نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 8 يوليو 2020

مع الآباء الرسل القديسين (9) - 2- القدّيس  أندراوس الرسول


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
القديس أندراوس و حياة التلمذة ...
+ أندراوس الرسول ومعنى أسمه  الشجاع أو الصنديد وهو أخو القديس بطرس الرسول وكانت مهنته صيد السمك، من بيت صيدا على ساحل بحيرة طبرية. كان  من تلاميذ  يوحنا المعمدان  وسمع شهادة يوحنا المعمدان عن السيد المسيح { وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح. أجاب يوحنا الجميع قائلاً أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست  أهلاً أن احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ. وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم.} ( لو 15:3-18). ولقد حضر عماد  السيد المسيح عندما أعتمد من يوحنا المعمدان ثم راي أندراوس  معجزات المخلص عندما ارسله يوحنا المعمدان ليري السيد يسوع ويسأله {  فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟». فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟».  وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».} (لو 21:7-23).  كان يوحنا المعمدان صديقا للحمل والعريس الحقيقى لكل نفس بشرية  ويعرف جيدا أن يسوع هو المسيح مخلص العالم ولكن كان لا يريد تلاميذه  لنفسه إنما يودْ أن يبعث بهم إلى مخلِّصه المسيح، دافعًا إيَّاهم إلى التلمذة علي الرب يسوع  وقد رأي ألا يدخل في حوارٍ مع تلاميذه في شأن المخلِّص، إنما يبعث بإرساليّة إليه ليقدِّم السيِّد نفسه باجتذابهما إليه. هكذا آمن القديس أندراوس بالمسيح ودعا بطرس أخاه وكثيرين ليتبعوا الرب يسوع فما أنجح الراعي الذي يدفع بشعب الله إلى التلاقي مع السيِّد المسيح نفسه لكي يسحب قلوبهم إليه وينعمون بالصداقة الإلهيّة معه، بهذا يكون عمل الراعي هو مجرد تلاقي شعب الله بالمخلِّص نفسه. مثلَ هذا الراعي لا يعمل لحساب كرامته أو شعبيَّته، وإنما لحساب ملكوت الله.
+ أصطاد المخلص القديس أندراوس إلى شبكته الإلهية ليكون صيادا للناس ويترك كل شئ ويتبعه هو وبطرس وقد ورد اسمه ثانياً في لائحة الرسل، في كلّ من إنجيلي متى (2:10) ولوقا (14:6) بعد بطرس، فيما وورد رابعاً في كلّ من إنجيل مرقس (16:3) أعمال الرسل (13:1). فقد جاء  بعد بطرس ويعقوب ويوحنا. ويكفي القديس أندراوس فخراً أنه هو الذي دعا أخاه بطرس الرسول لتبعية الرب يسوع. وهو الذي بلّغ الرّب يسوع، قبل تكثير الخبز والسمك، بأن { هنا غلاماً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. } ( يو 8:6). ونرى اندراوس مرّةً أخرى في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل يوحنا حين تقدّم يونانيون طالبين أن يرتب لهم مقابلة مع السيد المسيح { فأتى فيليبس وقال لأندراوس ثم قال أندراوس وفيلبس ليسوع. وأمّا يسوع فأجابهم قائلاً قد أتت الساعة ليتمجّد ابن الإنسان. الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير. } (يو 12: 23-24). لقد رأى وسمع من السيد المسيح في مجيء اليونانيين باكورة الحصاد الذي يحصده بواسطة  الفداء. فحبة الحنطة تشير للمسيح الذي سيدفن بعد صلبه ليأتي بالأمم واليهود إلى الإيمان. والمسيح انتهز الفرصة ليعلن إقتراب ساعة موته والتي بها سيكون الخلاص لكل العالم يهوداً ويونانيين بصلبه وموته ثم بقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب. اليونانيون أتوا ليروا مجد يسوع الذي دخل في إستقبال عظيم وطهر الهيكل. لكن نجد يسوع تكلم عن موته وعلى كل مؤمن أن يميت ذاته مثل حبة الحنطة في هذا العالم ليكون المسيح بالنسبة له هو الطريق للقيامة والحياة. لقد فهم أندراوس الرسول أن الصليب باب المجد.
+ بعد صعود المخلص للسماء نرى القديس أندراوس مع بقية الرسل يواظبون في علية صهيون علي الصلاة أنتظاراً لحلول الروح القدس { ولما دخلوا صعدوا الى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا اخو يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع اخوته. } (اع  13:1-14).  وبعد حلول الروح القدس علي التلاميذ  جال يبشر بالإنجيل كما ذكر يوسابيوس المؤرخ الكنسي أن أندراوس الرسول كرز في سكيثيا، أيّ إلى الشمال والشمال الشرقي من البحر الأسود، وفي آسيا الوسطى، بين كازاخستان وأوزبكستان حتى روسيا. كما ذكر كلّ من ايرونيموس وثيودوريتوس أنّه بشّر في إقليم أخائية في اليونان.
الخدمه في حياة القديس أندراوس الرسول..
+ كان القديس أندراوس خادم جيد لسيده يجمع ما بين الخدمة الفردية كالصيد بالصنارة والخدمة الجماعية كالصيد بالشبكة. والسيد المسيح قال لبطرس اذهب إلى البحر وألق صنارة أي أخرج واحدة { ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك } (مت 17 : 27). وهذا هو العمل الفردي في الخدمة ومرة أخري قال  {أبعدوا الي العمق وألقوا شباككم للصيد} وهو العمل الجماعي والقديس أندراوس قام بعمل فردي مع اخوه سمعان بطرس أولا فهو الذي دعاه الي رؤية المسيح ، وهو الذي وسط كل الجمع الذي أحاط بالمسيح من خلال عمله الفردي ذهب خفيه لما رأى صبي صغير يسير بلا عائلته وتحدث معه وعرف كيف خرج  وقد وضعت له أمه في جعبته طعامه ( فقال أندراوس يوجد طفل معه خمس خبزات وسمكتين ) انظر الصورة وقديسنا يقدمه للمسيح، رجل كبير سنا يترك الجموع ويذهب يتحاور مع طفل لأنه بلا اسره معه تحمل له الطعام ، إنه جمال العمل الفردي  الواضح والمخلص للنفوس في الكنيسة. السيد المسيح  اهتم بالنفس الواحدة ورأينا القديس يوحنا يفرد لها إصحاحات كاملة كما في عمل الرب مع السامرية، والمولود أعمي، والمخلع ، وزكا  العشار، المرأة التي أمسكت في ذات الفعل، والمرأه الخاطئة، نحن متأكدين من خلاص هؤلاء أما الذين سمعوا موعظه الجبل فنحن لانعرف من تحرك قلبه وتبع المخلص. العمل والاهتمام الفردي هو العمل المضمون في ثمرة فالصيد بالصنارة يأتي باستاراً من ذهب.
+  الخدمة الشجاعة والدائمة ...  كلمة أندراوس معناها الرجولة أو الشجاعة أو رجل الحق ، لقد كان رجلا شجاعا وجريئا لقد كرز في في أصعب بلدان العالم وأبعدها ( في تركيا وبلاد البربر وبيزنطية ومقدونيا وفي شبه جزيرة البلقان ، وهو رسول ومؤسس وشفيع الاتحاد السوفيتي ورومانيا ، واليونان ودول آسيا الصغرى وفي العراق وكربلاء والشيشان وكل بلاد وسط آسيا ) عاش رجلا لا يخاف ولا يهاب الملوك ، وينتقل بكل قوة من بلد إلى بلد أنه رجل وليس طفلا في الخدمه لا يتذمر أو يهرب لأنه لم يأخذ كرامة أو لم يأخذ منافع من الخدمه. بعض الخدام  يهربون من الخدمة الشاقة أو الأماكن التي لا يعرفوها أو يتركوا الخدمه الصعبة. ورغم ان القديس أندراوس  سبق أخوه بطرس في الخدمه وهو الذي دعاه. لكن بطرس أخذ كرامة أكثر واختصه سيدة بأحداث معينة ومع هذا  لم نرى القديس أندراوس متذمرا أو غاضبا أو غيورا من غيره من التلاميذ كبطرس ويوحنا ويعقوب بل متواضعاً يقدم الأخرين عنه في نكران للذات لأنه كان رجلا لا يهمه إلا مجد سيدة ونجاح الخدمه .
+  الخادم والاهتمام بكل أحد... لقد قام القديس اندراوس بالخدمة للجميع لاسيما لاهل بيته وخاصته ثم أنطلق بالخدمة لأقربائه وجيرانه وإلى أقصى الأرض، عملا بقول سيدة { لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض} (اع  1 :  8) وكما يقول القديس بولس { ان كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن }  (1تي  5 :  8) . القديس أندراوس بمجرد معرفته بالسيد المسيح أسرع إلى أخيه بطرس  قائلا له لقد وجد المسيا المخلص { كان اندراوس اخو سمعان بطرس واحدا من الاثنين اللذين سمعا يوحنا وتبعاه. هذا وجد اولا اخاه سمعان فقال له قد وجدنا مسيا الذي تفسيره المسيح. فجاء به الى يسوع فنظر إليه يسوع وقال أنت سمعان بن يونا أنت تدعى صفا الذي تفسيره بطرس.} (يو 40:1-42).  الخادم الناجح يعمل علي تقديم المسيح المخلص لكل من يعرفهم ولا سيما لأهل بيته ويعتبر خدمة أهل البيت أساسية فاندراوس الرسول يقدم مثال حي للرجل الشجاع  في الحق .
القديس أندراوس وكرازته واستشهاده  ...
+ أشار المؤرخ نيكيفوروس أن القديس أندراوس بشر في  آسيا الصغرى وتراقيا، وفي البلقان، شمالي البحر الإيجي. وفي بيزنطية، التي كانت آنئذ مدينة متواضعة، يقولون إن القديس اندراوس أقام عليها ارسترخس، أوّل أسقف. ويقولون أيضاً إنه رفع الصليب في كييف، وتنبّأ بمستقبل المسيحية بين الشعب الروسي. وقد إستُشهِدَ أندراوس بمدينة باتراس في اليونان. وقد نجح القديس أندراوس الرسول في هداية الوثنيين هناك إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لا سيّما بعدما اكتشف أن زوجته ماكسيمللا قد أمنت بالمسيحية فقبض على القدّيس إندراوس وأمره بالخضوع لأمر الملك وتقديم الذبيحة للآلهة وإِلاَّ مات مصلوبًا، فأجابه الرّسول: " إنّي اقدِّم كلّ يوم للإله الواحد الضابط الكلّ، لا دخان البخور ولا لحم الثيران ولا دمّ التيوس، كما تقدّمون لآلهتكم، بل ذبيحة ً إلهيّة ً طاهرة هي الحمل البريء من كلّ عيب، ابن الله يسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم". وقد ظهر له السيد المسيح وقواه وقال له : "لا تقلق ولا تضجر فقد قرب انصرافك من هذا العالم"، وأعطاه السلام وغاب عنه، فابتهجت نفسه بما رأى. ولما كان الغد أخذوه ليصلب فتقدَّم بكلّ جُرأة وعانق الصّليب وهتف قائلاً: “أهلاً بك، أيّها الصّليب المقدّس الذي أنتظره منذ زمان مديد، لقد رُفع عليك فيما مضى مُخلّصي الإلهيّ، فاقبلني أنا تلميذه، لكي استحق بك أن أذهب إليه على عجل”. فعلقوه على  خشبة  الصليب حتى تنيح، فأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده المقدس ودفنوه. وقد ظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. لكن عدالة الله شاءت أن يقضي الحاكم بعد ذلك بقليل عقاباً.
+ وقد أستشهد القديس أندراوس صلباً على صليب علي شكل حرف (X) وهو سُمّيَ فيما بعد بصليب القديس أندراوس، بإعتباره أشهر من عُلِّقَ عليه مربوطاً بالحبال. ويُقال أنه اختار هذا الشكل لصليبه لأنه اعتبر نفسه غير مستحقّ أن يتشبّه بصلب السيد المسيح في إستشهاده. وبحسب التقليد الكنسي فإن جثمانه دُفِن في مدينة باتراس وبعد ذلك نُقِل منها إلى القسطنطينية ومن هناك نُقِل مرة أخرى إلى بلدة سُميت باسم القديس أندراوس تقع على الساحل الشرقي لاسكتلندا ومن وقتها صار أندراوس شفيعاً لإسكتلندا، وصار صليبه على أعلامها الزرقاء.  وفي السنين التالية حُفِظت الرفات في حاضرة الڤاتيكان ولكنه أُعيد لمدينة باتراس اليونانية عام 1964م بأمر من البابا من قداسة البابا بولس السادس .ويرسم القديس أندراوس في معظم الإيقونات واللوحات على أنه رجل مُسِنّ مُتكئ على صليبه ذو الشكل X ، أو مُعَلَّقَاً عليه. وهناك عدة أماكن تحتوي على جزء من جثمانه ومنها  بازيليك القديس أندراوس، باتراس  باليونان . كما يوجد جزء من رفاته في قبّة القديس أندراوس في أمالفي  إيطاليا ويوجد جزء أيضا في  كاتدرائية القديسة مريم، بأدنبرة بالضريح الوطني للقديس أندراوس باسكتلندا وفي  كنيسة القديس أندراوس وألبرت في وارسو ببولندا.

ليست هناك تعليقات: