للأب القمص
أفرايم الأنبا بيشوى
النشأة والتلمذة للسيد
المسيح ...
+ ولد القديس
يعقوب بن زبدى من أبوين غنيين من الجليل من " بيت صيدا " (يو 1: 44 ) ثم سكنا في
من مدينة " كفر ناحوم " . وكان " يعقوب " يعمل صياداً للسمك
" وكانت أسرته من أصحاب السفن وقد
كان من تلاميذ يوحنا المعمدان و سمع يوحنا وهو يشير إلى السيد المسيح بأنه حمل الله
الذى يحمل خطية العالم وتبعه ثم دعاه
السيد المسيح هو ويوحنا أخاه على بحيرة طبرية وهما يصطادا السمك، للوقت فتركا
أباهما زبدي في السفينة مع الأجرى وذهبا وراءه (مر 1: 20). وكان لوالده "
زبدى " منزل فى أورشليم، يبدو أنه أعطاه ليوحنا ميراثاً له ( يو 19: 27) . كما
كان لهذه الأسرة مكانة عند رئيس الكهنة ( قيافا ) فى أورشليم (يو 18: 15-16). وقد مات
"زبدى " بعد فترة قليلة من اتِّبَاع ابنيه ليسوع ، وبالتالى صار المجال
مُتَاحاً لزوجته " سالومة " أن تتبع يسوع مع ابنيها وهى قريبه للعذراء
مريم وذكرت أكثر من مره معها فى الإنجيل (مت 27: 56 ، مر 15: 40 ، 16: 11 ، يو 19:
25). وكانت من النساء اللاتى كُنَّ يخدمن
يسوع من أموالهن، وتَبِعَتْ يسوع فى رحلته الأخيرة إلى أورشليم ، وكانت عند الصليب
مع ابنها يوحنا، كما جاءت فجر الأحد لتطيب جسد يسوع بالأطياب (مر 15: 40 ، 16: 1).
أختاره السيد المسيح من التلاميذ الأثني
عشر بعد ليلة قضاها يسوع فى الصلاة على أحد الجبال فى كفر ناحوم { ثُمَّ صَعِدَ
إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. وَأَقَامَ
اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا، وَيَكُونَ
لَهُمْ سُلْطَانٌ عَلَى شِفَاءِ الأَمْرَاضِ وَإِخْرَاجِ الشَّيَاطِينِ. وَجَعَلَ
لِسِمْعَانَ اسْمَ بُطْرُسَ. وَيَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا
يَعْقُوبَ، وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَانَرْجِسَ أَيِ ابْنَيِ الرَّعْدِ.
وَأَنْدَرَاوُسَ، وَفِيلُبُّسَ، وَبَرْثُولَمَاوُسَ، وَمَتَّى وَتُومَا،
وَيَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى، وَتَدَّاوُسَ، وَسِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ، وَيَهُوذَا
الإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.} ( مر13:3-19). حضر الإخوان يعقوب ويوحنا مع
السيد المسيح عرس قانا الجليل و معجزة
تحويل الماء الى خمر وشهدا سلطان الرب على الماء. لأن السيد المسيح بدون أن ينطق
بصلاة ، أو يضع يديه على أجران المياه ، حَوَّل الماء إلى خمر{ وَكَانَتْ سِتَّةُ
أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ
كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «?مْلَأُوا
الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «?سْتَقُوا
الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا.} ( يو 6:2-8). وكان
تعليق يوحنا بن زبدى أخيه فى إنجيله {هذه
بداية الآيات ، فعلها يسوع في قانا الجليل ، وأظهر مجده ، فآمن به تلاميذه } (يو
11:2).
+ وقد ذكر
القديس متى فى بشارته أن أم يعقوب هي التي
طلبت من السيد الرب يسوع المسيح له المجد أنه يجلس معه أحد أبنائها واحد عن يمينه
وأخر عن يساره في مملكته وكانا غير فاهمين بعد أن مملكة المسيح ليس في هذا العالم
{ حينئذ تقدمت اليه ام ابني زبدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئا. فقال لها ماذا
تريدين قالت له قل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك.
فأجاب يسوع وقال لستما تعلمان ما تطلبان اتستطيعان ان تشربا الكأس التي سوف اشربها
انا وان تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا قالا له نستطيع. فقال لهما اما كاسي
فتشربانها وبالصبغة التي اصطبغ بها انا تصطبغان واما الجلوس عن يميني وعن يساري
فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم من ابي.} ( مت 20:20-23). وكان يعقوب بن زبدى
طرفاً فى الحوار الذى حدث بين الرسل عن من يكون الاعظم ؟ وقد صحح الرب مفهومهم فى أهمية التمييز بين ملكوت المسيح
الحقيقى الذى ليس على مثال في ممالك العالم { فدعاهم يسوع وقال : أنتم تعلمون أن
رؤساء الأمم يسودونهم ، والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم . بل مَنْ
أراد أن يكون فيكم عظيماً ، فليكن لكم خادماً. ومَنْ أراد أن يكون فيكم أولاً ،
فليكن لكم عبداً. كما أن ابن الإنسان لم يأتِ لِيُخْدَم بل لِيَخْدِم ، وليبذل
نفسه فدية عن كثيرين }( مت 20: 25-28) . وبعد موت السيد المسيح وقيامته آمنوا
برسالته السماوية و تفانوا فى التبشير والكرازة وأحتملو الآلام والاضطهاد وكان
القديس يعقوب ابن زبدى أول من استشهد من التلاميذ { وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك
يديه ليسيء إلى أناس من الكنيسة. فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف.} (أع 1:12-2). وكان
ذلك على الأرجح في عام 44م.
من الغيرة النارية إلى المحبة الباذلة ....
+ لقب السيد المسيح يعقوب ويوحنا بابني الرعد
بسبب حماسهم وغيرتهم فهما اللذان عندما لم تقبل قرية في السامرة السيد المسيح
قالا للمخلص أن يأمر بأن تنزل نار من السماء لتفنيهم { فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب
و يوحنا قالا يا رب أتريد ان نقول ان تنزل نار من السماء وتفنيهم كما فعل ايليا
ايضا} (لو 9 : 54). لكن الرب صحح لهما هدف رسالته { فالتفت
وانتهرهما، وقال: لستما تعلمان من أيِّ روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُهلك
أنفس الناس بل ليُخلِّص، فمضوا إلي قرية أخرى} ( لو 55:9-56) رفض الرب هلاك هؤلاء السامريين موبِّخًا يعقوب
ويوحنا ، فإنه ما جاء ليَدين بل ليُخلِّص. طويل اناة الله تنتظر توبة الجميع،
وبالفعل قَبلت السامرَّة الإيمان فيما بعد (أع 8: 5-25). وفهم التلاميذ أن السيِّد المسيح أتي ليصطاد النفوس للإيمان ليس قهرًا، إنما بالحب
وطول الأناة، لأن من يقبل الإيمان عن خوف سرعان ما يتركه، أما من يقبله خلال الحب
فيثبت فيه. كما أن القديس يعقوب احد
شهود معجزة اقامة ابنة يايرس حينما جاء يايرس من دار رئيس المجمع إلى السيد المسيح
وهو يسأله أن يقيم ابنته التى ماتت فيسجل الوحى المقدس هذا التصرُّف عن السيد
المسيح { لم يَدَعْ أحداً يتبعه إلا بطرس
، ويعقوب ويوحنا أخا يعقوب }( مر 5: 37 ، لو 8: 51 ) وذلك لأن إيمانهم فى قدرة
يسوع على إقامة هذه الفتاة من الموت لم يتزعزع .
+ شهود التجلي المجيد...
في التجلى نجد أن السيد المسيح اصطحب معه على الجبل بطرس ويعقوب ويوحنا فقط
كشهود لمجد ألوهيته وظهور موسى وإيليا معه { وفيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة
، ولباسه مُبْيَضاً لامعاً . وإذا رجلان يتكلمان معه ، وهما موسى وإيليا } ( لو 9:
29-30 ). وكان التجلي إثبات ألوهية يسوع
المسيح. التجلي هو إعلان لمجد المسيح ولاهوته بخروجه عن مستوى الأرض والزمن. فيه
أعطى السيد لتلاميذه أن يتذوقوا الحياة الأخروية، معلناً أمجاده الإلهية بالقدر
الذى يستطيع التلاميذ أن يحتملوا وهم بعد في الجسد. لقد حدث السيد المسيح تلاميذه عن آلامه وموته، فكان لابد
له أن يظهر لهم ما سيكون عليه مجده عند ظهوره، وإذ رأوه كان هذا قوة لهم وسنداً
على احتمال الآلام والاضطهادات التي يواجهونها دون أن يعثروا فيه. والله دائماً
يعزى كل متألم ليحتمل ألمه. صعدوا أولاً على جبل لكي يتجلى أمامهم. فلكى نعاين نحن
مجد الرب يجب أن ندرب أنفسنا أن نحيا فى السماويات، وتكون لنا خلوة هادئة باستمرار
نتأمل فيها فى الكتاب المقدس، ونرتفع فوق شهوات العالم ورغبات الذات. وقد شهد
التلاميذ ظهور كل من موسى النبي ، الذي كان قد مات قبل ذلك الوقت ب 1400 سنة ، وهو
يمثل شهادة الناموس الذى تنبأ بأن المسيا
الإله سيتألم ويموت ، كما أرسل الآب إيليا النبي ، الذي نُقِلَ إلى السماء قبل ذلك
الوقت ب 900 سنة ، وهو يمثل شهادة الأنبياء وكان موضوع هذا الكلام أن { تكلما عن
خروجه الذي كان عتيداً أن يُكَمِله في
أورشليم } ( لو 9: 31 ). وكان يعقوب أحد الذين تناولوا من العشاء الربانى ( مت 26:
26-29 ، مر 14: 22-25 ، لو 22: 19-20 ، 1كو 11: 23-25) وكان أحد الذين أنبأهم يسوع
بما سيُصيبه من الإضطهاد ، ووعده بإرسال الروح القدس (يو 16: 1-23 ).واصطحبه
السيد المسيح مع بطرس ويوحنا ، وذهبوا إلى
بستان جثسيمانى " حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يُقَال لها جثسيمانى وهناك
صارحهم بأحزانه العميقة . ثم حضر أحداث الصلب والقيامة وكان يعقوب بن زبدى من ضمن
السبعة التلاميذ الذين ظهر لهم الرب عند بحيرة طبرية، وعاين معجزة صيد سمك جديدة
يو 21: 1-2 . وقد مكث " يعقوب بن
زبدى " مع بقية التلاميذ في أورشليم بعد أربعين القيامة أع 4-8 ، وشاهدَ صعود
يسوع إلى السماء، ثم ذهبوا إلى العلية التي كانوا يُقيمون فيها، مواظبين
على الصلاة لكي يتمم الرب وعده بانسكاب الروح القدس ع12-14 ، وهو ما تم بالفعل بعد
صعود الرب بعشرة أيام . وتكلم يعقوب بن زبدى بألسنة ، بعظائم الله أع 2: 1-4 ، 11
.
الكرازة
والاستشهاد وأسبابه..
+ بعد أن حل
الروح القدس علي التلاميذ في علية صهيون وجال بعدها يعقوب الرسول يبشر في
اليهودية و السامرية ثم سافر الى اسبانيا ويبشر أهلها بالإنجيل فآمنوا بالسيد
المسيح حتى عاد إلى أورشليم لكي يقدم الصدقات إلى الفقراء والمساكين والضعفاء فوشوا
به لدى هيرودس. الذي استدعاه وقال له انت الذي تدعوا ان لا يعطوا الجزية لقيصر بل
يصرفوها علي الفقراء والكنائس ثم قبض عليه وأمر بقطع رأسه بالسيف ، إرضاءً لليهود
، الذين بدأوا يتذمرون من انتشار أعداد شيعة الناصريين فى كل أرض فلسطين بصورة
بدأت تهدد الكيان اليهودى هناك { وفى ذلك الوقت مدَّ هيرودس الملك يديه لِيُسِئ
إلى أناس من الكنيسة . فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف . وإذ رأى أن ذلك يُرْضى
اليهود ، عاد فقبض على بطرس أيضاً ... }( أع 12: 1-3) . لكن أستشهاد يعقوب بن زبدى يجعلنا نتساءل لماذا قام الملك
هيرودس أغريباس باستهداف أحد الإثنى عشر رسولاً بالقتل ؟ إن الإجابة يمكن إيجازها
في أسباب عدة منها:
1- انتشار أعداد ونشاط التلاميذ والرسل بقيادة
الإثنى عشر، طوال عمل استمر داخل أرض فلسطين { وأمَّا الكنائس فى جميع اليهودية ،
والجليل ، والسامرة ، فكان لها سلام ، وكانت تُبْنَى ... وبتعزية الروح القدس كانت
تتكاثر }( أع 9: 31 ). وفى لُدَّة وسارون ع32 ، و يافا ع36 ، وقيصرية أع 10 ، حتى
صار أورشليم مركزاً قيادياً. وأيضاً
انتشرت أعداد المؤمنين خارج فلسطين فى فينيقية ، وقبرس ، وأنطاكية بيسيدية أع 11:
19-26 ، وصار لهم مركزاً فى أنطاكية ، الأمر الذى بدا أنه يهدد مصداقية الكيان
اليهودى نفسه داخل فلسطين وخارجها ؛ لأن ما كان يكرز به الرسل يتناقض وعلى خط
مستقيم مع ما كان يَدَّعيه القادة الدينيين فى إسرائيل .
2- مجئ قِيَادِيَيْن بارزين من المؤمنين هما بولس وبرنابا
، فى تلك السنة ، من الخارج ، يحملان المزيد من التمويل الأجنبى والمعونات
الغذائية للذين أمنوا فى أورشليم واليهودية " فَحَتَمَ التلاميذ فى أنطاكية بيسيدية خصوصاً حسبما تيسَّر لكل
منهم أن يُرْسِل كل واحد شيئاً ، خدمةً ، إلى الإخوة الساكنين فى اليهودية . ففعلوا
ذلك ، مُرْسِلين إلى الرسل بيد برنابا وشاول " أع 11: 29-30 ، " وأمَّا
كلمة الله فكانت تنمو وتزيد. ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعد ما كَمَّلا خدمة توصيل الأموال والمعونات الغذائية من الإخوة
المسيحيين فى أنطاكية مما أعطى شعوراً بتهديد تلك الشيعة الجديدة للكيان اليهودى .
3- شعور القادة
الدينيين فى البلاد بأن سلطانهم الدينى بدأ فى الانهيار، مما دعاهم لتوجيه اتهاماً
خفياً للقيادة السياسية فى البلاد بِغَضّ النظر والتقصير فى مواجهة المسيحيين، فكان
على الملك هيرودس أغريباس اتخاذ إجراء سريع وحاسم لإرضاء اليهود، الذين من الممكن
جداً أن يقدموا ضده شكوى لدى القيصر فى روما ، فيُزيحه من الحُكْم .
4- مبادرة السلطة الدينية فى البلاد باستعدادها
لتقديم الغطاء الشرعي للملك فى قتل قيادات المؤمنين بالمسيح، وهو ما يتضح من عبارة
{ أن ذلك يُرْضِى اليهود }( أع 12: 3 ) والتى تعنى أن اتفاقاً مُسْبَقاً كان قد تم
بين السلطة السياسية والدينية في البلاد . كما أن كلمة " اليهود " هنا
لا يمكن أن تعني إلا القادة ورؤساء الأحزاب الدينية . لذلك من المُرَجَّح أنهم
عملوا على تقديم عريضة اتهام تبرر لهيرودس إلقاء القبض على قادة الكنيسة فى
أورشليم . ولهذا يكون الاتهام الذى
وُجِّهَ ليعقوب بن زبدى هو الآتى : جَلْب مواد غذائية ، وتمويل أجنبى ، من جهات
غير معلومة فى الخارج ، والإنضمام إلى جماعة دينية غير مُعْتَرَف بها داخل البلاد
، لتنفيذ سياسات وأجندات خارجية ، بهدف جذب المزيد من الأتباع فى الداخل لشيعة
الناصريين ، مُسْتَغِلين مرور البلاد بمجاعة شديدة ، اجتاحت العالم فى ذلك الوقت .
أما لماذا وقع اختيار الملك هيرودس أغريباس ليقتل " يعقوب بن زبدى ؟. ذلك لأن
التقارير الأمنية التى كانت تصل إلى هيرودس بشأن نشاط الحركة الجديدة كانت ترى أن
يعقوب بن زبدى هو العنصر القيادي المؤثر والأنشط ، متفوقاً حتى على قيادى آخر
يمتاز بالخطابة والوعظ يُدْعَى بطرس. وكانت قدرات يعقوب بن زبدى تنظيمية تتعلق
بضمان ولاء الأتباع للحركة يسوع المسيح عن طريق التلمذة، وتوفير الدعم المالى
والمادى اللازم .لذلك لمَّا أراد هيرودس أغريباس، والسلطة الدينية فى أورشليم ، أن
يُوَجّها ضربة مُوجِعَة لإجهاض نشاط شيعة الناصريين، اختارا من بين الاثنى عشر
القائد صاحب القدرات التنظيمية والتدبيرية. كما يُلاحَظ أن هيرودس، بعد قتله ليعقوب،
أراد أن يجنى المزيد من تأييد اليهود له فاختار أن يقتل بطرس ، فكان بطرس تالياً
فى الأهمية ليعقوب { واذ رأى ان ذلك يرضي اليهود عاد فقبض على بطرس ايضا وكانت
ايام الفطير} (اع 12 : 3) وقد روى أكليمندس الإسكندري من رجال الجيل
الثاني قائلا ان الجندي الذي قبض علي القديس لما رأى شجاعته علم أنه لا بد من حياة
أخرى أفضل. فطلب الصفح من القديس فقال له حييت يا ولدي ثم اعترف الجندي بالمسيحية
فنال إكليل الشهادة (أع 12: 1، 2) مع الرسول سنة 44 م ويقال أن جسده نقل إلى
أسبانيا حيث يعتبر يعقوب الكبير رسول لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق