نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

قصص من وحى الميلاد




للأب
 أفرايم الانبا بيشوى

بعض الدفء والحنان

لم يولد السيد المسيح فى قصر هيرودس الملك أو احد عظماء عصره،  بل لقد اراد هيرودس ان يتخلص من المولود الضيف فى مكر فقد ظن انه ملك ارضي سيأخذ منه الملك، ولم يولد فى بيت من بيوت الناموسيين والحكماء الذين عرفوا الكتب واين يولد ولكنهم اغلقوا قلوبهم بالرياء والكبرياء دون ان يستقبلوه، ثم عملوا ان يصطادوه بكلمة  فى خدمته ليتهموه ويحاكموه، ولم يولد السيد فى بيوت خاوية من المحبة بل فى شهواتها او همومها تمضى لياليها وايامها.
 ولد الطفل يسوع فى الشتاء القارس ليدفئ قلوبنا بمحبته وينير ظلمة ليلنا بمعرفته ويرفعنا من المذلة فهو الذى قيل عنه { انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع  المتضعين} (لو 1 : 52). كانت ليلة الميلاد باردة وماطرة وطويله وولد الطفل العجيب فى مذود للغنم { فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل} (لو 2 : 7). واتى الرعاة وقدموا للمولود ولامه القديسة مريم بعض من الحليب والصوف. ثم اتوا المجوس من المشرق وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا.
 هكذا قامت خادمة مدارس الاحد قبيل الميلاد بشرح قصة الميلاد لاولاد وبنات صفها ثم اعطتهم اوراق كرتون وصلصال ليقوموا بعمل مغارة الميلاد.
قام الاولاد والبنات بالعمل المطلوب وتفننوا حسب مقدرتهم فى عمل المذود والاشخاص وشهود الميلاد كالعذراء مريم ويوسف النجار والمجوس والغنم  او الرعاة ولاحظت المعلمة ان احد الأطفال قام بعمل طفل المذود وبجواره يرقد طفل اخر يحتضنه فى محبة !.
فسالته ومن يكون هذا الطفل الذى يرقد بجوار طفل المذود..
رد عليها مايكل: انه انا يا معلمتي فقد اردت ان أكون معه لامنحه بعض الدفء والحنان فى ليلة الشتاء الباردة والطويلة واعبر عن محبتي له.
فرحت المعلمة ودعت ابنائها فى الصف ان يتعلموا من مايكل ان يقدموا المحبة والحنان لبعضهم البعض ليتحول عالمنا الى انشودة ميلاد متجدده  ويحل  المسيح بالايمان فينا ونفرح قلب الله الابوي { ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه ابي واليه ناتي وعنده نصنع منزلا} (يو 14 : 23).  ان عالمنا فى جوع ليس فقط للطعام والشراب ولكن الى المحبة والتقدير والعطاء والمشاعر الصادقة  ولعازر البلايا ملقى على قارعة الطريق ونراه فى فى بيوتنا وجيراننا واعمالنا. فهل تكون الحيوانات والكلاب اكثر رحمة وصدق وحنان ومحبة من بعض البشر امام فيض مشاعر الكراهية والرياء والعداء التي نراها فى عالم اليوم. اننا نصلى ليجد يسوع الطفل فى قلوبنا وبيوتنا من يستقبله ويقدم له بعض من الدفء والمحبة { طوبى للرحماء لانهم يرحمون} (مت 5 : 7).

هدايا بابا نويل
حدثت هذه القصة في جنوب فرنسا .
شاب نشأ في ظروف أسرية مفككة ولم يجد الرعاية والحنان في ظل إنفصال الاب والام منذ الصغر وزواج الأم من أخر. فما كان الا ان يكبر وينحرف إلي الإدمان والسرقة.
وفي إحتفالات عيد الميلاد وما بقي من ذكريات طيبه لهدايا الميلاد ومن أجل حاجته للمال داهم منزل ليسرق ما يجد فيه مما خف وزنه وغلا ثمنه للأنفاق علي ملذاته وإدمانه.
أخذ يبحث في المنزل عن مال او مجوهرات ووجد شنطة سفر أخذ يجمع فيها بعض المقتنيات والاشياء الثمينة والتحف الفنية التي كانت الاسرة مغرمة باقتنائها.
كان الرجل وزوجته خارج البيت ولكن تركا أبنهما ذو الستة اعوام بول وأبنتهم كاترين ذات الاربعة اعوام  نيام في البيت .
ومع حركة اللص أستيقظ الابناء وأخذا يبحثا لعله بابا نويل قد أحضر لهم هدايا عيد الميلاد .
سألت كاترين أخيها هل أتي بابا نويل محمل بالهدايا؟
قال لها بول دعنا نبحث عنه ... وأخيرا أمسكا باللص وفى براءة الأطفال
 تسائلا  بابا نويل فين ! أنت مين!
أرتبك اللص وقال أنا سانت جوزيف.
وأين بابا نويل ؟
أنه مشغول وطلب منى ان أساعده!
ولماذا ملابسك غير مرتبه وشعرك غير مرتب وغير حليق ، تسألت كاترين؟
أجابها اللص ..انها زحمة الأعياد وتجهيز الهدايا !
أخذ الابن يتحدث عن العيد والابنة تحضر الحلوي والطعام للقديس جوزيف، وكانا يتبادلان الحديث الودي عن عيد الميلاد ، حتي نسى اللص انه لص وذاب قلبه محبة وقدم لهم بعض من هدايا الشنطة المسروقة. وفجأة سمع اللص صوت سيارة الاب والأم معه تدخل للبيت فأستاذن من الابناء ليمضي ، وكانا هما يطلبان منه أن ينتظر والديهما للسلام عليه والترحيب به ..الا أنه اعتذر ليواصل توزيع الهدايا !
لكنه هرب الباب الخلفي ومضي وأختفى!
لم ينم الشاب ليلته هذا متأثرا بمحبة الأطفال وتضاربت الأفكار في ذهنه وقرر
ان يتغير وذهب بعد الي الكنيسة صباحا ليحتفل بمولود المذود الذى ولد في قلبه بالتوبة.
وكانت هذه الحادثة سبب لتغيره وتوبته ورجوعه الي الله والبدء بحياة الصلاة والعمل وتكوين أسرة ... الإ أنه لم ينسى ان يكتب قصته لتكون حافز ودعوة لأخرين من الشباب البعيد عن الله ليرجع اليه.
أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون بارا لا يحتاجون إلي التوبة فهل نفرح بتوبتنا صاحب العيد .

متى يطلع علينا النهار

جلس الحكيم قديما بين تلاميذه يعلمهم ثم طرح عليهم سؤال قائلا : متى ينقضى الليل ويطلع النهار؟
فهتف أحدهم قائلا: حين تبزغ الشمس من الشرق وتنير لنا الطريق.
قال الثاني: حين يسعنا التفريق من بعيد بين الماعز والغنم، في تلك اللحظة ينتهى الليل.
قال الثالث: حين يسعنا ان نفرق بين شجرة التين وشجرة الزيتون وعند ذلك يبزغ الفجر.
قال الرابع وانت ما هو رأيك ايها المعلم؟
انحنى الحكيم الى اسفل ثم تطلع الى السماء ثم الى تلاميذه وقال لهم : حين تصادف إمراة بيضاء او سوداء ، فقيرة او غنية وتقول " ايها الاخت" وحين تصادف رجل مسيحي او مسلم او هندوسي . من احزاب اليمين او اليسار، وتهتف " يا أخي" حينئذ ينتهى الليل ويطلع النهار.
فشكرا لميلادك ايها المسيح يسوع، طفل المذود الذي جاء الينا ليلا ليؤكد لنا انه شمس البر التي تضئ سماء ارضنا وتمحو ظلمة قلوبنا وتؤكد المحبة بيننا كاخوة واخوات، وتريد ان تجمع المتفرقين الى الله الواحد، وتغفر حتى للجاحدين والمجدفين قائلا {  يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون} (لو 23 : 34).
فى ميلاد السيد المسيح نصلى ان تشرق على بلادنا شمس الحرية والعدل والمساواة وننظر الى كل وواحدة على انهم أخوة لنا فى الانسانية والوطن، ولنحترم الانسان أي ان كان جنسه ودينه ورايه ولونه ومذهبه {ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غلا28:3).  ليتنا نتعلم من طفل المذود التواضع والوداعة الاحترام والتقدير وآداب الحديث فى الإختلاف ولا ننقاد  الى الشر والرد بالمثل بل كما نريد ان يعاملنا الناس نعاملهم  {فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء} (مت 7 : 12). ليتنا نعيش انسانيتنا الحقة المخلوقة على صورة الله ومثاله ونعى اننا ابناء لاب واحد هو آدم وام واحدة هي حواء. وان كل واحد منا سيحاسب أمام الله كحسب عمله ومحبته وما قدمته يداه ان كان شرا وان كان خيرا.
ليتنا نتشبه بالمسيح يسوع الذى جاء على صورتنا ليجعلنا بحق على صورته ومثاله.

ليست هناك تعليقات: