{ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ
بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،. مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ
الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ.} (أف 15:5-16)
{ See then that you walk circumspectly, not as fools but
as wise. redeeming the time, because the days are
evil.} )Eph
5 :15-16).
+ أن قام بعض الأشرار باختطاف أبنك وطلبوا
منك فدية لقاء تسليمه لك سالما! الإ تكون على استعداد أن تدفع أية فدية لتحرير ابنك
أو ابنتك وأسترداده؟ الكتاب يستخدم هذا التعبير ليُعلن أن الوقت غال جداً. اوقاتنا
ثمينة جداً وحياتنا الزمنية هى ثروتنا الحقيقية للأعداد للأبدية. فعلامة التعقل هو
افتداء الوقت. أهمية حياتنا الحالية هى فى كونها علة حياتنا الأبدية أو هلاكنا
الأبدى. فانظر لأهمية الوقت وكيف تستثمره فمن يسلك فى النور، ويحيا حياة سماوية
الآن سيكمل ما بدأه على الأرض فى السماء ويكون نصيبه فى النور فى السماء. أما من
يسلك فى الباطل والمسليات الفارغة، أو فى خطايا وظلمة هذا العالم سيكون مكانه في
الظلمة الخارجية ويضيع إكليله السماوى. وما هو الثمن المطلوب لنفتدى الوقت؟
الموضوع يحتاج لتدريب وحكمة للاستفادة من الوقت في سعي لخلاص نفوسنا نسهر مع الله،
فى الصلاة والتسبيح ودراسة الكتاب المقدس، وفي الخدمة الباذلة ومن يفعل سيبدأ
حياته الأبدية من الآن وسيشعر بأنه يحيا فى السماويات وسيكون له كنزاً سماوياً، هو
بهذا سيكون يعمل لحساب أبديته ويتذوق عربون الأبدية.
+ يشتكي أو يعتذر البعض من ضيق الوقت فى عصر
السرعة أو نري البعض يشتكي من الفراغ والبطالة و يضيعوا وقتهم في أشياء لا تبني أو
تفيد. وللإنسان الحكيم، الوقت له قيمته الثمينة فلا نستطيع ان نسترده أن
أضعناه. ولما كانت حياة الإنسان من صنع
أفكاره التي تترجم إلى أفعال، وسلوكه الذي يتحول الى عادات وتصبح حياة وتحدد المصير،
فقد أصبح لزاما علينا أن نستغل ونستثمر الوقت حسنا و ننمي أنفسنا بأفكار مقدسة
صالحة ونحولها إلى سلوك مقدس ونجول نصنع خير مفتدين الوقت لأنه مقصر. علينا أن
نثمر ويدوم ثمرنا الصالح ليمتد بنا الي الأبدية السعيدة { الحكيم عيناه في رأسه
أما الجاهل فيسلك في الظلام.} ( جا 14:2). الإنسان العاقل يفكر في أفعاله قبل
وقوعها وليس بعد حدوثها، الكلمات قبل نطقها الفرصة قبل ضياعها
والوقت قبل أن يعبر ويمضى. علينا ان نحرص على ألا تضيع الفرص منا، مثل فرصة
التوبة { لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي
الانسان فداء عن نفسه}(مت 26:16).
+ المسيح هو أقنوم الحكمة، ومذخر لنا فيه كل
كنوز الحكمة والعلم { المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم} (كو 2 : 3). وهو لا
يبخل علينا بالحكمة بل يعطينا ذاته ويفرح ان نطلب منه الحكمة { انما ان كان احدكم
تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5).
من يتتلمذ على المسيح ووصاياه وينقاد بالروح
القدس يسلك بحكمة ويحيا فى سلام على الأرض وتكون له الحياة الأبدية. الله يريدنا أن
نسلك بتدقيق. الحكمة التي من الله تقود الي التصرف الحسن فى وداعة الحكمة { مَنْ
هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ
فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ
وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ
هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ
شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ
وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ
أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ
رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.} ( يع 13:3-17).
فلنفحص أنفسنا ونسلك بحكمة فى كل شئ.
+ ينخدع البعض فينجذب للزمنيات كمن هو لن
يموت أبداً، ثم تطلب نفسه منه فجأة. لذلك إن لم ننتهز فرصة الوقت يضيع لحساب
العالم الشرير فلنستثمره ليصير وقتاً للسماويات، و لنبدأ حياتنا الأبدية من الآن ولا
نضيع الوقت فى الفراغ والكسل، بل ندرك مشيئة الله ونستغل كل فرصة لنعرف إرادته
وبذلك نكون حكماء في تصرفاتنا و نسلك في الحياة كحكماء. يا احبائي حياتنا اوقات
ومن يضيع أوقاته فإنه يضيع حياته. فليكن وقتنا ثمين في أعيننا نستغله في خدمة الله
والناس وبناء أنفسنا على الايمان الاقدس، امين.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ عندما نسئ استخدام الوقت فأننا نبدد المورد الوحيد الذي لا يمكن ابداً
استرداده.
+ هناك زهور لكل وقت وليس الربيع فقط.
+ هناك زهور لكل وقت وليس الربيع فقط.
+ فإذا أردنا إذا أن نُولد من الآب السماوي، فينبغي أن نفعل شيئًا يفوق ما
يفعله سائر البشر، بالاجتهاد والجد والغيرة والمحبة، والسيرة الصالحة، وأن نكون في
الإيمان ومخافة الرب، كأناس يشتهون الحصول على خيرات عظيمة بهذا المقدار، وأن نرث
الله نفسه. كما يقول الكتاب { الرب هو نصيب ميراثي وكأسى} (مز 5: 16). وينظر الرب
قصدنا الصالح وصبرنا وثباتنا، ويسكب رحمته علينا ويطهرنا من دنس الخطية، ويجعلنا
مناسبين و ملائمين للملكوت. القديس مقاريوس الكبير - العظة الثالثة عشر
+ من الشعر الروحي:-
" مفتدين الوقت "
الآن بداية الوقت المتبقي لك في أيام حياتك
فافتدي الوقت وعوض حسناً ما ضاع وفاتك
لا تؤجل التوبة ابداً فلا تدرى متى وقت وفاتك
ازرع خير تحصد خير واستثمر وقتك ووزناتك
قاوم هواك وأصنع إرادة الله ولا تطاوع شهواتك
لا ينفعك مال أو ذهب متى ذهبت بلا نفع أوقاتك
كن مستعد للقاء الهك تفرح وتخلص وتربح ذاتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق