نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 3 يوليو 2020

مع الأباء الرسل القديسين (4) القديس بطرس، رابح النفوس (3)


للأب القمص أفرايم  الأنبا بيشوى
من صيد السمك الى ربح النفوس ..
+ بطرس الرسول أو سمعان ابن يونا، ولد في قرية بيت صيدا الواقعة علي بحيرة طبرية قبل ميلاد المخلص بحوالي عشرة سنين. وكان يشتغل بصيد الأسماك لاسيما فى بحيرة طبريه شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته وكان مع أندراوس أخيه  تلاميذ  ليوحنا المعمدان بعض الوقت وكان لقاؤه الأول  السيد المسيح عن طريق اندراوس أخوه { وفي الغد ايضا كان يوحنا واقفا هو واثنان من تلاميذه. فنظر الى يسوع ماشيا فقال هوذا حمل الله. فسمعه التلميذان يتكلم فتبعا يسوع. فالتفت يسوع  ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم اين تمكث. فقال لهما تعاليا وانظرا فاتيا ونظرا اين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم وكان نحو الساعة العاشرة. كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع فنظر اليه يسوع وقال انت سمعان بن يونا انت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس}( يو 35:1-42). أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله { فقال يسوع لسمعان لا تخف من الان تكون تصطاد الناس }(لو  5 :  10) وعندما وصلا بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو واخوة وابنا زبدي (لو 5: 1-11).
+ لقد أصطاد السيد المسيح القديس بطرس وأندراوس ببصيرته الإلهية  لما راه فيهما من محبة لله وأستعداد للعمل وقد أذكي فيهما يوحنا المعمدان لهيب المناداة بالتوبة  وسمعا مناداته بالمسيح حمل الله { وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم} (يو  1 :  29) وأشعلها فى قلبيهما الرب يسوع المسيح  وأطاعا دعوته متعلمين من صيد السمك الأتكال علي الله والصبر والتكيف مع الظروف المختلفة ، وتتلمذا علي الرب يسوع وطاعته والثقة في حسن رعايته { وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «أبْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ». وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراًجِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلَأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ. فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «أخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ». إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ. وَكَذَلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ!». وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ.} ( لو 4:5-11).                        + عندما يأمرنا الملك الإلهي، فما علينا إلاّ أن نطيعه ونتبعه وهو كفيل بكل أحتياجاتنا وضامن لحاضرنا ومستقبلنا.  أننا نصلي الي الله أن يجعلنا صيّادى للناس وربحهم، ليس بذكائنا أوحيلنا أو مالنا، بل بعمل نعمته ومحبته ولطفه في قوّة الرُّوْح القُدُس. والشبكة التس تربح وتصطاد هي كلمة اللّه  الحية والفعالة والتي ترافقها صلواتنا وخدمة محبتنا حسب إرشاد الروح القدس وحكمته وفي اتّباعنا إيَّاه والتصاقنا به يُعلِّمنا الحكمة ويهبنا النعمة ويقودنا فى موكب نصرته ويقول لنا { أنتم نور العالم. فليضئ نوركم هكذا قدّام الناس لكي يروا أَعْمَالكم الحسنة ويمجّدوا أباكم الّذي في السَّمَاوَات} (متى5: 14- 16). وكما عمل الله مع القديس بطرس  الرسول والتلاميذ القديسين  حتى آمن بعظة واحدة بالمسيح ثلاثة الاف نفس واعتمدوا باسم المسيح فان الله يدعونا للعمل معه والثقة به  والسعي لخلاص كل أحد وعلينا أن نستجيب لدعوة روحه القدوس ونشترك مع الله فى كل عمل صالح.
+ لقد شرفة الرب بدرجة الرسولية وكان من المقربين للرب فهو واحد من الثلاثة الذين عاينوا اقامة ابنة يايروس بعد موتها، وشاهد تجلى السيد المسيح على  جبل طابور وصلاته في جثيماني، واحد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الاخير، واحد الاربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب اورشليم وهيكلها. كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعا ومندفعا. فهو الاول الذي اعترف بلاهوت السيد المسيح  والاول الذي بشر بالمسيح بعد حلول الروح القدس . لكنه كان مندفعا ومترددا ومتبدل المواقف قبل ان يعمل الروح القدس فيه ويغيره . حاول ان يمنع المسيح ان يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح انه سينكره ثلاثة قبل ان يصيح الديك مرتين، اجاب في تحد  { فقال باكثر تشديد ولو اضطررت ان اموت معك لا انكرك وهكذا قال ايضا الجميع } (مر  14 :  31). وفي لحظة القبض علي المسيح استل سيفة ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم. دخل القديس بطرس فى تجربة مره وصعبه عرف بها ضعفه. فقد انكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن واقسم وأنكر أمام الجوارى انه لا يعرف السيد المسيح . لكنه عاد الى رشده وندم وندماً شديداً وبكي بكاء مراً وقصد قبر معلمه باكراً جدا فجر القيامة.
+ بطرس الرسول وحياة التلمذة ...
تبع الرسل السيد المسيح في خدمته وتعلموا من حياته العملية وكان القديس بطرس الرسول من أوائل تلاميذ المخلص الذين تبعوه وأطاعوه وثبتوا فى كلامه {إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي} (يو 31:8).  وتحول كلام الرب معه  إلى حياة حتى عندما تحدث السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه الأقدسين ومضي البعض من تبعيته وقالوا هذا الكلام صعب علي أفهامهم، قال الرب لتلاميذه أريدوا أنتم أن تمضوا، رد عليه { فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ} (يو  6 :  68). لقد آمن القديس بطرس بكلام المخلص وتحول في حياته الي مبادئ راسخة ومن هذا المنطلق قال له القديس بطرس الرسول للمخلص { قد تركنا كل شيء وتبعناك} (مت 27:19). فأجابه السيد { كل مَن ترك بيوتًا، أو أخوة أو أخوات، أو أبًا أو أمًا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية} (مت 29:19).
+ عند بحر الجليل أصطاد  السيد المسيح بطرس ، وقد ظن بطرس أنه هو الذي ترك كل شيء وأمسك بالمسيح ولم يدر أن المسيح، هو الذي جذبه، وأتي به وباصدقائه  إلى مجده السماوي العتيد، كان يمكن لبطرس يضيع أو يهلك، كان يمكن أن يذهب عندما انتهر المسيح في أندفاع واراد أن يبعده عن الصليب مأخوذًا بما للناس، وليس بما لله  فقال له  {أذهب عني ياشيطان، أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس،} (مت 16: 23).. وعاد الشيطان مرة أخرى ليهز بطرس  بالتجربة القاسية بنكران السيد المسيح، ومع ذلك فنظره المسيح، وظهوره الانفرادي له بعد القيامة. جعلته  كارزا للرجاء الذى فى الإيمان بالمسيح. لقد أدرك بعد تركه  لشباك صيد السمك أنه أصبح صيادًا من نوع آخر، صيادًا لنفوس الناس ليسوع المسيح، كان رجلاً لا يتعب في استخدام الشبكة، ولكنه أدرك بأن شبكته مرتبطة بكلمة المسيح، لقد تعب ذات مساء الليل كله، ولكن المسيح أمره على غير المألوف أن  يبعد الى العمق ويلقي الشبكة على الجانب الأيمن، وأطاع، وصرخ مذهولاً لكثرة الصيد  {اخرج من سفينتي يارب لأني رجل خاطيء} (لو 5: 8). وما أكثر ما نطق في حضرة المسيح بما لا يعي من فرط ذهوله واندهاشه، ولم يخرج المسيح من سفينة حياته قط، بل سار معه في بحر العالم وهو يرفع علم الصليب مناديا بانه  {ليس بأحد غيره الخلاص}(أع 4: 12).. وكان المحصول وفيراً ، حصد يوم الخمسين مابدا مذهلاً أمامه، إذ كان فوق كل تصور وخيال، لقد كانت الباكورة ثلاث آلاف نفس في يوم واحد أمنت بعظة واحدة للقديس بطرس الرسول.  
+ بعد قيامة السيد المسيح من الموت ظهر للتلاميذ عدة مرات  بل وخص القديس بطرس بالأسم أن يراه بعد قيامته ليخلصه من ضعفه ونكرانه ويرد له الرجاء الراسخ في محبته له،  وعلي بحيرة  طبرية حيث ذكريات بطرس مع مخلصه  ظهر له وعاتبه في رفق مخاطبا اياه بأسمه القديم قائلاً له { يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء ؟}. وقد وجه إليه هذه الكلمات ثلاث مرات ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله " ارع غنمي " ورد بطرس بتواضع أنت تعلم يا رب أني احبك بدلاً من ثقته في نفسه.  الرب يقول له إرع خرافي فان علامة محبة بطرس للسيد المسيح أن يبذل نفسه عن خراف الله الناطقة ويرعاها. ولهذا نراه يكتب للرعاة ناصحا { ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لربح قبيح بل بنشاط.  ولا كمن يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى. } (1بط  5 :  2-4) . وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ القديس بطرس رعايته وخدمته لاسيما بين اليهود في اليهودية والجليل والسامرة. وكان الرب يتمجد علي يديه بالمعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3). وشفاء أينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9). وقد فتح الرب باب الإيمان للأمم علي يديه في شخص كرنيليوس قائد المئة اليونانى عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10). فلما خاصمة أهل الختان لقبول الأمم فى الايمان المسيحى، فقد  شرح لهم الأمر { بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده } (أع 10: 34، 35) . وما زال الله يطلب منا أن نعمل معه ونستجيب لدعوته { الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ} (مت  9 : 37- 38). الله يسعي لخلاص كل أحد ويريد منا أن نشترك معه في العمل، ويريد فعلة في حقل الخدمة المتسع ويكونوا حكماء يعدهم ويتلمذهم ليسعوا في وداعة الحكمة وبروح المحبة والتقوى والصلاة ليعدوا ويمهدوا الطريق أمام الرب، وكل واحد سياخذ أجرته حسب تعبه ومحبته كما أن الله ليس بظالم حتى ينسي تعب المحبة بل أنه لا ينسي كأس الماء البارد الذى نقدمه من أجل أسمه. 

ليست هناك تعليقات: