مع الآباء الرسل القديسين (26) 12- القديس متياس الرسول -2

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

متياس وكرازته بين آكلي لحوم البشر...

يقال أن القديس متياس الرسول بشر فى اليهودية واستشهد فيها بعد أن ذهب إلى أفريقيا إلى مناطق متوحشه من أكلي لحوم البشر كما يذكر لنا سنكسار الكنيسة القبطية (جزء 2) تحت اليوم الثامن من شهر برمهات أن القديس متياس الرسول ذهب إلى قوم يأكلوا لحوم البشر ليكرز بالإنجيل وبشارة الملكوت وأرادوا أن يأكلوه فسجنوه ثلاثون يوما يطعمونه النباتات والبقول ولكن قبل ان تنتهي المدة أرسل الرب إليه القديس اندراوس وتلميذه فذهبا إلى السجن ونظرا حال المسجونين وما يتعرضوا له من ظلم  فأوعز الشيطان الي اهل المدينة ان يقبضوا عليهما ايضا ويقتلوهما وصلي الرسل فتفجرت عين ماء من تحت أعمدة السجن وفاضت حتى بلغت إلى الأعناق فلما ضاق أولي الأمر المدينة تابوا معترفين بخطاياهم وأمنوا بالسيد المسيح وعمدوهم فانصرفت المياه عنهم ورسموا لهم أسقفا وكهنة وأقاموا عندهم مدة. بعدها  ذهب القديس متياس الرسول إلى مدينة تسمى برطس غلاطية وأخذ ينادي ويبشر بالسيد المسيح فأغتاظ وإليها الوثني فأمر بالقبض عليه ثم ألقوه في السجن مربوطا ومقيدا بسلاسل حديد وأمر الوالي  بتشديد السجن والتعذيب عليه فاستنجد بالقديسة مريم العذراء التي صنعت معه معجزة كبيرة.  

معجزة القديسة مريم مع متياس الرسول...

عاشت القديسة مريم العذراء فى أورشليم في بيت يوحنا الحبيب حسب قول رب المجد يسوع المسيح لها علي الصليب كما كانت تواظب علي الصلوات مع الكنيسة فى أورشليم { وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاًقَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو 19:25-27). وكانت القديسة مريم كام روحية للرسل تساعدهم فى الخدمة وقد كان القديس متياس في سجن بمدينة برطس وقد قيدوه بالسلاسل ليقدم للموت فظهر السيد المسيح للعذراء وأعطاها السلام وقال لها السلام وأعلمها أن تخلص متياس الرسول ثم حملتها سحابة نورانية ومضت إلى المدينة لتخلص القديس متياس وآمن أهل المدينة علي يديها.  لما وصلت العذراء مريم للمدينة وجدت امرأة عجوز تبكي علي ابنها الذي كان به روح نجس يعذبه منذ فذهبت السيدة العذراء لمنزل المراة ولدي وصولها هرب الشيطان من الصبي بقوة العلي وقام يسبح الله ويقول مباركة هي أم الملك الحقيقي يسوع المسيح. ثم ذهبت إلى السجن الذي به القديس متياس الرسول مع تلك المرأة فوجدته مغلقا بمتاريس من حديد واقفال محكمة والسجناء بداخله يقاسون عذابات صعبة فقامت السيدة العذراء وبسطت يديها الطاهرتين لتصلي فتفتحت المتاريس الحديدية وأبواب السجن وفرح السجناء بفرح عظيم قائلين نؤمن بإله واحد هو اله القديس متياس الرسول الذي خلصنا من السجن. فغضب الوالي وامر بقتلهم جميعا فلما أرادوا الجنود تنفيذ أمره وعند استحضار آلات القتل وجدوا السيوف وكل معدن من حديد أو النحاس قد انصهر إلى سائل.

وتفحص الوالي الأمر وعلم أن ذلك بسبب مجئ القديسة مريم لمدينتهم فطلب الوالي من متياس الرسول شفاء ابنه " أولاس"  وذهب ليجد ابنه قد شفي وبحاله جيده وسأله من شفاك فأجابه أن امرأة نورانية بلباس أبيض كالثلج زارتني أمس وقالت لي يا اولاس بن مكرونيوس والي هذه المدينة اخرج من هذا المكان المظلم ففزع الشيطان وقال صارخا اتضرع اليك يا سيدتي العذراء مريم لا تهلكني وأنا أخرج منه فطردته فصرخ الوالي وصاح وقال فنؤمن جميعا بأنه لا يوجد اله آخر في السماء والأرض سوى يسوع المسيح ابن الله الحي الذي يؤمن به القديس متياس الرسول.

استشهاد القديس متياس...

أما القديس متياس الرسول فإنه ذهب إلى سوريا واخذ ينادي فيها باسم المسيح فغضب أهل احدى المدن عليه فأخذوه ووضعوه علي سرير حديد وأوقدوا النار تحته فلم تؤذيه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح فعمدهم ورسم لهم كهنة. وبعد ذلك ذهب إلى مدن اليهودية التي فهاج عليه اليهود والكهنة ورجموه بالحجارة واستشهد هناك ووضعوا جسده في المدينة ثم نقل إلى روما ويوجد جزء من رفاته في مدينة ترير بالمانيا، وتعيد الكنيسة القبطية في اليوم الثامن من شهر برمهات من كل عام.