للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
التحذير من البدع....
يقدم القديس
بطرس الرسول لنا العديد من الوصايا الرعوية للرعاة والرعية، والرجال والنساء من
أجل خلاصنا وسلامنا ونمونا في الإيمان كما يحذرنا القديس بطرس الرسول من البدع {
لكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون في كل جيل ايضا معلمون فيكم ايضاً يدسون بدع هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم
يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم الذين بسببهم يجدف على
طريق الحق} ( 2بط 1:2-2). التحذير من الانسياق وراء المبتدعين فى الإيمان وخطورتهم
إذ لا يهلكوا وحدهم، بل يحدرون معهم آخرين
للهلاك. لقد أساء هؤلاء المبتدعون في زمن القديس بطرس الرسول فهم أقوال بولس الرسول ونادوا بالحرية كانحلال خلقى
معتمدين على أن المسيح بدمه يغفر أى خطية،
وطالما أن هناك حرية فلنفعل ما نشاء. مع أن بولس أجاب على هذه النقاط فقال {فماذا
نقول. أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة. حاشا. نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش
بعد فيها} (رو2،1:6)، {فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة. غير أنه لا تصيروا
الحرية فرصة للجسد. }(غل 13:5). لكن إبليس لا يكف عن الخداع بأن يعمل فى الأنبياء والمعلمين الكذبة. ولهذا
حذر القديس بولس الرسول أساقفة أفسس (اع30:20).
وهدف إبليس تشويه الحق ببدع الهلاك فالبعض ينكر الرب ويطعنون فى ألوهيته أو يشككون
فى سلطته فيرفضون وصاياه. ويتبع البعض إنحرافهم وسقوطهم وراء شهواتهم. و بسببهم
يجدف على طريق الحق فحتى في أيام الرسل ظهرت بدع
النيقولاويين كدعوة لحياة الخطية والنجاسة. وبسبب تعاليم هؤلاء الفاسدة
جدف غير المؤمنين على المسيحية لأنهم ظنوا أن تعاليم هؤلاء الهراطقة هى تعاليم
المسيحية. المبتدعين هؤلاء ينكرون الرب الذي اشتراهم من عبودية إبليس وعبودية الخطية،
وبارتدادهم للخطية هم ينكرون السيد الذي حررهم، وكأنه لم يبذل دمه لأجلهم ولأجل
تحريرهم. وهناك بعض البدع تتاجر بالدين من أجل الطمع في الربح القبيح وتحريف أقوال
الله ليقنعوا المؤمنين غير المتعمقين بأقوالهم وآرائهم النجسة. لهذا علينا أن نبني
أنفسنا على إيماننا الاقدس ملاحظين أنفسنا والتعليم المسلم لنا من الرسل
القديسين وتعيشه الكنيسة وأبائها وشعبها وتجاهد من أجل الحفاظ عليه وسط حروب إبليس وظروف
العالم المضطربة { يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة، ويحفظ الآثمة إلى يوم
الدين معاقبين} ( 2بط 9:2). في وسط التجارب
والضيقات ينقذ الله الأتقياء من التجربة
ويجعلهم شهود أمناء له كما كان نوح في جيله رجلا بارا كارز للبرّ ولم يسمعوا له، فجلب عليهم الطوفان
بسبب فجورهم، وأنقذ لوطًا البار في سدوم وعمورة إذ كان البار بالنظر والسمع وهو
ساكن بينهم، يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بأفعالهم الأثيمة وكمثل الزارع الذي
يترك الزوان ينمو مع الحنطة إلى يوم الحصاد فالزارع يجمع الحنطة الى مخازنه أما
الزوان فيحرق بالنار. فالله يصبر على الكل معطيا فرصة للجميع بلطفه للتوبة والجهاد
لنكون شهود أمناء على نعمة الله احساناته
وننال نصيباً وأجراً صالحاً مع جميع القديسين.
تعزية وسط الألم ....
لقد ثار الاضطهاد ضد المسيحيين منذ بداية عصر الرسل فاستشهد
إسطفانوس ثم يعقوب ثم أرادوا قتل القديس بطرس واشتد الإضطهاد أيام نيرون الذى أشعل
النار فى روما فى 19/7/64 م. وإتهم المسيحيين بإشعالها، واضطهد المسيحيين بعنف وقسوة، وفى أيام نيرون تلك إستشهد القديسين
بولس وبطرس. فقد اعتبر أن اعتناق المسيحية جريمة. لذلك يكتب الرسول بطرس لتشجيع
المؤمنين على احتمال الألم والإضطهاد، لذلك تعتبر هذه الرسالة من رسائل التعزية،
ويربط في رسائله بين الألم والمجد داعيا إيانا أن نتمسك بالرجاء ويحدثنا عن الحياة
المقدسة حتى إذا إفترى علينا لا يكون لهذه الشكايات أساس من الصحة. والحياة
المقدسة تظهر فى العلاقات داخل العائلة ومع المجتمع. ويتحدث الرسول بطرس عن رسائل
بولس الرسول، ومن هذا نفهم أن القديس بطرس كتب بعد رسائل بولس الرسول وكان على دراية
بمحتوياتها ومدحها . ورسالة القديس بطرس الثانية فهى كتبت فى أواخر حياته إذ يقول فيها {عالما أن خلع مسكني قريب}
(2بط14:1). لذلك يرجح أنها كتبت قبل سنة 68، وهى سنة إستشهاد القديس بطرس الرسول. إذ
أعلن الرب له عن قرب إنتقاله وبعث إلى أولاده وصيته الوداعية ليحدثهم عن أثمن
اشتياقات قلبه أى عن ملكوت السموات و مجيء الرب الثاني. أن إنتظار الملكوت السماوى
يدفع المؤمن إلى الصبر في تقوى وقداسة { فإذ قد تألم المسيح لاجلنا بالجسد تسلحوا
انتم ايضا بهذه النية فإن من تالم في الجسد كف عن الخطية.} (1بط 1:4). فإن كان
المسيح قد تألم فلماذا لا أحتمل أى ألم يسمح به الله لي، خصوصا لو وضعت فى قلبى أن
ما يسمح به من ألم هو للمنفعة. فمن وضع فى قلبه أنه مستعد للموت عن العالم من أجل
المسيح، يكون له هذا كسلاح ضد إبليس. فابليس يأتي ليشتكي فى اذاننا بأن الله لا يحبنا إذ قد تخلى عنا
بسبب هذه التجربة أو ذاك المرض، فإذا وجدنا مستعدين لا أن نقبل المرض فقط بل وحتى
أن نموت من أجل المسيح يهرب منا. ويضيف الرسول فإن من تألم فى الجسد كف عن الخطية،
فمن يضع فى قلبه أنه مات مع المسيح وصلب أهوائه وشهواته، ويطلب معونة من الروح
القدس لا سلطان لشهوات الجسد عليه وتستنير وتتقدس طبيعته بعمل وقوة نعمة الله العاملة فيه حتى يكمل جهاده ويرث
الميراث السمائى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق