نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 21 فبراير 2013

إبراهيم الخليل..رجل الإيمان والطاعة لله (1)



الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى
{فامن ابراهيم بالله فحسب له برا }(رو4 : 3)
إبراهيم ابو المؤمنين..
+ حياة أبينا إبراهيم حياة قديمة ترجع لحوالي اربعة الآف سنه، لكنها متجدده فى ذاكرتنا الروحية وكانه يعيش بيننا كل يوم باعتباره مثل وقدوة لرجال الايمان على الارض، وحتى عندما نذهب الى السماء ليستقبلنا مرحبا كجد أكبر للمؤمنين. رجل إيمان وطاعة لله، صلاة وعفة نفس وكرم، شجاعة تواضع قلب. وحياة ابونا إبراهيم على الارض امتدت الى 175 سنه وشغلت اربعة عشر اصحاح فى سفر التكوين من الاصحاح الثاني عشر حتى الخامس والعشرين وهو قدوة ومثال لكل المؤمنين. وعلى ايمانه يجمع اليهود والمسيحيين والمسلمين واليه ينتسب الجميع اليهود والمسلمين يفتخروا بانتسابهم الجسدي كذرية لابراهيم من جهة اسحق واسماعيل. والمسيحيين ينتسبوا الى ابراهيم بايمانه. فهو أب عظيم {ابراهيم كان ابا عظيما لامم كثيرة ولم يوجد نظيره في المجد وقد حفظ شريعة العلي فعاهده عهدا} (سير44 :20). ولهذا فاننا نتأمل حياته لنتعلم منها الكثير كايمان حي عامل بالمحبة ومصدق لمواعيد الله كما نرى فيها الضعف البشري والمساندة والعون الإلهي وكلها دروس لنا فى الحياة. لقد باركة الرب وقال له بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض { وقال الرب لابرام اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك الى الارض التي اريك. فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكون بركة. وابارك مباركيك ولاعنك العنه وتتبارك فيك جميع قبائل الارض}(تك1:12-4).
+  كان اسمه اولا ابرام أي الأب المرتفع ثم غير الله اسمه وأعطاه اسم إبراهيم اي أب لجمهور وهو الجيل العاشر من نوح، ولد مولده فى سنة 2000ق م. تقريبا وولد بعد موت نوح وهاجر في السبعين من عمره الى الارضي المقدسة التي دعى اليها من حاران. ونرى أثر الصداقة الإلهية في حياته وفعلها العظيم عليه فطبعت فيه من الصفات ما جعله رجل إيمان ومبادئ حتى ان المؤمنين فى السماء يتكئون مع ابراهيم كما قال السيد المسيح له المجد { واقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع ابراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماوات} (مت8 : 11). وكما قال عن لعازر المسكين{ فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم}(لو  16 :  22)
+ إبراهيم والطاعة والغربة...  لقد دعا الله ابرام فى اور الكلدانيين وخرج مع ابيه تارح وزوجته ساراي ولوط ابن اخيه هاران حيث سهل دجله والفرات فى جنوب العراق فاتوا الى حاران شمال العراق فتعطلت مسيرته بعض الوقت حتى مات ابيه ان قيادة تارح للرحلة وتاخرها يرمز الى قيادة الجسد للروح واذ نستسلم له تتعطل مسيرتنا الى ارض الموعد والسماء وامجادها ثم ظهر له الرب من جديد لينتقل الي الاراضي المقدسة التي لم يكن يعرفها. لقد اراد الله ان يعزل ويفصل ابرام عن الجو الذى عاش فيه في أور الكلدانيين كانت موبوءة بالوثنية ونجاساتها، فالانسان بطبعه ضعيف ومعرض للسقوط، وإبراهيم نفسه وهو فى ضعف إيمانه الذى كان ينموا بالاختبارات العملية مع الله  لم شك فى قدرة الله على إعالته فى أرض كنعان لما حدثت مجاعة فنزل إلى مصر دون مشورة الله، وكذب وقال عن زوجته سارة أنها أخته خوفا أن يقتله فرعون وياخذها له زوجة. من هذا نفهم حكمة الرب فيما قاله على لسان أشعياء النبي { اعتزلوا اعتزلوا. أخرجوا من هناك. لا تمسوا نجسا} (أش 52: 11). ومع هذا ضرب ابرام المثل فى الطاعة للصوت الإلهي الذى دعاه فاطاع وتغرب وهو لا يعلم الى اين يذهب { بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي}( عب 8:11). وان كنا لا نعلم على أية صورة ظهر له الرب فى حاران، هل ظهر له فى هيئة ملاك كما ظهر بعد ذلك في كنعان عندما زاره في خيمته ومعه ملاكان؟ أو ظهر له في رؤيا؟ أو ظهر متكلماً كما يظهر الرجل مكلما صاحبه وجهاً لوجه؟. او اتاه صوت من السماء؟ لكن نثق أن هذا اللقاء كان له الاثر العظيم والعميق فى حياة ابراهيم كما انطبعت صورة السيد المسيح في التجلي على بطرس الرسول عندما صاح { يا رب جيد ان نكون ههنا} (مت 17 : 4) والتى غرست فى اعماقه ليقول فى رسالته { لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ».وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ} ( 2بط 16:1 -18). أطاع ابرام فى زمن لا توجد فيه الا الجمال والحمير كوسيلة للمواصلات ولا توجد فيه وسائل اتصال فيها نعرف ظروف البلد التي نسعى للهجرة اليها واحوالها او نتواصل مع اهلنا بالصوت والصورة . ومع هذا نقول لمن يسعون للهجرة من بلدان الشرق الاوسط هل هذه دعوة الله لكم وهل استشرنا الله فى السفر؟. ان ابراهيم نجح فى غربته لانها كانت بناء على دعوة من الله. ولكنه تعرض لصعوبات جمه عندما انتقل الى مصر او الى جرار بنا على رايه الشخصي ودون استشارة لله وبناء علي مخاوفه من الضيق والجفاف والظروف الاقتصادية الصعبة ليلجأ الى اماكن يظن انها أفضل له فاخذت زوجته منه ولولا دفاع الله عنه لكان قد فقد ساره زوجته أو فقد حتى النسل بل وحياته كلها كانت فى خطر. لكن لرعاية الله له عامله فرعون مصر بكرم ورد له زوجته دون ان يؤذيها وقد حفظها الله وردهما باملاك جزيلة من مصر. اننا فى مسيرة حياتنا يجب ان يكون لنا الاذن الروحية التي تسمع صوت الرب وتطيعه حينئذ يباركنا الله ونكون بركة .
+ ربما حسب الظاهر نري إبراهيم قد خسر أرضه وعشيرته وبيت أبيه بهجرته من اور الكلدانيين. لكن إبراهيم ربح الكثير. كما ان الانسان الخاطي عندما يترك العالم وملذاته يربح المسيح هكذا ابراهيم ترك القليل من اجل الله فربح الايمان والسماء وامجادها وصار بركة. فى دعوة إبراهيم نرى الله يوضح الطريق الروحي الذى ينبغى أن يسلك فيه الإنسان في تكريسه لله {أخرج من أرضك} هذه تشير الى الزهد بالجسد. فيزهد الإنسان فى الثروة والممتلكات. {ومن عشيرتك} وهذه تشير إلى نبذ وترك أساليب السلوك القديم والرذائل الخاصة بالروح والجسد. ثم { الى الأرض التي أريك } ماهي هذه الأرض؟ انها ارض الاحياء{ طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض} انها السماء بامجادها {ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة}  فبالأيمان تغرب إبراهيم  لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله. 

ليست هناك تعليقات: