نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 25 يونيو 2020

آية وتأمل وقول لكل يوم - الحاجة الي واحد - الجمعة 26   يونيو 2020م.




القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئا فِي الأَرْضِ} (مز  73 :  25)

{ Whom have I in heaven but You? And there is none upon earth that I desire besides You} (Psa  73 :  25).

+ نحن غرباء على الأرض ووطننا الحقيقى هو السماء وهي مستقرنا الأخير الذي علينا أن نعد أنفسنا له لنكون فيه مع الله كل حين، وبالرغم من قصر حياتنا على الأرض فهي فترة  إعداد النفس لمكانها فى السماء لكن البعض يهتموا ويضطربوا من أجل أمور مؤقتة كثيرة، ويفقدوا سلامهم ويحيوا في أرق وقلق وتوقع لمخاطر قد لا تحدث ابداً، أو ينشغل البعض باعمالهم وأموالهم أو رغباتهم ومتطلباتهم وتأمينها والخوف من الغد وفى ذلك لا ينعمون بما فى يومهم من سعادة أو عبادة أو شبع بالعلاقة بالله والغير وكلما كثرت مشغولياتنا ورغباتنا ارتبكت حياتنا. ومع هموم الحياة ومشاغلها قد يهمل الكثيرين الحاجة الأكثر أهمية لنا وهي النصيب الصالح الذي نحتاجه إلى الأبد وهو الله ومحبته والتأمل فى كلامه المعطي الحياة. أما النفس الشبعانة بالمسيح فإنها تدوس عسل العالم ومتعه الزائلة { النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو}( ام 27 : 7) فلنطلب من الرب ان يجعل نفوسنا ممتلئه بالايمان وشبعانه من محبة الله وكلمات فمه وعمل نعمة روحه القدوس فينا. لقد عرف المرنم أن شبعه وسعادته ومستقره فى الله ساكن السماء فقال { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئا فِي الأَرْضِ} (مز 73 : 25).
+ عاتب السيد المسيح مرثا على ارتباكها فى خدمات كثيرة ، حتى لو بدت لنا صالحة كأن نخدم بيت الرب ونهمل رب البيت { فأجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها} (لو 41:10-42). المسيح في إجابته على مرثا المرتبكة لم يقل لها أن تمتنع عن العمل وإلاّ لمات الناس جوعاً، وهلك المخدومين من عدم الخدمة، لكن المسيح يشرح لها أننا نحتاج بالدرجة الأولى إلى الجلوس عند قدميه نشبع به ونعرفه فنمتلئ بالسلام ويزول ارتباكا. الواحد الذي نحتاجه هو المسيح، أمّا باقي الأشياء فهي سوف تنتهي بإنتهاء الجسد فعلينا أن لا نرتبك بسببها كما ارتبكت مرثا، ونسيت أن تجلس عند قدمي المسيح. للأسف هذا حال الكثيرين في هذه الأيام، فهم مرتبكين بأمور هذه الحياة، لا وقت لديهم للصلاة ولا للكتاب المقدس.
+ السيد المسيح لم يَلُمْ مرثا على خدمتها بل لإرتباكها في أمور كثيرة تاركة كلمة الحياة الأبدية، إذاً هو ينبه على أهمية الشعور بالحاجة لكلمة الحياة الأبدية. والشبع بالله ومحبته، إن مثَّلت مريم جماعة العاملين في الكنيسة خاصة الخدَّام فان مريم تمثل جماعة المتأمِّلين، لكن علي كل مسيحي ان  يحمل في قلبه فكر مرثا ملتحمًا بفكر مريم، فلا جهاد حق خارج حياة التأمُّل، ولا حياة تأمُّل صادقة بلا عمل. حقًا لكل عضو موهبته، فمن الأعضاء من يحمل طاقة عمل قويَّة قادرة على الحركة في الرب على الدوام. ومنهم من يحب الهدوء والسكون ليحيا في عبادة وتأمُّل. ولكن يلزم على الأول وسط جهاده أن يتمتَّع بنصيب من الحياة التأمُّليَّة اليوميَّة حتى لا ينحرف في جهاده، ويليق بالثاني أن يُمارس محبَّته عمليًا بالجهاد، إن لم يكن في خدمة منظورة، فبالصلاة على لسان الكنيسة كلها بل ومن أجل العالم كله.
+ الحاجة إلى واحد أي إلى شخص المسيح ومعرفته، وليس الاهتمام الزائد بالماديات وفي نفس الوقت علينا أن نعرف أنه لا يكفي أن نجلس ونتأمل ونهمل خدمتنا كوزنه من الله. ما يريده المسيح هو التعقل والاتزان. لا نترك هذه ولا نهمل تلك. المسيح يريدنا أن تكون لنا خلوتنا ولكن ليس على حساب الخدمة، ويكون لنا خدمتنا ولكن ليس على حساب خلوتنا فالتوازن مطلوب. أن محبة المسيح تدوم وتثبت في قلب الإنسان، هنا على الأرض وهناك في السماء. أما الأطعمة أو الماديات عموماً فهي إلى زوال، إما نتركها ونمضي بالموت أو تزول هي عنا. فليكن لنا يا أحبائى غيرة روحية وسعي دائم لخلاص أنفسنا والجلوس مع الله فى صلاة وتأمل فى كلامه المحيي ونجاهد لكي نرضي الله وأحظى بمحبته والنمو فى معرفته وتعويض ما فاتنا من أيام آكلها الجراد ولم يكن لنا فيها ثمر روحي لننعم بالسعادة والهدوء والراحة ويحل ملكوت الله داخلنا.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ (مرا  3 :  24)
+ جلست على قمة العالم عندما أحسست أني لا أشتهي شئ ولا أخاف شئ. القديس أغسطينوس
+ لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته. أينما توجهت نفس الإنسان فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان، حتى إن التصقت بما هو محبوب لديها. إن كان هذا المحبوب خارج الله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك. هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء.. لكن لا تدع محبة هذه الأشياء تلتصق بنفسي. لا يوجد في هذه الأمور موضعًا للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا. القدِّيس أغسطينوس
+ من الشعر الروحي:-
                         " الحاجة الي واحد"
اوعي تهتم وتقلق وتضطرب من أجل أمور كتير
الحاجة الي واحد تختاره ترتاح من تعب وتفكير
دنيا فانية وغرورة وها نتركها بقلب جريح وكَسير
 مشفناش حد خد معاه في كفنه مال كثير ولا قليل
اعمل خير وأرميه وراء ظهرك تجده بغير تأخير
أطلب ملكوت الله وبره وربك باحتياجاتك هو خبير
يديك أكثر مما تطلب أو تفتكر ولا تحتاج يوم للغيير

ليست هناك تعليقات: