القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ {
فَسَأَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ
أَفْعَلَ؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ فَيُقَالَ لَكَ
مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ»} (اع 9
: 6)
{So he, trembling and astonished, said, "Lord,
what do You want me to do?" Then the Lord said to him, "Arise and go
into the city, and you will be told what you must do"} (Act 9 :
6).
+ كان شاول رجل فريسي
متعصب يضطهد كنيسة الله وقد أخذ رسائل من رؤساء كهنة اليهود الى دمشق للقبض على
أتباع السيد المسيح ولكن ظهر له المخلص وغير مجرى حياته { اما شاول فكان لم يزل
ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى
دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى
اورشليم. وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط
على الأرض و سمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني .فقال من أنت يا سيد فقال
الرب أنا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا
رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل}
( أع 1:9-6). ذهب شاول بعد الرؤيا الى
مدينة دمشق الى حنانيا الذي عرفه بالمخلص ربا والها فأمن واعتمد على يديه بالسيد المسيح وبقي فترة من الزمن متتلمذاً
وفاحصاً ما جاء فى الكتب وبعدها جال كل حياته كارزا ومبشراً بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره
العجيب .
+ يجب علينا ان نسأل هذا السؤال ( يارب ماذا
تريد ان أفعل ؟) ونعرف ما هي ارادة الله الصالحة الكاملة وماذا يريدنا ان نفعل في
ضوء تعاليمه المقدسة وإرشاد الروح القدوس واقوال الاباء القديسين حتى نتمم إرادة
الله فى حياتنا { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل
ارادة ابي الذي في السماوات (مت 7 : 21). الإنسان المؤمن لا يشاكل أهل العالم فى
طرقهم الملتوية أو أفعالهم الإثمة { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم
بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 : 2).
+ الله يريد خلاصنا ونجاتنا من الهلاك وهكذا
يقول الإنجيل { الله يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4).
ولكن ليس الجميع يطيعون الإيمان ويخلصون لان الله اعطانا الحرية والارادة ان نتبعه
أو نعصاه { يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة
اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا ، هوذا
بيتكم يترك لكم خراباً} (مت 23 : 37-38 ). ولهذا يطلب منا ان نعطيه قلوبنا { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي } (ام
23 : 26). والإنجيل يقصد بالقلب الإنسان الداخلي ومشاعره وأفكاره وإرادته ونحن
عندما نحب الله نسعى لمرضاته وحفظ وصاياه والعمل بها حتى النفس الأخير .
+ الله يريد قداستنا { لأن هذه هي ارادة
الله قداستكم }(1تس 4 : 3) فبدون القداسة لا يري أحد الرب والقداسة تعنى جهادنا فى حياة التوبة والصلاة وإن نتقدس
بكلمة الله والعمل بها والتناول من الأسرار المقدسة وان تكون حياتنا وأعمالنا
مخصصة لمجد أسمه القدوس ، لقد كان رئيس الكهنة في العهد القديم يضع على رأسه عمامة
كتب عليها قدس للرب ، ونحن عندما نرشم بالميرون المقدس فهذا لكى تتقدس حواسنا
وأفعالنا وسلوكنا وارادتنا {لكي لا يعيش ايضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس
بل لإرادة الله ،لان زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم
سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان
المحرمة} (1بط 4 : 2-3). هكذا نحن كابناء الله نسعى فى طريق التوبة وننمو فى معرفة
إرادة الله والاتحاد به إلى ان نصل لملء قامة الكمال الروحى التى يريدها لنا
الله كابناء وبنات له .
+ من محبة السيد المسيح لنا يعتبرنا قريبين
له وأهل بيته متى صنعنا مشيئته {لان من يصنع مشيئة الله هو اخي واختي وامي} (مر 3
: 35) لقد جاء كلمة الله متجسداً لكى ما
يرينا ما هى مشيئة الله تاركاً لنا مثالاً لكى نتبع خطواته {قال لهم يسوع طعامي ان
اعمل مشيئة الذي ارسلني واتمم عمله} (يو 4 : 34). لقد تمم الابن الوحيد الجنس
إرادة الآب السماوي فى خلاصنا و فدائنا ولكى مايردنا مرة أخرى إلى الفردوس فهل نحن
نشهد لمحبة الله المعلنة لنا فى المسيح يسوع .
+ علينا ان نصغي إلى صوت الله الينا من خلال
كتابه المقدس أو من خلال صوت روحه القدوس داخلنا وقيادته لنا او من خلال المرشدين
الروحيين واباء الاعتراف ومن خلال الصلاة والتأمل فى الاحداث اليومية وليكون لنا
الأذان الروحية المدربة على معرفة ماذا يريد الله لنا ان نفعل فهو أمين وعادل
سيعرفنا ماذا ينبغي لنا ان نفعل علينا ان نطيع ولا نحزن او نقاوم روح الله القدوس
وعمله فينا.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على
طريق الكفاح ، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية
+ ما هو هذا المقبول؟ الصلاة من أجل جميع
الناس. هذا هو المقبول لدى الله، هذه هي إرادته... تمثل بالله، فإنه يريد أن جميع
الناس يخلصون. وها هو سّر صلاة الإنسان من
أجل الجميع. إن كان الله يريد أن جميع الناس يخلصون، فلترد أنت أيضًا هذا! وإذ
تكون هذه هي إرادتك، فصلِ لكي تتحقق هذه الإرادة، فإن الإرادة تقود إلى الصلوات- القديس يوحنا الذهبي الفم
+
من الشعر الروحي:-
" مخلوق للخير"
يا صديقى كن نفسك كما يريد الله لك أن تكون
أنت مخلوق علي صورة الله ومثاله الحنون
أبغض الشر وطرقه وأبتعد عما لذاتك لا يصون
أعمل الخير للجميع ولاسيما لمن هم لك أقربون
قدم المحبة فنحن عن الدنيا قريبا أو بعيدا
راحلون
أزرع الخير والبسمة كنسمة فالجميع لهم
محتاجون
تواضع لله والناس جميعا فالله يرفع
المتواضعون
كن سفيرا صالحا لله واقتدي دوما بسير
القديسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق