نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

مع الآباء الرسل القديسين (15) 7- القديس توما الرسول-1



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ شخصية توما وتلمذته للسيد المسيح ...
+ يرد اسم القديس توما الرسول في الأناجيل الثلاثة الأولى مرتبطًا باسم متى مع ملاحظة أن متى في إنجيله يقدم اسم توما على اسمه هو، وإن كان في مرقس ولوقا يرد اسمه لاحقا لمتى. واسمه هو تفسيره "العجيب" ويقال له التوأم { وتوما الذي يقال له التوأم} (يو 21: 2). وكان توما الوحيد بين الاثني عشر الذي يطلق عليه التوأم. وقد اختلفت التفاسير حول المقصود بكلمة "التوأم" والرأي الغالب أن أمه حملت به في بطنها مع آخر، ظن البعض بدون دليل أن متى الإنجيلي هو أخوه  لمجرد أنه كان يأتي في ترتيب الأسماء سابقًا أو لاحقا لمتى البشير، وهناك تقليد قديم أن الآخر كان اختاً اسمها لوسيه، على أن هناك تفسيرًا عجيبًا يتجه إلى أنه أطلق عليه اللقب لأنه كان التوأم لنفسه أي يبدوا كمن لديه الازدواج في الطباع، فهو مرة مؤمن غاية الإيمان، وأخرى يكاد يشك كمن لا إيمان له، وهي صورة للصراع النفسي الذي صوره الرسول بولس في الأصحاح السابع من رسالة رومية. ولكن بعد أن عمل الروح القدس فيه، قوى إيمانه ليكرز بالإيمان المسيحي ويستشهد من أجله. وهو من سبط يهوذا من أورشليم ولد في الجليل ويظن البعض أنه كان صيادًا، وشخصيته  تظهر لنا في إنجيل يوحنا في أكثر من موضع وقد إختاره الرب يسوع من بين التلاميذ الإثنى عشر تلميذا له بعد أن قضي الليل كله في الصلاة ثم أرسله للخدمة فى حياته { ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ.} (مت10: 1-3). لقد أختار الرب عدد أثنى عشر تلميذ التلاميذ كعدد أسباط الشعب فى العهد القديم ، فكأن المسيح يُعِّدْ شعباً جديداً برئاسة جديدة، ففى المسيح يصير كل شىء جديداً. رقم 12 يشير لمملكة الله على الأرض.
+ إختار الرب يسوع المسيح الإثنى عشر من مختلف فئات وطباع البشر ليتتلمذوا على يديه، يعيشوا معه ويسمعونه ويرافقونه ليعرفوا فكره، وينقلونه لمن  بعدهم وهذا ما نسميه الفكر الرسولي أو التقليد الكنسى الذى هو إستلام التعليم بطريقة عملية وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه من وسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيد إمكانياته ليعملوا لا باسمهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. والقديس توما من خلال مواقفه وأقواله نستطيع أن نتعرف على شخصيته، فهو الإنسان الوفي والمخلص، ثم المادي والشكاك الذي يريد أن يختبر كل شئ بحواسه والإنسان الذي أحب سيده حتى الموت، كان على استعداد كامل أن يموت معه ومن أجله، ويبدو هذا عندما كان السيد يواجه الخطر، وقرر الذهاب إلى بيت عنيا عندما سمع عن مرض لعازر، وكانت عداوة اليهود قد استحكمت ضد المسيح، وحاول التلاميذ وهم في العبر أن يمنعوا المسيح من الذهاب إلى بيت عنيا، حتى لا يواجه الخطر الذي يواجهه، وإذ أصر السيد على الذهاب مع سيده فوضع قراره الثابت المؤكد:  { فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ علاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ لِتُؤْمِنُوا. وَلَكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ». فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ».} ( يو 14:11-16). ومهما يكن من تصور أو إحساسه بالخطر، إلا أنه أعطى صورة الرجل العميق الوفاء والحب لسيده، والذي على أستعداد للموت أو الاستشهاد من أجله، فلا يبالي بالموت، مفضلاً أن يذهبوا جميعا ويتعرضوا مع يسوع المسيح للموت الذي ينتظره، مفضلاً أن يكون في رفقة المسيح وإن كانت تكلفة ذلك هو "الموت"، عن أن يحيا بعيداً عن المسيح ولكن السيد المسيح  ذهب إلى بيت عنيا وأقام لعازر بعد أن أنتن ليٌعلم تلاميذه ويعلمنا أنه القيامة وواهب الحياة.
+ المسيح هو الطريق والحق والحياة..
في الحديث الوداعي للرب يسوع المسيح مع تلاميذه بعد تأسيس سر الأفخارستيا وقد أوشك أن يبذل ذاته للموت عن حياة العالم نراه يطمئن المؤمنين أن في السماء لديه منازل كثيرة تتسع للكل، لقد أراد أن يهب  التلاميذ تعزية وراحة بعدما اضطربت نفوسهم وحزنت بحديثه أن أحدهم يسلمه والآخر ينكره. فعالج اضطراب إيمانهم { لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ. أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً. وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً. وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ». قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.} ( يو 6:1:14). لقد عاش توما يتأمل فى كلمات السيد الأخيرة الموجهة له بانه الطريق والحق والحياة، فربنا بذاته هو طريقنا الى السماء بتعاليمه ومثاله وبفدائه وتمهيد الطريق لنا للسماء بصعوده كسابق لأجلنا. هو الطريق الذي إذ ندخله ندخل إلى الآب دون أن نخرج من الابن، لأن الابن في الآب، و باتحادنا بالابن ننعم بالاتحاد مع الآب. إذ يقدم نفسه الطريق والحق والحياة لا يفصل بينهم هو الطريق، نؤمن به و نثبت فيه وهو فينا لينطلق بنا إلى حضن الآب، وهو الحق بروحه ينير أعماقنا ونكتشف الأسرار الإلهية الفائقة المعرفة، وهو الحياة إذ نقبل حياته كحياة ممنوحة لنا. بهذا نتمتع بالدخول إلى الآب والتعرف عليه والتمتع به. ولقد أطلق اسم " أتباع الطريق" على المسيحيين قديما لاتباعهم السيد المسيح { ولكنني اقر لك بهذا انني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة هكذا اعبد اله ابائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والانبياء}(اع 24 : 14). وقد مهد لنا السيد المسيح الطريق الي السماء بدمه الطاهر واصبح لنا ثقة بالدخول الى الاقداس.  لقد صحح السيد المسيح مفهوم توما، فأعلن له أنه هو الطريق الوحيد الذي يقودهم إلى الآب وإلى السماء والحياة الأبدية. هو الطريق الذي به نشعر بأبوة الله لنا. المسيح يسوع ربنا هو الطريق، نؤمن به و نثبت فيه وهو فينا لينطلق بنا إلى حضن الآب.
+ والمسيح هو الحق الثابت الذي لا يتغير، أن كان الإنسان بسبب الخطية فقد معرفة الله أما المسيح فهو الوحيد الذي يعرف الآب وهو واحد معه في الجوهر فهو لا يُعَلِّمْ الحق عن الله، بل هو الحق الكامل المطلق الذى ليس فيه  بطلان ولاشك بل هو يبدد كل ما هو باطل وما هو خطأ. فالمسيح هو الذي أعلن الحق، أعلن الله و عرف العالم به في شخصه فهو الإبن الكلمة وهو الذي شهد للحق (يو 37:18) وبه نعرف الحق { وتعرفون الحق والحق يحرركم} (يو 8 : 32). فإن كان الناموس بموسى قديما قد أعطي لكن النعمة والحق صارا لنا بالمسيح يسوع { لأن الناموس بموسى اعطي اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا} (يو1 : 17). فالذي يعرف المسيح يعرف الله الآب. والمسيح هو الحق الذي ينبغي أن نؤمن به ونشهد له حتى الموت. وقد أظهر الحق بأقواله وأعماله. المسيح هو الأزلي والدائم للأبد والذي يعطي فرحاً حقيقياً وثباتا وحياة للمؤمنين به. وهو القادر ان ينير أعماقنا فنكتشف الأسرار الإلهية الفائقة المعرفة.

+ المسيح هو رئيس الحياة وملك الدهور وفيه الحياة الحقيقية وقد جاء متجسداً ليمنحنا الحياة الأفضل علي الأرض و يهبنا الحياة الأبدية في السماء. لقد مات المسيح على الصليب ليفدينا ويعطينا حياته ووهب لنا الحياة بموته وقيامته ويقودنا بروحه القدوس. لقد جلبنا على أنفسنا حكم الموت لكن المسيح الحي والمحيي أتى ليعطينا حياة فلا يموت من يؤمن به بل ينتقل الى الحياة الابدية فالمسيح هو حياتنا { لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح }(في 1 : 21).

ليست هناك تعليقات: