نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 14 فبراير 2013

المحبة الإلهية




الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

   محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة (ار 31 :3)                   
الله محبة ...
عندما نتكلم عن المحبة الإلهية بلغة بشرية على قدر معرفتنا المتواضعة فاننا نعجز ان نعبر عنها كما يحق لان {الله محبة } (1يو 4 : 8) ومن يقدر ان يعرف أعماق الله الا روح الله. لهذا علينا ان نشكر محبة الله التي لا نستطيع ان نعبر عنها والتي أفاضت علينا بنور معرفة محبته من خلال الروح القدس، لنعرف الاشياء الموهبة لنا من الله بالروح القدس المعطى لنا من الله { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه. فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. لان من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. ونحن لم ناخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله} (1كو 9:2-12). بالروح القدس يعلن لنا الله عن محبته وعن اسرار ملكوته الامور التي يمكننا ان نعرفها ونختبرها من خلال الكتاب المقدس والتأمل فيه إذ فى الكتاب كتبه رجال اللَّه القديسين مسوقين بالروح القدس (2 بط 1: 21). الروح القدس يكشف الأسرار الإلهية الخفية والمحبة الكامله لانقياء القلوب والساعين فى طريق الكمال المسيحي.
 لهذا فاننا بروح الصلاة والانسحاق نسجد لله طالبين ان يهبنا من حكمة من روحه القدوس ومعرفته لنتأمل فى محبة الله نحو خليقته لاسيما نحو الانسان الذى جبله الله الخالق على صورته ومثاله كتاج للخليقة وميزة بالعقل والحس والتمييز وبالروح التي تهفو الى خلاقها ولا تستريح الا فيه فكما ان الجاذبية الارضية تجذب الاشياء الواقعة فى نطاقها هكذا ارواحنا المخلوقة على صورة الله مهما حاول الشيطان والعالم واغراءاته  فى ابعادها عن مصدرها فهي تنجذب الى الله { كما يشتاق الايل الى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي اليك يا الله }(مز 42 : 1). ان النفوس التي ذاقت محبة الله تبادله المحبة وتنهل من هذه المحبة وتدعو الآخرين ليذوقوا ما أطيب الرب ولا ترضى عن محبته بديل كما تحب الجميع محبة فى من أحبها {نحن نحبه لانه هو احبنا اولا } (1يو4:19). ان محبة الله تحتضن الانسان وتريد ان تعطى وتغدق بالحب على الانسان المتغرب على الارض حتى يعود الى وطنه السمائي.
الرحمة الإلهية والمحبة ...
ان محبة الله  الابدية تتجلى فى رحمته التي يديمها علينا وهي لا تتوقف على صلاح الانسان لهذا نري الله  يصبر الله على البشرية فى غيها وبعدها ويديم لها الرحمة. لقد كان ارميا نبي مرهف الحس وكان دائم البكاء بسبب خطايا الشعب وابتعاده عن الله ولكن كانت مراحم الله الجديدة  كل صباح مصدر تعزية لارميا وكان يرى مراحم الله الجديدة كل صباح على شعبه من اجل هذا جعل الله نصيبه  وكان ينتظر بسكوت خلاص الله من الضيقة والشيطان واعوانه { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه. جيد ان ينتظر الانسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب. لان السيد لا يرفض الى الابد. فانه ولو احزن يرحم حسب كثرة مراحمه.} مرا 21:3-26،31-32). بهذه الرحمة تغنى الانبياء { الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة } (مز 103 : 8). مراحم الله تتجلى فى  كل شئ حولنا من اشراق الشمس فى الصباح الى نسمة الهواء الذى نتنفسه والماء الذى نشربه. هذه الرحمة جعلت الاشياء الضرورية للحياة متاحة للجميع فى صورة  شبه مجانية. كما ان رحمته تتجلى فى صبره على الخطاة وقبوله فى محبة للراجعين اليه وفى رعايته واهتمامه بالانسان والحيوان  والنبات والجماد. ان الله يدبرنا بالرحمة { وانت يا الهنا ذو صلاح وصدق طويل الاناة ومدبر الجميع بالرحمة} (حك 15 : 1).
لقد تجلت رحمة الله ومحبته فى التجسد الإلهي في المسيح يسوع ربنا واعلانه عن محبة الله للبشرية  اذ ونحن أموات بالخطايا جاء ليعلن لنا تلازم الرحمة والحق، البر والسلام فى الفداء والخلاص والقيامة { الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما }(مز 85 : 10) { الله الذي هو غني في الرحمة من اجل محبته الكثيرة التي احبنا بها. ونحن اموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون. واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع. ليظهر في الدهور الاتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع.} (اف 4:2-7). فعندما عجز الانسان عن ادراك محبة الله من خلال الاباء والانبياء فان ابوة الله ومحبته ورحمته لم تتركنا بل تجسدت وتنازلت لتعلن لنا محبة الله ورحمته ومع هذا نرى الكثيرين يجهلوا أو يتجاهلوا هذا الحب لهذا يعاتبنا الله { ماذا يصنع ايضا لكرمي وانا لم اصنعه له لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا (اش  5 :  4). بل ان الله يعاتب شعبه قديما وفى كل زمان لعدم معرفتهم له ويطلب منا ان نرجع اليه ونكف عن فعل الشر وان نتعلم فعل الخير ونرجع اليه  ليغفر لنا خطايانا بمراحمه الكثيرة { اسمعي ايتها السماوات واصغي ايتها الارض لان الرب يتكلم ربيت بنين ونشاتهم اما هم فعصوا علي. الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه اما اسرائيل فلا يعرف شعبي لا يفهم. ويل للامة الخاطئة الشعب الثقيل الاثم نسل فاعلي الشر اولاد مفسدين تركوا الرب استهانوا بقدوس اسرائيل ارتدوا الى وراء. اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر افعالكم من امام عيني كفوا عن فعل الشر. تعلموا فعل الخير اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الارملة. هلم نتحاجج يقول الرب ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف}{ أش 2:1-4، 16-18). رحمة الله ومحبة تغفر وتمحو خطايا التائبين لان الله فى محبته جاء { فاذهبوا وتعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة} (مت 9 : 13) وعلينا ان نقبل دعوة الله لنا ونرجع اليه ونؤمن بمحبته لتكون لنا الحياة الابدية { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16). ان ولادة كل طفل جديد تقول ان الله محب رحيم لا يزال يصبر ويرحم ويحب. وحتى الموت الذى يخشاه الانسان هو رحمة بالانسان الضعيف وانتقال به الى عالم أفضل { وسمعت صوتا من السماء قائلا لي اكتب طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الان نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم واعمالهم تتبعهم} (رؤ 14 : 13).
المحبة الإلهية ومعرفتنا بانفسنا ..
ان معرفة الانسان بنفسه وقيمته لدى الله تجعله ينمو فى معرفة محبة الله له لهذا يحتاج الإنسان الى الجلوس فى هدوء الى نفسه ويدخل الى اعماقه طالبا من روح الله الاستنارة { لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا }(رو 5 : 5). وكلما كان لنا شركة مع الروح القدس يلتهب قلبنا بالمحبة الإلهية ويجعل منا هياكل مقدسة له ونثبت فى الله والله فينا. وتضمحل شهوات العالم امام عيوننا ونحيا فى توبة دائمة وكراهية  للخطية ونكون كايقونة تتشبه بخالقها. يقول القديس مار اسحق السرياني ( الإنسان الذى يتأهل لرؤية نفسة، أعظم ممن يظن انه أهل لرؤية الملائكة، ومن يحسب اهلاً لرؤية خطيته، أعظم من من يقيم الأموات بصلاته). لقد جاء الرب يسوع المسيح لكي ينير معرفتنا بانفسنا ومعرفتنا بالله لنعرفه وننمو فى المعرفة بهدف النمو فى المحبة الإلهية { وعرفتهم اسمك وساعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم (يو 17 : 26). ان كل منا له نفس واحدة ولابد ان نعمل على خلاصها { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). فلنعد الى انفسنا مما هو خارج عنها ونقدمها الى خلاقها ليحررها من كل قيود العالم والخطية ولنصلى اليه فى الروح لكي يجذبنا بالمحبة ويرفع عنا كل نير عبودية للعالم { اجذبهم بحبال البشر بربط المحبة وكنت لهم كمن يرفع النير عن اعناقهم ومددت اليه مطعما اياه } (هو 11 : 4).
 اذ نرجع  الى النفس كما فعل الابن الضال نعرف أخطائنا  ونرجع الى الله نجد الاحضان الابوية تستقبلنا وتعد لنا وليمة الفرح والبهجة وتزيننا بالفضائل. فيمتلي قلبنا فرحا ولساننا تسبيحاً وشكراً لله كل حين. يقول القديس باسليوس الكبير ان معرفة الانسان لنفسه تجعله يدرك عظمته وخلقته على صورة خالقه الذى اعطى الانسان ان يضاهى الملائكة بسيرته الصالحة القويمة فان نزول الاله بين البشر  حبا في خلاص الانسان ومنحه عطية الروح القدس، وإبادة الموت واضمحلاله والرجاء الصالح بالقيامة والوصايا الالهية. كل ذلك  يعبر عن عظم محبة الله للبشر والتى ويجب ان يقود المؤمن الي الكمال وملكوت السموات وأكاليل البر المعدة للذين يتقدموا فى الفضيلة. ويقول مع القديس بولس الرسول { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا امور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} (رو 35:8-39). كما ان من يعرف محبة الله له ينمو فى الحكمة {محبة الرب هي الحكمة المجيدة }(سير 1 : 14). ويثبت فى المسيح يسوع ربنا ياتي بثمر ويدوم ثمره ويحب أخوته فى الإنسانية محبة روحية طاهرة تسعى لخلاصهم ونموهم فى المحبة.
محبتك تحصرني ...
يا اله المحبة الذى احبنا وخلقنا على شبه ومثاله وعندما سقطنا بغواية الحية ومخالفة وصيتك المقدسة لم تتركنا عنك الي الانقضاء بل تعهدتنا دائما بانبيائك القديسين وفى أخر الأيام ظهرت لنا نحن الجلوس فى الظلمة وظلال الموت بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا، وعلمتنا طرق الخلاص ودعوتنا من الظلمة الى نورك العجيب ووهبت لنا كل ما هو للفضيلة والتقوى واذ تعلم بضعف البشر ومحاربات العدو وهبتنا الاسرار المقدسة وعضدتنا بروح القدوس لنسير فى إرشادك وبحكمتك ونور كلمتك لنثمر ثمر الصلاح ونكلل بأكاليل البر. ان محبتك تحصرنا يارب وتدعونا ابناء وبنات لك وتعمل على خلاصنا وتسعى الى نمونا وتعد لنا اكاليل البر فى السماء. فنشكرك لك يارب على على محبتك وجودك واحسانك ومغفرتك لخطايانا ورعايتك الدائمة لنا فى زمان غربتنا على الارض، واذ نلبس المحبة رباطا للكمال المسيحي فاننا واثقين ان المحبة لن تسقط ابدا. 
 اننا نصلى فى الروح لكي تصر كل امورنا في محبة  ولكي ما نتأصل فى المحبة {صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح. الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة (اف 4 : 15- 16). واذ ننمو فى محبتك يارب فيليق بنا ان لا نظهر ناقصين فى المحبة المشتركة بيننا او نهمل فى الاحتمال والتواضع والبذل لكي نكمل ناموس الكمال المسيحى الذى اليه دعوتنا، أمين. 

ليست هناك تعليقات: