+ { اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ } (مت 11 : 29)
{Take My yoke upon you and learn
from Me, for I am gentle and lowly in heart, and you will find rest for your
souls} (Mat 11 : 29).
+ الوداعة تعني الهدوء والوقار
واللطف والبعد عن العنف ودماثة الخلق والحلم. كما تتضمن الاتزان فى
التفكير والقول والعمل والالتزام بالهدوء ومواجهة المشكلات بروح الحكمة والوقار
ودماثة الأخلاق. إن الوداعة هي اقتداء بالسيد المسيح الذى تميز بالوداعة والتواضع
والوقار ودعانا ان نتعلم منه، وقد طوب السيد المسيح الوداعة { طوبى للودعاء لأنهم
يرثون الارض} (مت 5 : 5). الوداعة هي قوة قادرة أن تكسب قلوب الغير وتغيرها لتكون
رقيقة وتجعل من المرء حليم وحكيم لا يتذمر او يجادل ولا يصاب بالكآبة أو يواجه حتى
الإساءة بالاساءة بل بالاحسان { لا يغلبنك
الشر بل اغلب الشر بالخير} (رو 12 : 21). القساوة والكبرياء تأتي بنتائج مرة سلبية
والعنف يولد العنف ونحن لا نستطيع ان نطفئ نيران الكراهية بالكراهية بل بالحكمة والوداعة
واحتمال نقائص الآخرين. لقد صرنا نعاني فى مجتمعاتنا من العنف الذي يفقد فيه الإنسان
الى الأمن والأمان وتسود شريعة الغاب والبقاء للاقوى. اننا ان لم نواجه كحكماء
هذه الظواهر المرضية بقوة الأخلاق والقانون والرفض الاجتماعى للعنف والكراهية سنجد
أنفسنا ننحدر من هوة الى أخرى دون توقف او علاج .
+ الوداعة
لا تعنى الخمول او عدم الشجاعة فهذا فهم خاطئ للوداعة يتنافى مع تعليم الكتاب ومع
سير الآباء والأنبياء . الحقيقة ان الوداعة لا تتعارض مع الشهامة والشجاعة والنخوة
والحزم. الوديع يعرف ان { لكل شيء زمان ولكل
أمر تحت السماوات وقت} (جا 1:3). المهم ان يعرف الوديع كيف يتصرف؟. يجب ان نعرف
اذاً متى نكون طيبين ولطفاء فى حكمة وعندما يدعو الموقف إلى الشهامة والشجاعة
والحزم والشهادة للحق لابد ان نكون شجعان فى شهامة وكرم.
+
الوداعة تجعل الإنسان ناجحا فى علاقاته مع الآخرين ومحبوباً منهم فهو لا يميل الى
العنف او الانتقاد بل يحترم الاخرين ويقدرهم ولا يقيم نفسه قاضيا على الغير او يتدخل
فيما لا يعنيه وإن طلبوا تدخله يُصلح الأمور بهدوء ورقة دون ان يجرح مشاعر الغير.
يجعل الاخرين يحترمون رأيه دون ان يفرضه عليهم ولا يغضب على الآخرين حتى لو صدرت
منهم الفاظ جارحه بل يعالج الامور بحكمة. الشخص الوديع تراه باشا باسما، لا يعبس
فى وجه الآخرين ويعلم ان وجهه ليس ملكه فهو لا يراه إلا فى المرآة لذلك تراه يرحب
بابتسامة صادقة بالغير. وإذ يعلم ان الكلام اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج
السخط، فإنه يقدم كلاما طيباً للغير من قلب محب للاخوة. الشخص الوديع يتصف
بالبشاشة والمحبة والهدوء فى الملامح والمشى والتصرفات والصمت الحكيم والتواضع أمام
الله والناس ويضبط نفسه وانفعالاته وأقواله وتصرفاته حتى وسط الجو العاصف والخصام.
+ السيد
المسيح قدوة لنا فى وداعته وتواضعه واحتماله وصبره { لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح
أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وجد
في فمه مكر.الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا} (1بط 21:2-22 ). يجب ان نفكر فى مختلف
مواقف الحياة بماذا كان يرد او كيف كان يتصرف السيد المسيح لو كان مكاننا؟.
الوديع
يحتمل الآخرين كمرضى في حاجة إلى علاج وليس كعدوى نبتعد عنها ببغضه تزيد من تفاقم
المرض. كما أن الوديع لا يغضب من أحد ولا يغضب أحد، تراه يلقي بالملامة على نفسه.
وإن أخطأ إليه أحد يسامحه ويقول فى داخل نفسه انى استحق ذلك بسبب خطاياى فيجد نعمة
فى عين الله والناس. نحتاج الى الحكمة فى الرد فمع البعض يكون الصمت علاج ومع
الآخرين يكون شرح الأمور وتفسيرها العلاج الناجع ومع البعض يكون أخذ الامور بهدوء
والرد بفكاهة او ابتسامة او اعتذار هو الذى يلطف الجو ويهدئ المشاعر ويكون هدفنا
نمو المحبة وحسن العشرة وتقوية الروابط الاخوية فى حكمة والنمو فى حياة الفضيلة
والبر.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ تشبه
بالعشار لئلا تُدان مع الفريسي.
+ الاتضاع هو مسكن الروح وموضع راحته. و المتواضع
الوديع لا يسقط أبدًا. إذ كيف يسقط، وفكره تحت جميع الناس..؟! سقوط عظيم هو
الكبرياء وعلو عظيم هو الاتضاع. فلنعوّد نفوسنا من الآن أن نتمسك
بالاتضاع واجعله لنا عادة، حتى إن كان قلبنا لا يشاء. القديس سمعان العمودي
+ من الشعر الروحي:-
" تمثل بمسيحك"
أوعي الدنيا الفانية تغرك دا كله إلى زوال
تمثل بمسيحك الوديع المتواضع طويل البال
تعلم منه صنع الخير مهما الشر عليه أثقال
خليك دهب تتنقى بالتجارب كأفضل الرجال
ألقي باللائمة على نفسك تبات مرتاح البال
لا ذم يحزن حكيم ولا مدح يسبب له مجد بطال
للصفح خلي عندك مكان وللأحتمال كون مثال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق