذا نحن اذ نحارب اعداء الشر الروحيين نتمسك بالصلاة القادرة أن تهبنا النصرة كما قال الرب { فقال لهم هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة والصوم }(مر 9 : 29). وكما يقول القديس بولس الرسول { أَخِيراًيَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،. وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ} ( أف 10:6-18). يختم القديس بولس حديثه عن أسلحة محاربتنا الروحية بالصلاة، لا لأنها تحتل المكانة الأخيرة وإنما لكي تثبت في الذهن. فإن الأسلحة السابقة كلها هي في حقيقتها عطية إلهية لا نستطيع أن ننعم بها بدون الصلاة. حديث الله معنا هو السيف الروحي الذي به نحطم كل شر يهاجمنا في الداخل، وحديثنا معه بالصلاة هو سندنا لنوال العون الإلهي خلال جهادنا المستمر { اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح} (2كو4:10-5). علينا أن نغصب أنفسنا على الصلاة كسلاح نتسلح به للنصرة في كل الأوقات فالله ينظر الى أمانتنا فى الصلاة و يهبنا حرارة الصلاة وينصرنا فى الحرب ويقودنا في الدرب ويهبنا حكمة ونعمة وقوة لمواصلة رحلة الحياة على رجاء المجد.
اليك يارب نصلي ..
+ نشكرك يا إلهنا الرحيم على كل حال ومن أجل كل حال وفي سائر الأحوال. ونبارك عظيم محبتك نحو جنس البشر يا من يسعى دوما لخلاصنا ويطلب الضال ويسترد المطرود ويجبر الكسير ويعصب الجريح ، يامن دائما تعلن محبتك لنا وتبحث عنا وتغفر خطايانا وتريد أن تجمعنا تحت جناحى محبتك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها . فان كنا نحن جحود لهذه المحبة ونبتعد بارادتنا عنك فانت الرحوم تصبر وتتأني وبربط المحبة تجذبنا اليك. لهذا تباركك نفوسنا وارواحنا وافكارنا ونصلي لكي يعمل روحك القدوس جاذباُ لنا بشبكة المحبة لنتحول اليك راجعين ومغفرتك طالبين وعن الخطية تائبين و إرادتك الصالحة الكاملة نكون صانعين .
+ يالله الهنا اليك نصلي في كل مكان وزمان وبالأكثر فى الضيقات والشدائد فانت خالقنا وملجأنا و صخرتنا وراعينا. يا سامع الصلاة ،اليك يأتي كل بشر فاسمع صلوات عبيدك وانظر الى تنهد ابنائك الصارخين اليك ليلاً ونهاراً، انصف يارب المظلومين وحرر المأسورين وأقم الساقطين وأعطى رجاء للبائسين وقوم الركب المنحنية والايدى المرتخية شددها ليقوى بك إيماننا وتذداد محبتنا وينمو رجائنا ونصل بك الى ميناء السلامة وبر الأمان .
أيها الملك السمائي الحاضر فى كل مكان . كنز الصالحات وينبوع ومصدر النعم الالهية ، نصلى اليك ان تجعلنا مستقيمين فى محبتك وعمل الخير وارفع عن كنيستنا وبلادنا وعالمك الوباء والغلاء والحروب والزلازل ونجنا من طوفان بحر هذا العالم الزائل وأبطل مؤامرات الشياطين واعوانهم ، ارحمنا يارب فإننا ضعفاء ومساكين وعرفنا إرادتك لنكون لها طائعين وهبنا النعمة والقوة والحكمة لنسلك فى وصاياك كل حين وعند مجئيك الثانى نسمع ذلك الصوت الحنون والممتلئ فرحاً تعالوا اليٌ يامباركى ابى رثوا الملكوت المعد لكم . أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق