للراهب القمص أفرايم
الأنبا بيشوى
+ { َكُونُوا لُطَفَاءَ
بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ
أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ } (اف 4 : 32)
{And be kind to one
another, tenderhearted, forgiving one another, just as God in Christ forgave
you} (Eph 4 : 32)
+ اللطف كلمة مرادفة
للرقة والحنان والشفقة والبساطة والطيبة فى التعامل بعكس القسوة. الروح
القدس يحثنا أن نكون لطفاء، وفي الكتاب المقدس اللطف يعني الإنسان المنحدر من
عائلةٍ طيبة. وأيَّة عائلة
أفضل من « أَهْلِ بَيْتِ ٱللّٰهِ؟» (أف 2: 19). المؤمن المنقاد بالروح القدس يكون لطيف
كابن لله، يتعلم منه، ويتمثَّل به ويظهر اللطف منه من
خلال كلامه الطيب والرقيق والمشجع والمريح وتعامله المريح. الشخص اللطيف يتوق الآخرين للتقرب إليه والكلام معه عكس الشخص
القاسي الذي يتجنبه ويبتعد عنه الآخرين والشخص اللطيف فيه جاذبية
وشهادة قويه للمسيح { فَٱلْبَسُوا كَمُخْتَارِي ٱللّٰهِ
ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً، وَتَوَاضُعاً،
وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ
بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ
لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً} (كو 3: 12 و13). وبقدر محبتنا لله
وخضوعنا لتوجيهات الروح القدس يكون تمثُّلنا
بمخلصنا الصالح. عندما يقودنا الروح القدس ونطيعه يعلّمنا اللطف حتى مع الذين
يسيئون إلينا { أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، إِنِ ٱنْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ
مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ ٱلرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هٰذَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ،
نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلا تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضا. اِحْمِلُوا
بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهٰكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ ٱلْمَسِيحِ } (غلا
6: 1 و2(.
+ يحتاج كل
إنسان يحتاج إلى المعاملة اللطيفة، فالحياة فيها من الشقاء والمشاكل ما
يكفيها، وكلٌ يتمنى لو ان كل البشر عاملوه برقة ولطف. أن فضيلة اللطف مطلوبة
فى كل تعاملاتنا اليومية، إن تعاملت مع انسان بدونها ينفر منك وإن عاملت بها
حتى الحيوان استأنسته، حتى ما لدينا من أجهزة يحتاج إلى رقة فى التعامل ليعمر
معنا. نرى لطف الله في ظهوره لايلي النبى، لم يكلمه من الريح الشديدة التي
شقت الجبال ولا من الزلزلة ولا من النار بل من الصوت المنخفض الخفيف.
والحق أننا كثيراً ما نهمل هذه الفضيلة فى حياتنا ولعل عدم اهتمامنا يرجع إلى
أننا لا نضع فى اعتبارنا انها واحدة من مطالب الحياة الروحية ربما
يعتبرها البعض مجرد سلوك اجتماعى. لكن الحياة المسيحية لابد أن تكون
لها ثمارها التي يراها العالم فينا { من ثمارهم تعرفونهم لا تقدر شجرة
جيدة ان تصنع اثماراً ردية} (مت 7 : 16 – 18).علينا أن نعلن للعالم عن
الروح الوديع الهادئ الذي هو كثير الثمن قدام الله.
+ اللطف نراه ونتعلمه من
معاملات الله حتى مع الخطاه، فى مثل الابن الضال نرى الأب يعامل أبناءه بلطف الابن
الضال جاء إلى أبيه يطلب منه أن يعطيه نصيبه من الميراث، فلم ينهره الأب ولم يقل
له: كيف هذا يا أبنى؟! كيف ترثني وأنا حيّ؟. إنما بكل لطف وهدوء قسم ماله وأعطاه
نصيبه فلما أنفق هذا المال بعيش مسرف، احتاج وجاع، وعاد إلى أبيه معترفًا بأنه
أخطاء، قبله الأب بفرح، بل لما رآه من بعيد ركض اليه {تحنن الأب، وركض ووقع على
عنقه وقبله} (لو 15: 20). وأيضًا نرى لطف الأب مع الأبن الأكبر حينما غضب لإكرام
أبيه لأخيه العائد، ورفض أن يدخل البيت وأن يشترك في الفرح بعودة أخيه. لم يغضب
الأب لعتاب أبنه القاسي بل باللطف أجابه { يا ابني أنت معي في كل حين. وكل ما لي
فهو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونسر، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالًا
فوجد} (لو 15: 25 - 31). لم يحاسبه ولم يعاتبه على اتهاماته له ولأخيه، وإنما في
لطف قال له { كل ما لي فهو لك، كان ينبغي أن نفرح} القلب العامر بالمحبة يتميز
باللطف والرقة والوداعة.
+ متى أعطينا الروح القدس
القيادة على حياتنا، سيعلّمنا أن نكون لطفاء شفوقين متسامحين
كما سامحنا الله. تعلَّم يوسف قديما من روح الله كيف يكون لطيفاً مع الآخرين،
فأكرم إخوته الذين سبق وباعوه عبداً،
واستضافتهم في مصر طيلة حياة أبيهم يعقوب. فلما مات يعقوب خافوا أن يردَّ لهم يوسف
الشر الذي فعلوه به، فبكوا أمامه وطلبوا غفرانه. ولم يتصرَّف يوسف معهم كما توقَّعوا،
بل قال لهم: { لا تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ ٱللّٰهِ؟ أَنْتُمْ
قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً، أَمَّا ٱللّٰهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً، لِكَيْ
يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً}(تك 50: 15-21(. لقد عاملنا الله باللطف لا لأننا نستحق، لكن من فيض محبته لنا.
وعلينا أن نتعامل بالرقة واللطف مع الجميع لاسيما الذين يختلفون معنا ويسيئون
إلينا وكما يقول النبي { أَعْطَانِي ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ لِسَانَ
ٱلْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ ٱلْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ}(إش 50: 4). فما
أكثر المثقلين بالأعباء من حولنا، وهم يحتاجون للإغاثة بكلمة طيبة
نقولها لهم. نحن مدينون أن نقول كلمة شكر
للأمّ أو للزوجة أو للأب أو المعلم أو لرجل الدين أو زميلنا فى العمل. كثيراً ما
نشعر في قلوبنا بفضل الآخرين علينا، دون
أن نذكر هذا لهم. فلنكن لطفاء، نشجع الجميع بكلمة رقيقة لطيفة يستحقونها كثمرة
حلوة من ثمار الروح القدس فينا.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ حديث الاحمق كحمل في
الطريق وإنما اللطف على شفتي العاقل. (سيراخ 21 : 19)
+ بالمحبة نصير على صورة
الله ومثاله، نبتهج في الصلاح من أجل الصلاح ذاته، ويكون لنا مثل هذا الشعور من
جهة الصبر والوداعة. فلا نغضب بسبب أخطاء الخطاة، إنما في حنو وترفق نطلب لهم
الصفح لأجل ضعفهم. القديس يوحنا كاسيان
+ من الشعر الروحي:-
"الإيمان العامل
بالمحبة"
خميرة صغيرة، تخمر كل العجين،
وصداقة معثرة ممكن تفسد الصديقين
لازم نحيا كحكماء لخلاصنا حريصين
على رجاء المجد نحيا إيماننا في يقين
نكون لطفاء مع الغير وبالروح منقادين
بالصلاة والصوم والصبر نحيا مجاهدين
بالوداعة فى طريقنا نعيش دائما فرحانين
للسماء وامجادها بالإيمان نكون ناظرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق