نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 1 يوليو 2020

مقدمة عن الآباء الرسل


مع الآباء الرسل القديسين -1
مقدمة عن الآباء الرسل
الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
كرامة الآباء الرسل القديسين ...
+ نحن أحفاد الرسل القديسين وأبنائهم في الإيمان لابد أن نذكر فضلهم وندين بالأعتراف بالجميل لهم ونتذكر تعب محبتهم وصبرهم وجهادهم ونتمثل بايمانهم { اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ }(عب  13 :  7) .  تكريمنا لآبائنا الرسل القديسين هو وصية إنجيلية وتقليد رسولي ووفاء من الأبناء نحو أجدادهم وآبائهم وإكرامهم لله فى حياتهم وحملهم شعلة الإيمان المستقيم لنا بعرقهم وجهادهم ودمائهم، وتنفذ وصية الكتاب {فاني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون} (1 صم 2 : 30).  نحن مديونين لهم بالإيمان ونبني أنفسنا علي إيمانهم الأقدس المسلم  من الرب يسوع المسيح والذين بذل الرسل ذواتهم من أجله{مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ} (اف  2 :  20).
+ لقد إختار الرب يسوع المسيح الأباء الرسل وقال لهم { ليس انتم اخترتموني بل انا اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتاتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي} (يو 15 : 16).  لقد تبع التلاميذ والرسل، الرب يسوع وتعلموا منه و تتلمذوا على يديه في فترة خدمته على الأرض وصحح لهم مفاهيمهم نحو الخدمة والتلمذة والإيمان والملكوت. تبعوه فى حياته وظهر لهم بعد قيامته وهو الذي أمرهم بالكرازة والتبشير بالإيمان للخليقة كلها { اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). وبعد صعوده للسماء حل الروح القدس عليهم ليهبهم القوة والحكمة واللغات اللازمة للكرازة فى انحاء العالم. وبحلول الروح القدس عليهم أعطاهم المحبة والاحتمال والصبر، والقوة والحكمة ليبشروا في العالم أجمع. {أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم }( مت 19:28).
الرسل والكرازة وامتداد ملكوت الله ...
+ كان التلاميذ الاثني عشر على مثال رؤساء أسباط الشعب فى العهد القديم، فكأن المسيح يُعِّدْ شعبا جديدا برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شيء جديدا. كان المسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. أعطى المخلص لرسله القديسين سلطان روحي وقوة روحية لهدم مملكة الشر بعد أن تتلمذوا على يديه، وسمعوه ورافقوه وعرفوا فكره ومحبته، ونقلوها لنا وهذا ما نسميه التقليد الرسولي. اي إستلام الفكر بطريقة عملية معاشه وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا بأسمائهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. ومثل ما أختار الرب اثني عشر تلميذا فقد اختار سبعين رسولا  ليمثلوا الكرازة للأمم وارسلهم اثنين اثنين الى المدن ذات الثقافة اليونانية كركيزة للكرازة ثم جالوا بعد حلول الروح القدس ليبشروا فى العالم وفى حوالي نصف قرن كانت البشارة وصلت الى كل انحاء المعمورة المعروفة فى ذلك الوقت من الهند حتى اسبانيا بفضل هؤلاء الرسل القديسين. لم يحمل التلاميذ في الكرازة مال يغروا به الغير ولا سيفاُ يُرهبوا به الآخرين بل حملوا  رسالة الإنجيل المفرحة والخلاصية لكل أحد وقدموها للغير  وأيدهم الله ووهبهم سلطان الشفاء للمرضى وإخراج الشياطين وأراحة المتعبين وكانت المحبة والبذل هم سماتهم كسيدهم ومخلصهم الرب يسوع المسيح الذي بشروا به واستشهدوا من أجل أيصال الكارزة باسمه وامتداد ملكوته إلى كل الأرض.
+ كان التلاميذ من عامة الناس ومن مختلف فئات المجتمع فمنهم العشار جابي الضرائب، وعلى النقيض منهم الغيور الوطني المتحمس ومنهم الصيادين البسطاء مثل بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة توما الشكاك وكلهم جمعهم المسيح ليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. اختارهم المسيح من الناس العاديين ليترفقوا بإخوتهم لاسيما بالخطاة ليتوبوا والضعفاء ليقودهم في الإيمان والبعيدين ليصيروا أهل بيت الله. وظهر التغيير في طبيعتهم بعمل الروح القدس فمثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرة وحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، تغيير بمعرفته وتلمذته للمسيح إلى يوحنا المملوء حباً عجيباً للمسيح، بغيرة وحماس ولكن من نوع آخر يفرح الحزاني ويقوى الضعفاء ويسعي الي خلاص كل نفس.
+ كانت كرازة الرسل هي التوبة والإيمان باقتراب ملكوت السماوات وهي نفس كرازة السيد الرب. السيد المسيح قد جاء ليؤسس ملكوته الروحي في القلوب التائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الله عليه. وأعطى الرب للتلاميذ الحكمة والنعمة ليصنعوا الاشفية والآيات ويخرجوا الشياطين بامكانيات جبارة للخدمة، تساندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التي تريد لهم الخلاص والحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب  عليهم.
+ كانت وصية الرب لهم "مجانا أخذتم مجانا أعطوا" ونلاحظ أن السيد المسيح  قبل أن يطلب ان يخدموا مجانا، أعطاهم الإمكانيات الروحية الجبارة وارسلهم للخدمة كتدريب فى وجوده معهم بالجسد. فعلى الخادم ان لا يرتبك بالمقتنيات ليرضى من جنده، فالله سيرسل للخدام بلا كيس ولا مزود ولكن يسدد احتياجاتهم ويرعاهم، وقال لنا اطلبوا ملكوت السموات وبره وكل هذه تعطى لكم وتزداد. الله يريد منا الاتكال الكامل عليه. علم الرب تلاميذه ان يهبوا السلام والبركة لكل بيت يدخلوه. وإن كان أهل البيت مستحقين لهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ورفضوا الرسل وسلامهم فحتى غبار أرجل الرسل ينفضونه كشهادة وشاهد عليهم. ولهذا تبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله "السلام لجميعكم " وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديين وإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله وتحل في قلوبنا بالروح القدس. كما أخبر الرب الرسل مقدماً بالآلام التي تواجههم فرسالة التلاميذ هي نشر السلام، ولكن العالم الشرير يواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأوا تحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبل هو قادر أن يحميهم. كانت رسالة التلاميذ والرسل القديسين هي دعوة للإيمان بالله والتوبة والرجوع اليه وأقتبال ملكوت الله { وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ }(مت  10 :  7)
+ لم يختر المسيح رسله من عظماء العالم لئلا ينسبوا العمل لأنفسهم، أو ينسب العالم النجاح لعلمهم، وقد أحسن الرسول بولس في قوله { وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلّهِ لَا مِنَّا}(2 كو 4:7). لذلك نرى المسيح يختار أناس عاديين يسلموا حياتهم لعمل الروح القدس ونعمته ويطيعوا فيثقلهم ويهبهم الكفاءة والنعمة والحكمة، وكانت النتيجة أنهم فاقوا سائر عظماء العالم في حُسن تأثيرهم. اختارهم معظمهم في أوائل سني خدمته ليتمكّن من تدريبهم قبل صعوده. وقضوا في رفقته وقتاً كافياً ليختبروه، فرسخ إيمانهم به، واختبروا محبته، فاحتملوا المحن والصعوبات والمقاومات في سبيله ونالوا أكاليل الرسولية والشهادة بعد أن نشروا الإيمان المسيحي في أرجاء المسكونة كلها وما ذال الله يدعو ويتلمذ ويؤهل ويرسل ويواصل عمله الخلاصي في كل جيل، أمين .

ليست هناك تعليقات: