نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 20 أبريل 2013

المسيح نور العالم والأعمي البصير




للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مابين نور البصر والبصيرة ..
- الله نور وساكن فى النور وتسبحة ملائكة النور ويريد لنا ان نحيا فى النور وبقدر ما نقترب من الله نستنير ونعرف الحق والحق يحررنا. لقد جاء النور الحقيقى الى العالم يسوع المسيح ربنا "كلمة الله المتجسد" لكى ما يعلن لنا ذاته { ثم كلمهم يسوع ايضا قائلا انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة} (يو 8 : 12). وهذا ما أعلنه لنا أشعياء النبى قبل ما يذيد من سبعمائة سنة من التجسد الإلهى {قومي استنيري لانه قد جاء نورك ومجد الرب اشرق عليك } (اش 60 : 1)  لقد كان التجسد الإلهى رسالة محبة وأستنارة ومعرفة لله لكل إنسان. جاء السيد المسيح ليهبنا نعمة الإيمان، كنور يشرق فى القلب والفكر والروح . ولكى ما يعطى الخطاة التوبة والرجوع من عالم الظلمة الى عالم النور . أقترب الله الينا لكى ما نستنير بتعاليمه ونعرف محبة الله وأبوته ولكى ما تكون لنا تعاليمه ووصاياه نور لحياتنا وطرقنا ولكى ما نتعلم منه كيف نسلك مع بعضنا بالمحبة والرحمة والعدل والحق فنكون ابناء نور ومن ثم نكون وارثين للملكوت السماوى فى النور .
- ان كتيرين يا أحبائى ممن يدعُون انهم مبصرين ويحيوا فى النور هم فى الحقيقة عميان يتخبطون فى الجهل ويحيون فى ظلام الفكر ولم يعرفوا الله ولا نور الإيمان به من أجل ذلك قال المخلص  {لدينونة اتيت انا الى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له العلنا نحن ايضا عميان. قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كانت لكم خطية ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية} (يو 39:9- 41) قال هذا بعد ان صنع طيناً وطلى به عينى المولود أعمى فابصر. وكان ذلك فى يوم سبت . فخاصم الفريسيين المولود أعمى كيف يشفى فى السبت ؟ وكأنه لا يجوز ان يري النور فى السبت كعمل خير عمله السيد المسيح فيه!. وقالوا عن السيد انه كاسر للسبت وخاطئ! { اجاب الرجل و قال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عيني. ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا}( يو 30:9-33).
- أصر هؤلاء العميان على أدانة النور واتوا بالمولود اعمى الذى شفاه الرب يسوع ثانية واردوا منه ان ينكر المعجزة ويتبرأ من المخلص وعمله العجيب { فدعوا ثانية الانسان الذي كان اعمى وقالوا له اعطي مجدا لله نحن نعلم ان هذا الانسان خاطئ. فاجاب ذاك وقال اخاطئ هو لست اعلم انما اعلم شيئا واحدا اني كنت اعمى و الان ابصر} يو 24:-25. لم يكن هذا هجوم من الرجل على الرب بقدر ما هو أثبات عملى على قدرته على الأشفاء. نحن نقرأ هذا الأنجيل فى احد التناصير الذى نعطى فيه سر العماد للمقبلين على الإيمان المسيحى لنعلن ان المعمودية من الماء والروح تعطى بصيرة روحية للمعمدين ليكونوا ابناء النور ويلبسوا حلل بيضاء وشموع مضئية فى أيديهم ليسيروا كابناءاً النورويبعدوا عن عالم الخطية والظلمة ويصبحوا وارثى ملكوت النور .
التدرج فى معرفة النور الحقيقى ..
- ان الله يريد ان يعلن لنا ذاته ويكشف لنا عن نوره ومحبته واسرار ملكوته ويبحث عن العميان ليفتح عيون قلوبهم ليعرفوه. ان النور من طبيعته الأنارة والمحبة طبيعتها حب والله يدعونا للأيمان والسير فى النور {ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور } (يو 12 : 36). هكذا جاء السيد المسيح الى أورشليم الى الإعمى ودون ان يطلب منه الأعمى الشفاء لكنه راى فيه الأستعداد للأيمان والشهادة للنور {واسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها امشيهم اجعل الظلمة امامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها ولا اتركهم} (اش 42 : 16) وهذا المولود أعمى ربما لم يكن سمع عن يسوع من قبل، جاء اليه السيد وصنع طيناً ووضعه على عينيه وأمره ان يذهب ليغتسل فى بركة " سلوام" فاظهر الأعمى طاعة وأيمان وذهب وأغتسل فعاد بصيراً وعندما سألوه عن من شفاه قال { فقالوا له كيف انفتحت عيناك. اجاب ذاك و قال انسان يقال له يسوع صنع طينا و طلى عيني وقال لي اذهب الى بركة سلوام واغتسل فمضيت واغتسلت فابصرت}( يو 10:9،-11). كان هذا بدء معرفة بالسيد المسيح ولكنه أخذ يفكر ويتأمل ويبحث وعندما ساله الفريسيين محاولين ان يدينوا المخلص { فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني واغتسلت فانا ابصر. فقال قوم من الفريسيين هذا الانسان ليس من الله لانه لا يحفظ السبت اخرون قالوا كيف يقدر انسان خاطئ ان يعمل مثل هذه الايات وكان بينهم انشقاق. قالوا ايضا للاعمى ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك فقال انه نبي} (يو15:9-17). نعم ارتفع الى مرتبة اعلى فى معرفة فعندما جاء السيد المسيح على الأرض أخذ جسدا وصار انسان مثلنا لكن بغير خطية { والكلمة صار جسدا و حل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب مملوءا نعمة وحقا} (يو 1 : 14) ثم كان من أحدى أعماله "النبوة" جاء يعلن لنا ارادة الأب السماوى ويعرفنا اسرار ملكوته السماوى {لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي وانطق بمكتومات منذ تاسيس العالم} (مت 13 : 35).
- وعندما ذاد هجوم الفريسيين على المخلص واحضروا اهل المولود اعمى وسالوهم أهذا ابنكم الذي تقولون انه ولد اعمى وكيف أبصر قال ابواه نعلم ان هذا ابننا وانه ولد اعمى اما كيف أبصر فلا نعلم ؟ قالا هذا خوفاً من اليهود لانهم قالوا انه ان أعترف أحد ببسوع انه المسيح يخرجوه من المجمع لذلك قالا { هو كامل السن اسالوه } فاحضرا المولود أعمى وقالوا له أعطى مجداً لله . لقد قدموه للمحاكمة وسيطرد من المجمع ويحرم من كافة حقوقه كيهودى ، هنا راينا الأعمى يجاوب فى شجاعه ان يسوع من الله { اجاب الرجل و قال لهم ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو و قد فتح عيني. ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة و لكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى. لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا} (يو30:9-33). نعم قد يسمع الله للخاطى عندما يرجع بالتوبة الى الله ويقبله أما ان يفتح أعين العميان ويقيم الأموات من القبور ويشفى البرص والعرج والعسم ويخرج الشياطين فلابد انه يكون من الله . لكن الأنسان المصر على عماه والذى يرفض النور فسيحيا فى الظلام الى منتهى الدهور
- حكم الفريسيين على الرجل واخرجوه من المجمع فبحث عنه السيد المسيح وضمه الى حظيرته {فسمع يسوع انهم اخرجوه خارجا فوجده و قال له اتؤمن بابن الله. اجاب ذاك وقال من هو يا سيد لاومن به. فقال له يسوع قد رايته والذي يتكلم معك هو هو. فقال اومن يا سيد وسجد له } (يو 35:9-38). قِبل الاعمي البصير الرب المخلص وأعتراف وسجود له { ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس} (1كو 12 : 3) . ونحن أخذنا روح التبنى بالمعمودية التى بها نؤمن باله واحد "كائنا بذاته ناطق بكلمته وحى بروحه القدوس" وهذا ما نؤمن ونبشر ونكرز به { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 19:28-20). هذا هو الاله الواحد الرب القادر على كل شئ  {فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7) . {من امن واعتمد خلص  من لم يؤمن يدن}  (مر 16 : 16). ونحن واثقين بمن نؤمن وعالمين انه قادر على رعايتنا وقيادتنا لنكون له ابناء وخدام لملكوته السماوى فى نوره العجيب { الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح. فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي انا اسيره بل اشترك في احتمال المشقات لاجل الانجيل بحسب قوة الله. الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى اعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي اعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الازمنة الازلية. وانما اظهرت الان بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وانار الحياة والخلود بواسطة الانجيل . الذي جعلت انا له كارزا ورسولا ومعلما للامم. لهذا السبب احتمل هذه الامور ايضا لكنني لست اخجل لانني عالم بمن امنت وموقن انه قادر ان يحفظ وديعتي الى ذلك اليوم }(2 تيمو 7:1-12).
أمنوا بالنور وسيروا فيه ...
- جاء ربنا يسوع المسيح نورا للعالم ومن يؤمن به يحيا ويسير فى النور ويكون له نور ابدياً ليرث الملكوت السماوى ويحيا فى السماء كملائكة النور {فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه} وهو يدعونا لنؤمن به ونسير فى نور تعاليمه ومعرفته ومحبته {ما دام لكم النور امنوا بالنور لتصيروا ابناء النور تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم} (يو  12 :  36)
- علينا ان نسلك فى النور ونتوب عن الخطايا والذنوب { وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة لان كل من يعمل السيات يبغض النور ولا ياتي الى النور لئلا توبخ اعماله واما من يفعل الحق فيقبل الى النور لكي تظهر اعماله انها بالله معمولة} (يو 3 : 19- 21). فالايمان نور نشكر الله عليه ونحياه { شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور} (كو 1 : 12) وكلام الله نور نهتدى به فالوصية مصباح والشريعة نور وسراجاً لارجلنا وسلاح لنا للنصرة على قوات الظلمة { قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور} (رو 13 : 12). وكلما ثبتنا فى الله ومحبته نثبت فى النور ونكون نورا { انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل.ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 14:5-16).
تنير ظلمتى
- لقد دعوتنا يارب للأيمان بك، لكى نحيا فى نور الإيمان بك فانر يارب ظلمة حياتنا بنورك العجيب ولا تدع ظلمة هذا العالم الشرير تقوى علينا بل لتنير عيوننا و قلوبنا وافكرنا واروحنا بنور معرفتك فنحيا نور الإيمان ونشهد له باعمالنا واقوالنا وحياتنا .
- يامن بحثت على المولود أعمى قديما ووهبت له نور البصر والبصيرة ، انت هو أمس واليوم والى الأبد فابحث يارب عن العميان والضالين يامن بنوره أهتدى شاول المقاوم وصار كارزاً بنورك العجيب، أهدى يارب كل النفوس ليعرفوك ويحيوا فى النور .
- لتكن كلماتك نوراً فى قلوبنا وهادياً لسلوكنا وسلاماً فى حياتنا وعندما تهاجمنا قوات الظلمة فلتكن كلماتك سلاح الغلبة الذى ننتصر به على كل الأعداء . ايها الرب الاله الذى أحبنا وجاء ليعلن لنا نور محبته وخلاصه لاتدع موت ظلمة الخطية يقوى علينا ولا على كل شعبك بل كن نوراً دائماً لحياتنا وعندما تأتى ساعة أنطلاقنا الى السماء فلترافقنا ملائكة النور لنحيا نور الملكوت السماوى فى النور، أمين

ليست هناك تعليقات: