للراهب القمص أفرايم
الأنبا بيشوى
+ { وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ
عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ }(في 4 : 7)
{ And the peace of God, which surpasses all understanding, will
guard your hearts and minds through Christ Jesus} (Phi 4 : 7)
+ السلام هو صفاء وهدوء
النفس وراحة الروح والضمير كثمرة من ثمار الروح القدس للمؤمن تجعله يحيا في انسجام
وهدوء. المؤمن الذى يحيا فى شركة بالروح القدس لا يوجد داخله صراع أو خصام أو
كراهية بل يحيا فى وئام وسلام مع نفسه والله والغير { ليملاكم اله الرجاء كل سرور
وسلام في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15 : 13). نحن نصلي
ونطلب أن يمنحنا الله السلام دائما ونقول " يا ملك السلام أعطنا سلامك، قرر
لنا سلامك وأغفر لنا خطايانا" وهو يجيبنا قائلاً { سلاما اترك لكم سلامي
أعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب} (يو14 : 27).
الله فى محبته يعطينا الوعود بأن لا نخاف { فان الجبال تزول والآكام تتزعزع اما
احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب} (اش 54 : 10). قد نتعرض
للضيقات والتجارب لكن الله يبقي أمين معنا ويهبنا سلام { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم
في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33).
هو معنا وقادر على خلاصنا كما خلص يونان قديما من بطن الحوت و خلص الفتية من أتون
النار المتقدة ناراً وأنقذ دانيال من جب الأسود. هو الذى نجا القديس بطرس الرسول
في السجن وقادر أن يخلصنا من كل شر.
+ أجدادنا القديسين
واجهوا كل الظروف فى سلام داخلى عميق بالروح القدس الذي ملأ قلوبهم بالثقة في الله
ومنحهم حكمة لم يستطيع جميع أعدائهم أن يقاوموها وعمل الله معهم المعجزات لأنهم
وثقوا في الله وآمنوا بكلامه وهو قادهم فى موكب نصرته. لقد خلق الله الإنسان ليعيش
معه في سلام وشركة عميقة، وبالخطية فقد سلامة وشركته مع الله { لا سلام قال إلهي
للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة
وطينا} (إش 2:57). ويأتي السلام مع الله من
حياة التوبة والرجوع إلى الله، فالإنسان التائب يتمتع بسلام الهي عميق{ إذ قد
تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله} (رو1:5). وكنتيجة لتسليم الحياة بكاملها لله
والاتكال عليه والثبات فيه. أما السلام مع الناس فهو نتيجة لروح المحبة والتعاون
بين الناس وبعضهم، وبوجود حسن الظن والعواطف الصادقة وحب الخير وأحتمال الغير {
أَخِيراً أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اهْتَمُّوا
اهْتِمَاماً وَاحِداً. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلَهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ
سَيَكُونُ مَعَكُمْ }(2كو 13 : 11). علينا أن نصلي ونعمل من أجل السلام ونجد في
اثره، فالذى يحتمل الغير هو الأقوى روحيا والذى يأخذ الأجر من الله { يجب علينا
نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا} (رو2:15).
+
السلام مع النفس هو ثمرة للعلاقة الطيبة
بالله التي يشعر فيها المؤمن بانه يرضى الله ويعيش فى حماه ويضبط نفسه ويرضى عن
واقعه مع السعي الجاد للحياة فى هدوء وسلام مع الغير بدون نميمة أو إدانة للغير أو
صراع علي أشياء زائلة { سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في
المسيح يسوع} (في 7:4(. السلام الحقيقي هو
انتصار للمحبة وسيطرتها على حياة الإنسان. وإذ نعلم أن الله يقبلنا كما نحن لنصير
إلى حال أفضل نستطيع أن نقبل الآخرين كما هم ونغفر لهم زلاتهم نحونا ونقول مع
السيد المسيح { يا أبتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون }(لو 23 : 34).
لابد ان نجاهد لكي ما نحصل على حياة السلام ونبتعد عن الغضب والكراهية بضبط النفس
{ ولكن كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن واما اخيرا فيعطي الذين
يتدربون به ثمر بر للسلام } (عب 12 : 11). نصلي طالبين عمل نعمة الله فينا بتواضع
وثقة حتى أن وجدت حروب أو معوقات خارجية او داخلية يجب أن نطلب معونة من الله
ونحلها بروح المحبة والسعي لصنع السلام وبضبط النفس والجهاد الروحي يعمل فينا روح
الله ونحصل علي السلام من الله.
+ فلنحرص أن نكون هادئين.
لقد جاء عن مخلصنا الصالح { لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته} (مت
12 : 19). يجب أن يكون لنا هدوء ورقة اللسان {هدوء اللسان شجرة حياة
واعوجاجه سحق في الروح } (ام 15 : 4). { انه هكذا قال السيد الرب قدوس اسرائيل
بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم فلم تشاءوا } (اش 30 : 15).
ان كنا لا نستطيع ان نتحكم فى الظروف الخارجية أو الضجيج فيجب أن نسرع لاقتناء
الهدوء الداخلي من هدوء الحواس والفكر والقلب وعدم التقلب فى الاراء او السير وراء
الاهواء وفى الهدوء نتحدث إلى الله ونصغي لصوته الحنون و نقتنى بالإيمان نعمة
قيادة الروح القدس لنا، ذلك الروح الوديع الهادئ يقودنا فى سلام عبر أمواج العالم
ويعطينا الحكمة للعيش فى سلام. إن كثيراً من الصراعات الفردية والجماعية تنشأ من
الأنانية ونزعات السيطرة ومحبة الذات واللذات ولهذا نجاهد ونفرح لا لشهوة ننالها
ولكن لرغبة غير مقدسة نُخضعها ونسيطر عليها وضابط نفسه خير من مالك مدينة. نصلي
ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا ونحيا مذاقه الملكوت من الان { لان ليس ملكوت الله
اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس} (رو 14 : 17).
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ { كلمات الحكماء تسمع
في الهدوء اكثر من صراخ المتسلط بين الجهال} (جا 9 : 17).
+ من يصنع صلحًا بين
المتخاصمين يدعى أبن الله ومن
يدس ويعكر ويوصل كلامًا شريرا من شخص إلى أخر فهو رسول الشيطان وهذا تهلكه النار. الشيخ الروحاني
+ من الشعر الروحي:-
" حياة الإيمان"
طوبى للإنسان الذي في سلام يحيا
بالإيمان
واثق بقيادة ربنا وحفظه عبر تقلب الأزمان
عايش في قناعة وبمحبته لله راضي وفرحان
لا يخاف من شر ولا يخشى غدر أي إنسان
شبعان بروح الله كنهر داخله دائم الجريان
إنسان الله كجبل راسخ قوي في عالم فان
قلبه على الأبدية فلا يغلبه ضيق ولا
أحزان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق