نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 12 يوليو 2020

مع الآباء الرسل القديسين (13) 5- القديس فيلبس الرسول


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ النشأة والتلمذة للسيد المسيح  .... ولد في بيت صيدا (يو 1: 44) ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة، فنجده سريعًا لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، وفي حديثه إلى نثنائيل: { قد وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء، يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة }(يو 1: 45) ما يدل على الانتظار والتوقع. وقد ذكره الإنجيليّون الأربعة، ولكنّ يوحنا الحبيب أكثر من ذكرَه، ربما للصداقة التي تربطهما معا. كان فيليبس من بيت صيدا، مدينة أندراوس وبطرس (يو44:1). ويظهر فيليبس واندراوس متلازمين في الإنجيل، كما في الإصحاح السادس والثاني عشر من إنجيل يوحنا. لذا يغلب أنهما كانا صديقين وأنهما كانا يؤلّفان مع آخرين شبه حلقة تدرس الشريعة والأنبياء، وتفتش عن  المسيح الموعود وتنتظر إتمام الوعد لإسرائيل. وذُكر اسم فيلبس في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين، حينما سأله الرب سؤال اختبار { من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء؟ فكان جواب فيلبس: لا يكفيهم خبز بمائتيّ دينارًا ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرًا} (يو 6: 5 - 7).
+ دعوة فيلبس لنثنائيل ... تبع فيلبس السيد المسيح وراي معجزاته وآمن بدعوته وذهب يدعوا  نثنائيل الذي هو  برثلماوس وندرك هذا من مقارنة (مت3:10 مع مر 16:3-19) فكلاهما ألصق إسم برثولماوس بفيلبس فلا يذكر نثنائيل لا بذكر برثولماوس. وبمقارنة (يو 2:21 مع أع 13:1) نجد أن يوحنا يضع إسم نثنائيل بعد توما ويضعه لوقا في سفر أعمال الرسل على أنه برثولماوس ويقال أيضا بأن فيليبس كان أحد تلاميذَ يوحنا المعمدان لفترة من الزمن.  كان فيلبس من النفوس التي تدرس وتفتش وتنتظر المسيح بأمانة ولهذا أعلن له الرب عن ذاته ودعاه وكل من قبل دعوة السيد المسيح  واستقبلها بفرح تحول إلى كارز. كان نثنائيل دارس العهد القديم أيضا { فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح قال له فيلبس تعال وانظر.}(يو 46:1). التلاميذ كغيرهم من اليهود كانوا يتصورون أن المسيح يخرج من مدينة عظيمة (يو52:7) أو بحسب النبوات يخرج من بيت لحم.  ولم يكونوا قد عرفوا وداعة وتواضع الرب، وكان اليهود حتى الجليليين يحتقرون سكان الناصرة ربما لأنها قرية صغيرة وربما لإختلاط أهلها بالوثنيين وتجارتهم معهم. فهل يخرج المسيح من مدينة صغيرة كالناصرة؟! وكان رد فيلبس العملي تعال وأنظر، ليختبر المسيح كما اختبره فيلبس وآمن به. { ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب} وعلينا أن نعرف الرب معرفة العشرة والاختبار.
+ النمو في الإيمان ... أن شخصيّة فيليبس كما نفهم  من إنجيل يوحنا هي شخصية حارّة عفوية واقعيّة وعمليّة وتؤكّد علي الخبرة الذاتيّة والحسّ أكثر مما تؤكد التصديق بالكلمة. من هنا قوله لنثنائيل لما أبدى اعتراضاً على أنه لا يمكن أن يكون من الناصرة شيء صالح، "تعال وانظر". ولقد صحح  الرّب يسوع مفهومه ونماه في الإيمان به بعد اعتراضه على قول السيّد الرب عن الآب { لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه }(يو 14 : 7). فتسأل فيلبس { يا سيد ارنا الاب و كفانا} (يو 14 : 8). فاجابه الرّب يسوع قائلاً: {أنا معكم زماناً هذه مدّته ولم تعرفني يا فيليبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ} (يوحنا 14). لقد كان ذهن فيليبس يطلب البراهين الملموسة، وكان توجه الرّب يسوع أن يحرّره منها ويرفعه إلى مستوى الروحيّات، مثله مثل توما الرسول. عندما تحدث السيد المسيح عن الآب اشتاق فيلبس أن يراه، لكنه لم يكن  قادرًا ذلك لأنه أراد رؤية اللاهوت حسيًا، يراه بالعين الجسدية كما يرى المسيح وسر عجز النفس عن رؤية الآب هو عدم رؤيتها ومعرفتها لحقيقة المسيح نفسه، الذى يراه البعض  حسب الجسد دون أن يدرك لاهوته ولا يدركوا  الوحدة الفريدة بين الآب والابن في ذات الجوهر.
+ السيد المسيح يعلن لاهوته لتلاميذه ...  طلب فيلبس من السيد المسيح أن يري الآب وربما كان فى ذاكرته  طلبة موسى النبي الذي اشتهى أن يرى مجد الله (خر ٣٣: ١٨). حقًا رؤية الله فيها الشبع والكفاية، وهي طلبة تفرح قلب الله، لكن الخطأ في طلبة فيلبس هو تجاهله لوحدانية الابن مع الآب، أما المسيح فوضع فيلبس و يضعنا في الطريق المستقيم، حاثًا إيانا أن نقتني معرفة الآب من خلال الأبن الوحيد الذي تنازل في ملء الزمان وحل بيننا ورأينا مجده. لذلك يقول المسيح عن الآب { الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي فى حضن الآب هو خبر } (يو1: 18). وكما جاء في العهد القديم {لا يرى إنسان وجهي ويعيش} (خر 33: 20).  أننا من خلال الابن نعرف الآب { من رآني فقد رأي الآب} لقد أراد المسيح له المجد  أن يعلن عن الوحدة في الجوهر بين الآب والأبن  فمن يعرف جوهر الابن  يعرف جوهر الآب أيضًا. لقد تمتع فيلبس بتعاليم ومعجزات السيد المسيح التي فعلها بسلطان، وراي مغفرته الخطايا وإعلانه عن الأسرار الخفية وإقامةٍ من الموت وخلقة لعيون من التراب وبعد هذا الزمان يسأل سؤال استنكاري لفيلبس لم تعرفني بعد كل هذا يا فيلبس ؟. إن رأيتني لا تكون محبًا للاستطلاع أكثر، لأنك تعرفه فيّ أيضًا { الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال} (يو 10:14) . وفي عتاب السيد المسيح  لفيلبس  يقول السيد لتلاميذه  "أنا معكم" فقد نزل إلينا وحلَّ بيننا، فمن جانبه جاء إلينا خلال مبادرة حبه. بقي لنا أن تستنير أعيننا الداخلية. هو نزل إلينا لكي بروحه نصعد إليه. كان السيد المسيح مع التلاميذ  ليس خلال رؤية سريعة إلى دقائق أو ساعات كما أعلن عن نفسه قديماً للأنبياء خلال الرؤى والإعلانات والأحلام، إنما جاء وحلَّ بينهم، وعاش في وسطهم  طويلا لهذا كان يليق بهم أن يروه كما ينبغي فيروا الآب، ويدركوه، ويتحدوا معه في المسيح يسوع. من رأى المسيح حقًا يرى الآب. وأكد الرب يسوع المسيح { أنا والآب واحد} (يو10: 30) . الابن في الآب وعند الآب، ليس كمن وُجد خارجًا عنه، بل في جوهر الآب وذلك كأشعة الشمس المشرقة، وحرارة النار المتضمنة في صلبها. ففي هذين المثالين نجد شيئًا متولدًا من آخر، لكنه دائم الوجود معه وغير منفصلا عنه {صدقوني إني في الآب، والآب فيّ، وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها} (يو 11:14)  هنا  يخاطب السيد المسيح كل التلاميذ والمؤمنين مقدما أعماله أيضًا شهادةً حقه لصدق كلماته، فأعماله  تشهد أنه الله الظاهر في الجسد والأبن الوحيد الذي يعمل أعمال أبيه ، ويتكلم كلمات أبيه، فهي أعمال الآب والابن معًا، وكلماتهما. وكما يقول القديس بولس عن الآب { كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه} (عب ١: ٢).
كرازة القديس فيلبس واستشهاده...
يخبرنا التسليم الكنسيّ، أن بعد الصعود والعنصرة، بشّر القديس فيلبس في آسيا الصغرى وأنّه توجّه إليها برفقة برثلماوس الرسول وأخته في الجسد، مريمني. ويبدو أنه حقق نجاحاً كبيراً هناك حتّى أنّه هدى للمسيح امرأة حاكم آسيا المدعوّ نيكانور. اظهر من الآيات والعجائب الباهرة ما أذهل عقولهم. وبعد أن ثبتهم على الإيمان خرج إلى ايرابوليس، ورد أهلها أيضًا إلى معرفة الله، إلا إن غير المؤمنين بتلك البلاد قد تشاوروا على قتله لانه ينادي بعبادة جديده عليهم فوثبوا عليه وقيدوه، أما هو فكان يبتسم في وجوههم قائلا لهم: لماذا تبعدون عنكم الحياة الأبدية، ولا تفكرون في خلاص أنفسكم. أما هم فلم يعبئوا بكلامه و تكالبوا عليه وعذبوه عذابا كثيرا ثم صلبوه منكسا. وأثناء الصلب حدثت زلزلة فارتعب الجميع وفروا. فجاء بعض المؤمنين وأرادوا إنزاله من على الصليب، إلا أنه كان قد أكمل سعيه  وأسلم روحه بيد السيد المسيح ونال إكليل المجد الأبدي سنة 80 م. ودفن هناك. وفي الجيل السادس المسيحي نقل جسده إلى رومية. وكان الله يظهر من جسد القديس فيلبس الآيات والعجائب العظيمة. بركة صلوات القديس فيلبس والآباء الرسل القديس تكون معنا وتعيننا لنكمل زمان غربتنا في الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير لنمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعينا، أمين. 

ليست هناك تعليقات: