القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ
ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ.} (أم 1:17)
{ Better is a dry morsel with
quietness, Than a house full of feasting with strife} (Pro
17 : 1(.
+ حياة القناعة والرضى
ولو بالقليل هى كنز لا يفني، وطعام بسيط ومعه محبة وسلام يسعد الإنسان ويبهج قلبه
خير من الولائم التي معها خصام { وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ
يُحِبُّ الْخِصَامَ فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ وَلاَ
لِكَنَائِسِ اللهِ } (1كو 11 : 16). كم من بيوت عامرة بالمحبة و تحيا في سعادة على
القليل مع بركة الرب التي تغني وتسعد وكثير من البيوت تخرب بسبب الخصام وعدم
المحبة والكبرياء. فعلينا أن نعمل ونصلي من أجل أن يسكب الله سلامه فى قلوبنا
وبيوتنا وكنيستنا وبلادنا ويرفع عنا الوباء والغلاء والحروب والخصام ويبارك فى كل
ما تمتد اليه أيدينا { وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ
قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ } (في 4 : 7). يليق بالمؤمن أن
يختلي ويجلس في هدوءٍ مع الله، يغرف من الحب الإلهي ويرتوي بالمحبة والعلاقة
الطيبة مع الله لتنعكس على علاقته بالغير. لقد سحب الله موسى من وسط قصر فرعون بكل
أنشطته وولائمه وإمكانياته، ليعيش في برية قاحلة لمدة 40 عامًا يتمتع بلقمة يابسة
ومعها سلامة مع الله عن أن يعيش في قصر فرعون وسط ولائم وفيرة مع خصام. وانسحب
إيليا إلى جوار نهر كريت (1 مل 17)، وترك الكل ليختبر الجميع بعد رجوعه إليهم تأثير
ذلك عليهم، ويتصالحوا مع الله ومع أنفسهم، عن أن يتمتعوا بالخيرات مع خصام مع الله
و تابوا بمناداة أيليا لهم. ونحن أيضا يا أحبائي علينا أن نستغل الفرصة التي سمح الله فيها بالوباء حتى نبقى هادئين فى بيوتنا
ننسحب من الانشغال بالأنشطة الكثيرة لنجلس مع الله بكوننا أهل بيت الله، نقدم
توبة صادقة ونشبع بالمسيح والكتاب المقدس والقراءات الروحية وبروح الصلاة والمحبة
فننعم بالسلام معه، وينعكس هذا السلام على علاقتنا بالغير كما يقول الرسول {اتبعوا
السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب} (عب 12: 14). مادمنا مرتبطين
بالجسد نحمل نيرًا لأمور كثيرة تتعبنا لكن ابحثوا إذن عن السلام, وتحرَّروا من
متاعب هذا العالم. اقتنوا ذهنًا هادئًا، ونفسًا هادئة غير مرتبكة, لا تثيرها
الأهواء، ولا تجتذبها التعاليم الباطلة، فتتحدوا إغراءاتها وتعيشوا بالقناعة راضين
فليس سعادتنا في البيوت المزخرفة وهي من طين سنتركه مضطرين ولكن في سكني روح الله
داخلنا كقديسين.
+ أساس الأسرة السعيدة، هو المحبة والسلام والتفاهم فى البيت عندما يعمل كل
فرد في محبة وبذل لراحة البقية وهذا هو الأساس الذى يجب أن تقوم عليه الكنيسة في تقديم
الحب لله والناس. أن كانت كنيسة العهد القديم قد انشغلت بأنواعٍ كثيرة من الذبائح
من بينها ذبيحة السلامة (لا 3: 1-17) التي هي {رائحة سرور للرب} (لا 13: 5، 16).
لكن عندما قدمتها بدون محبة ورحمة رفضت ذبائحهم فموضوع سرور الله هو مصالحة
الإنسان مع خالقة وإخوته في حب عملي { فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي
أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ
خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» }(مت 9 : 13).
+ من يطلب السلام يطلب المسيح, لأنه هو نفسه
سلامنا, الذي يجعل الاثنين إنسانًا جديدًا واحدًا (أف 2: 14), عاملاً سلامًا بدم
صليبه. علينا أن نعمل لأقتناء سلام الروح والنفس وأن نتجنب الخصام والأنقسام ونقدم
رحمة ومحبة لتقبل صلواتنا وتقدماتنا وعطايانا للمحتاجين ونعمل بتفاهم وأنسجام بقلب
لا يحمل كراهية أو حسد لاخوتنا { فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ
وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ. فَاتْرُكْ هُنَاكَ
قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ
وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.}( مت 23:5-24). فلنحرص على الهدوء والوداعة
{ اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخُصُومَةَ وَبَطِيءُ الْغَضَبِ يُسَكِّنُ
الْخِصَامَ } (ام 15 : 18) لقد طوب الله صناعى السلام وقال أنهم أبناء
ابناء الله يدعون. نصلي ليملك سلام الله في قلوبنا ونقدم له الشكر ونحيا فى شبع
وفرح به علي الدوام { وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللهِ الَّذِي الَيْهِ
دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ}(كو 3 : 15).
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ أَكْلَةٌ مِنَ الْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ
الْمَحَبَّةُ خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ (ام 15 :
17)
+ اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ
الْعَسَلَ وَلِلنَّفْسِ الْجَائِعَةِ كُلُّ مُرٍّ حُلْوٌ (ام 27 :
7).
+ أوصانا الله أن نكون صانعي سلام وفي
وحدة وبفكرٍ واحدٍ في بيته.. ويريدنا إذ وُلدنا ثانية أن نستمر هكذا. إذ صرنا
أولاد الله نظل في سلام الله، وإذ صار لنا الروح الواحد يكون لنا أيضًا القلب
الواحد والفكر الواحد. لا يقبل الله ذبيحة المخاصم، بل يوصيه أن يترك المذبح
ويتصالح أولاً مع أخيه، حيث يُسر الله بصلوات صانع السلام. الشهيد كبريانوس
+ من الشعر الروحي:-
" رجاؤنا في
المسيح"
نضع كهدف أمامنا المسيح كلي الكمال
علي غير الله لا نعلق ابدا رجاء او أمال
دا الناس بتتغير وكلنا لا محال الى زوال
ولن يفيدنا سلطة ولا جاه ولا جمال ومال
مش هناخد معانا شئ غير صالح الاعمال
الأمين يأخذ أجرته أضعاف ويصل للكمال
لقمة يابسة ومعاها سلام وهدوء تريح البال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق