القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ { قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ
مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر 1 : 15)
{ Repent, for the kingdom of heaven is at hand } (Mat 3 : 2).
+ رساله الله الخلاصية وكرازته هى دعوة
للتوبة والإيمان { مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ :
«تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ} (مت 4 : 17). الاستمرار
في عدم التوبة هو تجديف على الروح القدس وهو سبب عدم المغفرة لا في هذا العالم
ولا في الآتي، فالروح القدس هو واهب المغفرة { أَنَّ لُطْفَ اللهِ
إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟. وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ
غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ
دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ. الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ
أَعْمَالِهِ.} (رو 2: 4- 6). وقد خاطب المخلص تلاميذه بعد القيامة قائلا {
هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ
وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ
بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ
أُورُشَلِيمَ} (لو 24: 46 و 47). إن“عدم التوبة” هو الخطية التي لا غفران لها
لا في هذا الدهر ولا في الآتي، لأنه بالتوبة وحدها نحصل على الغفران في هذا العالم
وبالتالي يكون لها آثارها في الدهر الآتي.
وطالما الإنسان حيًا في الجسد فله فرصة من
الله للتوبة والإيمان والاستجابة لعمل الروح القدس الذي يحثه على التوبة لذلك ينبغي علينا ألا نيأس قط من إنسان، مادامت
أناة الله تقود الشرير إلى التوبة، ومادام الله لم يأخذه سريعًا من هذا العالم فليبادر
إلى التوبة { هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ
الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟} (حز 18: 3). هكذا فسر
الاباء القديسين التجديف على الروح القدس، بأنه الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح
القدس في القلب مدى الحياة.
الله من حنانه يقبل إليه التائبين ويغفر لهم. وهو القائل { من
يقبل إليَّ، لا أخرجه خارجًا} ( يو 37:6). وصدق أحد القديسين في قوله ( لا توجد خطية
بلا مغفرة، إلا التى بلا توبة). لهذا قال الرب {إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون}.
+ حياة التوبة والنمو في الإيمان ضرورة لقبول والأمتلاء من الروح القدس { تُوبُوا
وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ
لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ} (أع 2: 38).
الروح القدس هو روح القداسة والحكمة فهو لا يسكن في النفوس الساعية بالمكر أو
مستعبدة للخطية { أن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق
للخطية } (حك 1 : 4). وعدم ترك الخطية هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس.
الروح القدس هو الذي يبكت على الخطية ويعطينا روح التوبة والصلاة والعلاقة
الواثقة بالله، وعلينا أن نصلى بروح التواضع والإيمان ليحل علينا روح الله القدوس
ويقودنا من أجل بنيان الكنيسة وخلاص النفوس. نصلي ونعمل ونقدم ذواتنا كأواني مقدسة
لروح الله ليعمل فينا ويتجدد روح الله داخلنا يوما فيوم { قلبا نقيا اخلق في يا
الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10).
+ التوبة
هي تغيير الفكر والاتجاه من محبة الخطية والعالم إلى محبة الله والرجوع بقلب صادق إلى المسيح المخلص
لنوال نعمته وخلاصه ونوال عطية الروح القدس. الروح يدعو الخاطئ ويناديه أن يتوب ويرجع
بكل قلبه إلى المسيح الذى صلب من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا ـ { ومتى جاء
المعزى يبكت على خطية} (يو8:16). وهكذا فإن الروح القدس يكشف للنفس محبة المسيح
الفادي على الصليب ويوبخ القلب على ابتعاده وعدم إيمانه. والذى يسمع نداء
الروح ويقبل فإن الروح القدس يجدد حياته بالتوبة. وبالإيمان يكشف له مجد الرب يسوع
فيتعرف على المسيح ويعرفه معرفة شخصية ويصبح المسيح بالنسبة للإنسان التائب شخصًا
حي حقيقي يستطيع الإنسان أن يحبه ويثق برعايته ومحبته وقدرته ويستطيع أن يسلّم له
كل الحياة لكى { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ
يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي
الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ
لأَجْلِي} (غل2 :-20).
+ الإيمان بالله يجعلنا نثق فى الله ويقودنا للتوبة والصلاة إلى الله بصدق ولجاجة والاتكال عليه بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا فننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. وننمو في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر عوض حياة الخطية والإثم فنشبع بالمسيح و نكره الخطية. نشتاق إلى كل ما يغذي أرواحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16).
+ الإيمان بالله يجعلنا نثق فى الله ويقودنا للتوبة والصلاة إلى الله بصدق ولجاجة والاتكال عليه بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا فننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. وننمو في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر عوض حياة الخطية والإثم فنشبع بالمسيح و نكره الخطية. نشتاق إلى كل ما يغذي أرواحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16).
+ نطلب أن يقودنا روح الحكمة والفهم
والمشورة ومخافة الرب فننال حكمة من الله فى الكلام والعمل ونجد نجاح وبنيان و شبع
وارتواء. التائب يحمل صليبه بفرح وتسبيح ويتبع مخلصنا الصالح الذى يقودنا فى
الطريق حتى ينقلنا الى الفردوس فان الروح القدس هو الذى يقيم أجسادنا المائتة
لنقوم بأجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا
فيكم فالذي أقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم}
(رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر غني وشبع للتائب ونموه المستمر، إلى أن يصل
إلى القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب.
+ من الحكم وأقوال القديسين: -
+ الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا
العمل بالتوبة ليردنا ثانية إلى رئاستنا الأولى. القديس الأنبا أنطونيوس
+ الذي يظن أن هناك بابا آخر للتوبة غير
الصلاة فهو مخدوع من الشياطين. مار اسحق السرياني
+ من الشعر الروحي:-
" توبني يارب فاتوب"
قال : سامحني يارب مش قادر أقلع عن الذنوب
سمع الروح بيقول : أصرخ توبني يارب فاتوب
تستطيع كل شئ بيّ ومعى مش هتكون مغلوب
ربط الخطية كخيوط عنكبوت تنفضها عنك تدوب
تتحرر وتجاهد دا أنت أبني وليّ غالي ومحبوب
اديني قلبك وعيش زى مهو في الإنجيل مكتوب
تحيا في سلام وراحة وتنهل من حبي المسكوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق