القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا
هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ وَأَنَا
أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.} (أش 4:46)
{ Even to your old age, I am He,
And even to gray hairs I will carry you!. I have made, and I will bear; Even I
will carry, and will deliver you} (Isa
46 : 4).
+ الله هو الاله الحيّ
يهتم بنا ويرعانا، ونحن نتشكل في رحم أمهاتنا حتى نبلغ الشيخوخة، والي الأبد هو يضع
نفسه عن خرافه ويحمل أتعابهم، ويرفع عن شعبه خطاياهم، ويسندهم في كل أيام غربتهم {
فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ
وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ
الْقَدِيمَةِ } (اش 63 : 9). فلا يكف الله
مخلصنا عن دعوتنا إليه لكي يحمل أثقالنا، قائلا { تعالوا إليّ يا جميع المتعبين
والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم} (مت 11: 28). لذا قيل عنه { لكن أحزاننا حملها} (إش
53: 4) ولماذا يحملنا ويحتملنا إلا لأنه إله
خلاصنا {يحملنا إله خلاصنا} (مز 68: 19). جاء
ربنا يسوع كمخلص ليس فقط يحمل أثقالنا وخطايانا مكفرًا عنها، وإنما ليحملنا نحن
فيه، يسبينا بحبه ليرفعنا معه إلى مجده. نزل إلينا ليحملنا فيه فنصعد فيه وبه إلى
ملكوته. أن كان الله قد سمح بسبي شعبه
قديما من أجل عظم خطاياهم فانه هو الذى دبر تحررهم من السبي وخلصهم منه. هذا هو عمل الله المخلص: ويرفع،
ويحمل، ويخلص. إنه يكشف لنا خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت
سبي إبليس وأعماله الشريرة، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي
لخلاصنا. لقد أحنى السيد المسيح ظهره
ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم،
وأمنوا بخلاصه يحملوهم أبرارًا فيه ويدخل
بهم إلى حضن أبيه. وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس
ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ بل تجسد وبذل ذاته فداءاً عنا. وأخيرًا يحملنا إلى
سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية.
+ من الالقاب التي أطلقها الله علي ذاته
لقب "بالراعي الصالح" { أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي
الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ} (يو 10 : 11). هذا ما يؤكده الله
عبر الأجيال { هأنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها... أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد
الرب، وأطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح وأبيد السمين والقوي
وأرعاها بعدل... أخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمة وأحكم بين شاة وشاة } (حز 34:
11-22).
ورعاية السيد المسيح في العهد الجديد تتجلى
في الفداء {والراعي الصالح يبذل نفسه عن
الخراف. }(يو 11:10) { كراعٍ يرعى قطيعه، بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها،
ويقود المرضعات } (إش 11:40). أهذا هو الله العظيم الجبَّار كلِّي القدرة والقوة،
يحمل ضعاف وصغار شعبه على ذراعه بل في حضنه، كالأُم يحنو عليها ولا يتركها { إن
نسيت الأم رضيعها فأنا لا أنساه} (إش 15:49). أننا نطمئن لرعايته وأهتمامه بنا { لا
يجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حرٌّ ولا شمس، لأن الذي يرحمهم يهديهم وإلى ينابيع
المياه يوردهم } (إش 10:49). الله يحمل
مسئولية إطعام شعبه وإمداده بما يحتاجوه من ماء، ويظلِّل عليهم في يوم الحرّ هكذا بلغت العلاقة الوثيقة الحميمة بين الله
وشعبه كأب مع أولاداً لا يهدأ ولا ينام
حتى يوفِّر لهم أَوَدَ حياتهم وأكثر ولكن مثل الراعي أعمق فالراعي يتعامل مع غنم
لا تنطق ولا تشكو ولا تعرف أين تسير، لهذا فالمسئولية التي وضعها الله على نفسه بأخذه
لقب راعٍ جعلتنا ندرك مدى رهافة حسّ الله في رعايته لشعبه ولطفه وحنانه وسهره ويقظته
التي فيها لا يغفل ولا ينام. لما جاع الشعب في البرية أرسل لهم خبزاً من السماء،
ولمَّا عطشوا فجَّر لهم ماءً من صخرة. وإذ طالت مسيرتهم في القفر وسط القيظ الشديد
أرسل لهم سحابةً تظللهم بالنهار ونوراً يهديهم بالليل أربعين سنة بالتمام. ولما
جاع الشعب من حوله خمسة آلاف من الرجال غير الأطفال والنساء، والمكان قفر؛ أطعمهم
و اشبعهم من خمسة أرغفة وسمكتين وكانت هذه المعجزة توطئة لأن يعطيهم الخبز الحقيقي
ليبقى لهم إلى الأبد وكل مَنْ يأكل منه لا يجوع ولا يموت { مَنْ يأكلني فهو يحيا
بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء، ليس كما أكل آباؤكم المنَّ وماتوا. مَنْ
يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد } (يو 57:6و58). والسيد المسيح هو هو، أمس
واليوم وإلى الأبد يفتقد الخراف الضالة يحملها في قلبه بل بروحه، ويرفعها ويُحضرها
إليه في السماء، ليصنع لها الآب وليمة محبته.
+ ثقوا فى محبة الله ورعايته وخيريته هو الخالق
وصانع الخيرات الذى جبلنا ويعتني بنا كل الأيام منذ أن صورنا في البطن والي
الشيخوخة { قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ
مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.} (ار 1 : 5). الراعي الصالح هو قادر أن يفعل معنا
أكثر مما نطلب أو نفتكر، يدافع عنا ونحن صامتين ويقودنا فى موكب نصرته فهو الأمين.
وبه نحن يجب أن نكون واثقين، نطمئن على حاضرنا بين يديه ومستقبلنا معه. هو حمل
الله رافع خطية العالم الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان {وَفِي الْغَدِ نَظَرَ
يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي
يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ} (يو1:29). { هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً،
بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ
ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ للَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ }(عب 9 : 28).
هو ينجينا من فخاخ إبليس و مؤامرات الأشرار ويشفي أمراضنا ويقودنا في موكب نصرته كل
الأيام.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ كُنْتُ
فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ
تَلْتَمِسُ خُبْزاً. (مز 37 : 25)
+ ليس إنسان في التاريخ بلغ العظمة التي
تؤهله أن يرفع خطية العالم كله، لا أخنوخ ولا إبراهيم ولا إسحق، فمن هو هذا الرجل
العظيم الذي بموته تموت الخطية؟! هذا لا يمكن أن يكون من البشر، لكن الله اختار
الابن، ابن الله الذي فوق الكل، وهو الذي يمكن أن يُقدم عن خطايا الجميع. وبغلبته
على الموت يقدر أن ينقذ الآخرين الذين هم كقتلى مضطجعين في القبور. لقد كسر عبودية الشهوات، ولم تقدر قيود الموت أن
تمسكه. القديس أمبروسيوس
+ من الشعر الروحي:-
" ثقتنا فى الله"
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي مع ربنا ينجح طرقه وثمره ما أحلاه
لا يخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لأن الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
ثقتنا في الله تدينا قوة لنسير فى الحياة
اللي مع ربنا ينجح طرقه وثمره ما أحلاه
لا يخشي يوم شر أو ضيق لان الله يتولاه
منتظر الرب كالنسر يرتفع وتتجدد قواه
الليّ يعطي المعيي والضعيف قدرة هو الله
فلا تخف وليتشدد قلبك وتمسك بالصلاة
لأن الله سائر معك يقودك للنصرة والنجاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق