نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 24 يوليو 2020

مع الآباء الرسل القديسين (25) 12- القديس متياس عوضا عن يهوذا -1


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ متياس واختياره من بين التلاميذ...
كان في عداد السبعين رسولاً قبل أن يختاره التلاميذ عوضا عن يهوذا الخائن لينضم إلى التلاميذ الاثنى عشر . ومتياس الصيغة اليونانية للاسم العبري متثياهو ومعناه عطية الله وقد ولد هذا القديس من أبوين تقيين في بيت لحم اليهودية وقد كان من المرافقين للسيد المسيح من بين السبعين رسولاً وهو الذي اختير عوضا عن يهوذا الاسخريوطي في الاجتماع الذي عقده الآباء الرسل في عليه صهيون بعد صعود رب المجد عندما تكلم القديس بطرس الرسول مع التلاميذ والمؤمنين المجتمعين معاً كالتزام لتكملة عدد التلاميذ الإثني عشر مقابل عدد أسباط العهد القديم { وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتًا، لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر} (لو 22: 29-30). لقد تكلم القديس بطرس وهو الأكبر سناً فى الرسل { وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسَطِ التَّلاَمِيذِ وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعاً نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ. إِذْ كَانَ مَعْدُوداً بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الْخِدْمَةِ. فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلاًمِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُوماً عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقْلَ دَمَا». لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَاباً وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ. فَيَنْبَغِي أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ. مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِداً مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ». فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ وَمَتِّيَاسَ. وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ الاِثْنَيْنِ أَيّاً اخْتَرْتَهُ. لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هَذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ». ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً} (أع 15:1-26) وقف القديس بطرس الرسول يتحدث مع الجموع عن اختيارهم لتلميذٍ يحل محل يهوذا في خدمة الرب. ويرى أن ما حدث لم يكن جزافًا، بل سبق وأعلنت عنه النبوات. لأن كل ما حدث إنما سبق فأعلن عنه الله بالأنبياء قبل مجيء السيد المسيح بمئات السنوات. ويمكن للدارس أنه يتعرف بالروح على كل أحداث الخلاص من العهد القديم الذي كان ولا يزال في أيدي اليهود قبل مجيء المسيح. هذا بالنسبة لخطة الله الخلاصية للعالم كله، والتي من خلالها ندرك اهتمام الله بكل إنسانٍ فينا شخصيًا ومواصلة الكنيسة عمل المسيح الخلاصي والكهنوني من أجل تعليم وتقديس المؤمنين ورعايتهم.
+ الصلاة و القرعة واختيار متياس ... لقد أختار التلاميذ أثنين من الرسل { يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس، ومتياس}(أع 23:1) وقد أتسم كلاهما بالتعقل والحكمة والتقوى وكانوا من السبعين رسولا المرافقين للسيد المسيح، وكان يصعب التمييز بينهما، لهذا التجأوا إلى الله ليختار من بينهما، وذلك بالالتجاء إلى الصلاة ثم ألقوا القرعة ليس بلا تمييز، إنما بعد اختيار من رأوه الأصلح  حتى لم يعد ممكنًا تمييز أحدهما عن الآخر، فالتجأوا بروح الصلاة إلى الله الفاحص القلوب ليختار من يراه صالحًا للعمل { فستعرف جميع الكنائس إني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب} (رؤ ٢: ٢٣). وقعت القرعة على متياس واحتل متياس موضع يهوذا الخائن  فحُسب مع الأحد عشر رسولاً. ولا نعرف بالتدقيق كيف تمت القرعة. لكن عادة ما كانوا يأتوا بقطعتين من الخشب أو المعدن أو الرق ويُكتب اسم كل شخص على إحداهما ثم يضعونها في جرة، وتُقدم صلوات وتقدمات، ثم يضع شخص ما يده ويسحب إحدى القطعتين ليكون ذلك من قبل الله. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم أنه إذ عين الله متياس لم ينزعج يوسف برسابا، ولا تضايق ولا تزمر على خدمته فإن لكل عضو موهبته وعمله، وعدم اختياره لم يفقده دوره في الخدمة بل كرز بالإنجيل في أماكن كثيرة وصنع معجزات عديدة.
يهوذا الأسخريوطي وهلاكه ...:
يهوذا بن سمعان الإسخريوطي (يو 6: 71، 13: 2 و26) فقد كان أبوه يلقب أيضًا بالإسخريوطي نسبته إلى قريته التي ولد فيها التي ولد فيها في اليهودية. وردت أول إشارة كتابية عن يهوذا عندما أختاره الرب يسوع تلميذًا (مت 10: 4) . ويرجع الفضل ليوحنا الحبيب بمعرفتنا عن يهوذا الاسخريوطي في الفترة التي تقع بين دعوته والأحداث السابقة لخيانته للسيد المسيح، فقد ذكر بعض الإشارات التي تفصح عن شخصيته الشريرة منذ البداية. وبتتُّبع هذه الإشارات نستطيع أن نرى التطور التدريجي وزيادة الوضوح في العبارات التي أنبأ بها يسوع عن خيانة يهوذا له في المستقبل، فبعد الحديث عن "خبز الحياة" في مجمع كفر ناحوم (يو 6: 26 - 59) رجع كثيرون من التلاميذ عن يسوع (عدد 66). ثم أكَّد بطرس ولاء التلاميذ له (يو6: 69) فأجابهم يسوع { أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان؟} (يو 6: 70) ويعلق يوحنا قائلًا: { قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه وهو واحد من الاثني عشر} (يو 6: 71) مبينًا أن الرب يسوع المسيح كان يعرف مسبقًا بخيانة يهوذا. وقد هدأ خوف يهوذا من اكتشاف أمره، أن السيد المسيح لم يذكره بالاسم، واستمر متظاهرًا بأنه واحد من الأمناء، كما كان للدوافع الشخصية لطبيعته الخسيسة أثر قوي في بقائه. فقد كان أمينًا  للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع له من الرياء والطمع واستغلال الأموال لحسابه ولتغطية جشعه، وتظاهر بالغيرة على الصندوق، عندما دهنت مريم قدمي يسوع بالطيب تساءل: { لماذا لم يبع هذا الطيب بثلاثمائة دينار ويعطى للفقراء؟ قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقًا وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه } (يو 12: 5 و6). استطاع يهوذا بدهائه أن يخفي لبعض الوقت طبيعته الحقيقية عن بقية التلاميذ، وأن يقضي على أي استياء يمكن أن يحدث بينهم (مر 14: 4)، إلا أنه شعر أنه لا يمكن أن يضمن استمرار مصدر دخله. أما كلمات سيده التي تضمنت حديثه عن يوم تكفينه فقد كشفت لمسلمه أن يسوع قد عرف جيدًا القوى الشريرة التي كانت تعمل ضده (مت 26: 12). كان حاضرًا بعد ذلك عند غسل أرجل التلاميذ حيث ميزَّ يسوع مرة أخرى بينه وبين بقية الاثنى عشر دون التصريح باسمه { أَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ"، و"اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ} (يو 13: 10 و18). لقد أعطى السيد المسيح ليهوذا كل فرصة للتوبة والاعتراف حتى في تلك الساعة المتأخرة. وللمرة الأخيرة عندما جلسوا للأكل، تقدم إليه بهذه الكلمات: { إن واحدًا منكم سيسلمني} (مت 26: 21، مر 14: 18، لو 22: 21، يو 13: 21). وأخيرًا ردًا على تساؤلات التلاميذ الحائرة: "هل أنا؟" أشار يسوع إلى مسلمه، لا بذكر اسمه ، ولكن بالقول: { هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه} (يو 13: 26). وحالما أخذ اللقمة، غادر يهوذا المكان، وملأ الشيطان قلبه وخرج وذهب إلي رؤساء الكهنة وأتباعهم ليسلمه لهم وعندما جاء إلى يسوع في البستان، سلّم سيده بقبلة (مت 26: 47 ). أن قبلة يهوذا الخائن صارت مثلا يضرب لمن يضمرون الغدر والخسة ويظهرون المحبة والأخلاص فى كل جيل. وكم هي صعبة الخيانة على قلب الإنسان الأمين لغيره عندما يقابل منهم بالغدر والخيانة!. فكم تكون الخيانة قاسية علي قلب الله الأبوي المحب الباذل. ليحفظنا الله من أمثال يهوذا الخائن ويغرس فى قلوبنا المحبة الأمينة والأخلاص لله والناس.
+ كان السيد المسيح يعرف يهوذا وخيانته تمام المعرفة، فلماذا أختاره رسولاً وسلمه أمانة الصندوق وهو يعلم أنه سارق ولص؟. يرى البعض أن السيد المسيح اختار يهوذا مع علمه بما سيفعله، لأنه كان حين أختياره مستعدًا للإيمان بالسيد وتبعيته، أي فيه شيء من الصلاح. لم يحاسبه الرب على ما سيكون عليه، بل ما هو عليه في لحظات اختياره. هذا ويرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح أختاره ولم يدنه حتى لحظات الخيانة العملية ليعطي للكنيسة درسًا ألا تنشغل كثيرًا بالمحاكمات والسلبيات، بل بالعمل الإيجابي للكرازة والخدمة وإعلان محبة الله للكل، لتعطي الفرصة حتى للخونة أن يرجعوا إلى الله بالتوبة. ولكي خيانة يهوذا تعطينا درس لنلاحظ أنفسنا والتعليم المستقيم حتى النفس الأخير، و نحترس من محبة المال التي هي أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وضربوا أنفسهم بأوجاع كثيرة .ونحرص أن نكون مخلصين لله والناس. لقد سمح الله بوجود يهوذا بين التلاميذ، ولم يكشف عنه كخائنٍ ولصٍ علانية حتى النهاية لكي ندرك أنه ليس فقط وسط المخدومين بل والخدام أنفسهم من هم ليسوا قمحًا بل زوان، وليس لنا أن نقتلع الزوان مادام مختفيًا وسط الحنطة حتى يحين الوقت اللائق باقتلاعه. الله يقدس حرية الإنسان ولا يجبرنا علي التوبة، فإن تاب الشرير والخاطئ كان ذلك لبنيانهم ومجدهم، وإن أصروا على الشر يحول حتى شرهم لتعليمنا.
+ سمح أيضًا بوجود يهوذا بين التلاميذ لكي يعطي درسًا للأجيال كلها عن خطورة الطمع ومحبة المال ومحبة الذات والمجد الباطل حتى بين الخدام.  محب المال خطية قديمة حذرنا منها الله، عندما دخل بشعبه إلى كنعان حيث أخفى عاخان الفضة والرداء ولسان الذهب، كاسرًا وصية الرب من أجل محبته للمال فهلك (يش ٧: ٢١)، وها هو يهوذا يخون سيده، وسيمون في سفر الأعمال يطلب أن يقتني مواهب الروح بالمال. يروي لنا الإنجيلي متى (مت 27: 3-10) كيف رد يهوذا الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، شاعرًا بندامة أنه سلم دمًا بريئًا، لكن في غير رجاء في الرب غافر الخطايا. أما هم فرفضوا استلامها، لأنهم حسبوا المال ملكًا له، وأيضاً رفضوا لعلمهم أنه ثمن دمٍ بريء. وإذ طرحها يهوذا في الهيكل اشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لقد ستر السيد المسيح علي يهوذا بل وأئتمنه علي الصندوق مع أنه كان سارقاً ولص. أما هو إذ لم يستر على نفسه ولم يرجع إلى الله فانفضح في العالم كما ينفضح كل شرير في يوم الرب العظيم. بل وانسكبت أحشاؤه الجسدية، وانفضحت أحشاء نفسه التي فسدت بالخيانة للرب نفسه.
+ اختلفت آراء الكثير من الدارسين في موت يهوذا: والرأي السائد هو أن يهوذا قام بالانتحار شنقًا، لكن الحبل لم يحتمله، فمع ثقل الجسد انقطع وسقط يهوذا على وجهه، وغالبًا على صخرة، فانشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه. ويفسر البعض موت يهوذا شنقًا وانسكاب أحشائه رمزيًا، بأن ذلك يشير إلى سقوطه من رتبته العلوية كرسول للسيد المسيح إلى أعماق الهاوية كخائنٍ للرب، فقد مركزه وكرامته وصار في عارٍ وخزيٍ أمام الجميع كمن انسكبت أحشاؤه ليصير موضع ازدراء الكل. وقد جاءت النبوة عن يهوذا بصيغة الجمع { لتصر دارهم خرابا وفي خيامهم لا يكن ساكن} (مز 69 : 25). { لأنه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته اخر}(اع 1 : 20). أن النبؤة لا تشير إلى يهوذا وحده، وإنما إلى كل الذين يسلكوا معه ذات الطريق، وذلك ينطبق علي القادة الدينيين الذين تآمروا علي رب المجد، حيث خانوا من جال يصنع خيرا بينهم وسعى لخلاصهم، فنُزع عنهم العمل الكهنوتي والخدمة، وتوقف عملهم كمسئولين عن تدبير الهيكل بل وهدم الهيكل وصار خرابا وقتل الكثيرين فيه علي يد الرومان سنه 70م. 

ليست هناك تعليقات: