القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا
بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ} (اف 3 : 16)
{ that He would grant you, according to the
riches of His glory, to be strengthened with might through His Spirit in the
inner man} (Eph 3 : 16).
+ الروح القدس هو الذي يعطي استنارة لبصيرتنا
الداخلية لندرك بنوتنا لله ويعمل فينا لطاعة وصاياه وهو الذي يتكلم فينا وقت الضيق
{ لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه} (لو 12 : 12). هو الذي
يعطي البصيرة الروحية لنشهد للحق فى شجاعة وعدم خوف {وأما متى جاء ذاك روح الحق،
فهو يرشدكم إلى جميع الحق،لأنه لا يتكلم من نفسه،بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم
بأمور آتية} (يو 13:16). وهو الذى يكشف لنا عن حقائق الله والنفس لننمو في النور، ومن
محبة الى عمق فى الحياة مع الله حتى نعى ما أعد لنا من أمجاد فى السماء ونطرح عنا
ثقل الخطية ونحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا { بل كما هو مكتوب ما لم تر
عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه. فاعلنه الله
لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله} (1 كو 9:2-10) هو روح النبوة
(رو ٨: ١٤). الذى يقود المؤمنين في الطريق، ويبقى سندا لهم حتى يبلغ بهم إلى
النهاية، حيث يتمتعون بكل الحق. إنه أشبه بربان السفينة العارف بأسرار المنطقة
البحرية، يقودها ويبلغ بالمسافرين إلى البر بأمان. لذلك نطلب أن ننمو في المحبة
التي تنسكب في قلوبكم بالروح القدس المعطى لنا من الله (رو ٥: ٥). لنتعرف على
ذلك النور الروحي وننال معرفة أفضل.
+ بالروح القدس يتعزي ويستنير المؤمنين في الضيق والاضطهاد عالمين
ان الضيقة لفترة محدودة ويعقبها ثقل مجد أبدي فنحيا على رجاء وثقة فى الله { فإذ
قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا
الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله.
وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق
ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت
في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو1:5-5). هكذا كان حال الكنائس فى العصر
الرسولي رغم الضيقة تنمو فى سلام المسيح بالروح { وأما الكنائس في جميع اليهودية
والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير في خوف الرب بتعزية الروح القدس
كانت تتكاثر} (أع 9 : 31). عاش ابائنا فى العالم ومعاناته اليومية وهم ماتوا من
أجل المسيح حاملين صليبهم بفرح وحتى المتوحدين فى الجبال كان الروح القدس
مصدر الحكمة والاستنارة والسلام لهم ومنحهم
الفرح والتعزية رغم حياة النسك والزهد
والصحراء القاحلة التي تحولت لفردوس من التسبيح والشكر والصلاة لله. الروح القدس
هو الذى علمهم وقادهم وكانوا بركة فى جيلهم لهذا نري القديس الأنبا أنطونيوس يتوسل
من أجل أبنائه الروحيين أن يعطيهم الله روح التمييز لكي يعرفوا عظم محبة الله ومحبته لهم ويعرفو
الله بالروح والحق " الإنسان العاقل الذي أعد نفسه لكي يتحرر بظهور ربنا يسوع
يعرف نفسه في جوهره العقلي، لأن الذي يعرف نفسه يعرف تدابير الخالق وكل ما يعمله
وسط خلائقه. يا أعزائي المحبوبين في الرب أعضاؤنا والورثة مع
القديسين. نتوسل لأجلكم باسم يسوع، أن يعطيكم الله روح التمييز، لكي تدركوا
وتعرفوا عظم المحبة التي في قلبي من نحوكم، وتعرفوا انها ليست محبة جسدية بل روحية
الهية. لأنه لو أن الأمر بخصوص اسمائكم الجسدية لما كانت هناك حاجة لأن أكتب إليكم
بالمرة لأنها مؤقتة. لكن إذا عرف انسان اسمه الحقيقي فسوف يعرف ايضاً اسم الحق.
ولهذا السبب ايضاً عندما كان يعقوب يصارع طوال الليل مع الملاك كان لا يزال اسمه
يعقوب، لكن عندما أشرق النهار دعي اسمه اسرائيل أي العقل الذي يرى الله (تك 32:
24-30)" .
+ الروح القدس هو واهب القداسة التي هي انتقال من عالم الظلمة
الى النور، فالروح القدس يقودنا من عالم الظلمة والخطية للتوبة المستمرة و الإيمان
العامل بالمحبة. لهذا جاء الرب يسوع المسيح وكرس وخصص حياته لتقديسنا { لأجلهم
اقدس انا ذاتي ليكونوا هم أيضا مقدسين في الحق } (يو 17 : 19). دور الروح القدس هو
ان يدخلنا الى التمتع بحياة المسيح المقدسة، اذ يهبنا نعمة الاتحاد به وحلول
المسيح له المجد بالإيمان فينا لتقديسنا وتبريرنا بعمل الروح القدس {اغتسلتم بل
تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح الهنا} (1كو 6 : 11). المعمودية تعطينا
ولادة جديدة واستنارة كأبناء لله بالتبني ، وان كانت حياة القداسة تحتاج منا إلى
جهاد وتغصب وتعب بمقدار طاقتنا حتى يرى الروح أمانتنا في الجهاد ويهبنا نعمة وقوة
واستنارة { ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه} (مت 11 : 12). ومسحة الميرون
المقدس تهبنا نعمة الروح القدس التي تحتاج ان نضرمها داخلنا بالجهاد والاشتراك
بالعمل مع الله لتظهر ثمار الروح القدس فى حياتنا وكلما كنا أمناء في القليل
يقيمنا الله على الكثير. الروح القدس يختمنا بختم ملوكي فى أعماق النفس الداخلية
لنحمل صورة الملك المسيح فينا ويكون لنا فكر المسيح وتصير النفس مكرسة للرب {الذي
فيه ايضا انتم اذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح
الموعد القدوس} (أف 1 : 13). الروح القدس يعمل فى المؤمن بدون إنقطاع مادمنا فى
جهادنا الروحي نتقبل ونستجيب لعمله فينا ويقودنا فى حياة الكمال المسيحي ومحبة
الله والتطلع الى أمجاد السماء بقلوب مستنيرة بالإيمان لهذا نصلي لكي يعطينا الله
الآب بابنه الحبيب روح الحكمة والاعلان في معرفته لتستنير عقولنا وقلوبنا وأرواحنا
{ لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ،
وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،. لاَ أَزَالُ
شَاكِراًلأَجْلِكُمْ، ذَاكِراًإِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي،. كَيْ يُعْطِيَكُمْ
إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ
وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،. مُسْتَنِيرَةًعُيُونُ أَذْهَانِكُمْ،
لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ
فِي الْقِدِّيسِينَ،. وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا
نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ.} ( أف 15:1-19). أننا
ندخل الي مذاقة ملكوت السماوات والحياة الأبدية بمعرفتنا وأستنارتنا بالإيمان { وَهَذِهِ
هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ
وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ} (يو 17 : 3). نصلي ليفتح
الروح أعين قلوبنا إلى الهدف من دعوتنا. ويعلن لنا الرجاء الذى نتطلع إليه
وننتظره، أن نكون مع المسيح فى مجده عند مجيئه. فعمل الروح القدس أن يجعل هذا
الرجاء حياً وليس مجرد معلومات نعرفها بالعقل دون أن تكون حقيقية فى قلوبنا. غنى
مجد ميراثه في القديسين. فإن كان شعب إسرائيل قيل عنهم ميراث الله، فكم وكم قديسى
العهد الجديد. وهو ميراث غنى بالمسيح الذي فينا وكوننا ميراث المسيح فهذا يوضح أن
لنا قيمة عظيمة عنده. فالناس يتصارعون على الميراث إن كان ثميناً، والمسيح تجسد
ومات وصارع الشيطان على الصليب ليأخذنا منه، ونصير ميراثه ويكون هو وملكوته ميراث
لنا. الله قدير وقدرته غير المحدودة هى متجهة إلينا نحن المؤمنين لتعمل لأجلنا
وتعمل فينا عمله القوى القدير الذى بدأ بالصليب ويكمله فينا لأجل خلاصنا، وما
مقياس قدرة الله الفائقة من نحونا؟ انها على حسب عمل شدة قوته التى عملها فى إقامة
المسيح بمجد عظيم. فقوته الجبارة هذه التي أقامت المسيح ستعمل فينا. وبنفس القدرة تقيمنا
من موت الخطية و تهبنا حياة أبدية.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ يجب على كل واحد منا أن
يجتهد ويسعى ويجد في كل فضيلة، وان يؤمن ويطلب من الرب لكي يجعل الإنسان الباطن
شريكا في ذلك المجد هنا منذ الآن وأن تصير للنفس شركة في قداسة الروح، لكي ما
نتطهر من أدناس الشر وليكون لنا في القيامة ما نكسو به عرى أجسادنا عند قيامتها
وما نغطى به عيوبها، وما يحييها وينعشها إلى الأبد في ملكوت السموات. القديس مقاريوس الكبير
+ نتعلم قليلا من الانتصار، وكثيرا في الانكسار
+ الأخطاء هي دروس في الحكمة ؛ لا يمكن أن تغير الماضي ولكن مازال
المستقبل تحت سيطرتك.
+ من الشعر الروحي:-
" الحكمة وربح النفوس "
رابح النفوس والخادم الأمين لازم يكون حكيم
يشجع صغير النفس ويرد الضال ويشدد السقيم
يسترد المطرود ويجبر الكسير وينصف المظاليم
يساعد التعبان والمحتاج واللي يكون في ضيم
يفرح برجوع الخاطئ ويبتعد عن الأحمق اللئيم
مهما فعل من بر يقول أنا عبد بطال لسيد كريم
يشعر أنه تراب فيرفعه الله ويقول دا أبني فهيم
تأتي الكبرياء فيأتي الهوان والتواضع مجد عظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق