للأب
القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ
سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا
كَانَ حِينَ آمَنَّا }(رو 13 : 11)
{ And [do] this, knowing the
time, that now [it is] high time to awake out of sleep; for now our salvation
[is] nearer than when we [first] believed } (Rom 13 :
1).
+ الوقت
من ذهب أذا لم نستغله عبر منا وولي وذهب. كثيرين لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد
ضياعه من أيديهم، فالبعض لا يشعرون بقيمة الوقت الا بعد فقده فيما لا يفيد، وقد
يشعر الزوج أو الزوجة بقيمة شريك الحياة بعد أن تفقده عاطفيا أو بالهجر أو الموت. يجب
أن نعلم أن أي شئ فى حياتنا يمكن أن نعوضه لكن الوقت الذى لا نستغله أو يعبر لا
يمكن أسترداده والفرق بين الإنسان الناجح والفاشل هو قدرتهم علي أستخدام الوقت
فيما يبني ويفيد أو يضر ولا يبني . حتى أن يهوذا الخائن لم يدرك قيمة سيده وربه
وأهمية الوقت الأ بعد أن سلم مخلصه للصلب فمضى وشنق نفسه. فلنحرص علي أستثمار
وزناتنا والأستفادة بوقتنا والسعي نحو تحقيق أهدافنا فى الحياة بصبر ونبذل الجهد
من أجل خلاص نفوسنا وأداء رسالتنا { لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ
رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ
فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟} (مت 16 : 26)
+ علينا كأناس الله القديسين أن نكون أمناء فى
حياتنا ووقتنا نحو الله والناس وخلاص أنفسنا ونقدر قيمة وأهمية الوقت ونستيقظ من نوم
الغفلة لأن أيّامنا على الأرض كلها مقصّرة، "كساعة"، وكأنها ساعة نوم
نستيقظ لنجد أنفسنا مع الله وجهًا لوجه في ملكوته السماوي وكل يوم ينقضي إنما يدخل
بنا إلى الأبدية ويقربنا من نهاية حياته الزمنيّة هذه هي احساسات الكنيسة الأولى،
إذ نسمع: "الوقت منذ الآن مقصّرً" (1 كو 7: 29). "نهاية كل شيء قد
اقتربت" (1 بط 4: 7). "هي الساعة الأخيرة" (1 يو 2: 18). أن خلاصنا
النهائي الذي سيكون حين يأتي الرب يسوع في مجيئه الثاني أو ذهابنا للسماء قد أقترب وكل يوم يمر علينا نقترب فيه من يوم
خلاصنا. ولكن هذا اليوم هو يوم دينونة للأشرار، وخلاص للأبرار إذاً لنستيقظ
من نوم الغفلة والخطية والانغماس في شهوات
هذا العالم. لنكن أمناء ومحبين لله لأن أيامنا علي الأرض مقصرة وكل يوم يسرع بنا الي
النهاية. ولنستيقظ إشارة لحياة القيامة والنصرة علي الخطية. ومن يستيقظ ويبدأ
جهاده بالصلاة والعبادة تتحول ساعات حياته الزمنية لحساب الأبدية، لأنه سيحيا
الحياة الأبدية من الآن. وأيضاً ينتقل من الموت إلي الحياة، من موت الخطية لحياة
فيها المسيح يحيا فيه، وبهذا يخرج من ليل العالم إلي نهار الأبدية. هذه الآية
تتمشي مع نداء المسيح إسهروا (مر35:13) العريس علي الأبواب، فهل يكون بيننا وبين
السماء خطوة واحدة ونتكاسل ونقصر ونهمل؟ .
+ علينا
اذا أن نسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة ونقدم توبة
صادقة ونحيا الإيمان العامل بالمحبة ونزداد حماس وسعي كلما عبر الوقت وكلما اقترب موعد
ذهابنا للبيت السماوى يلزمنا بالأكثر أن نستعد ونجمع لننال الآكاليل المعدة
للفائزين.
+ أمثال
وأقوال وحكم :-
* حَافِظُ
الْوَصِيَّةِ لاَ يَشْعُرُ بِأَمْرٍ شَاقٍّ وَقَلْبُ الْحَكِيمِ يَعْرِفُ
الْوَقْتَ وَالْحُكْمَ. (جا 8 : 5)
* عندما
أسئ استخدام الوقت فانا أبدد المورد الوحيد الذي لا يمكن ابداً استرداده.
* الوقت
كالسيف أن لم تقطعه قطعك.
+ شعر
روحي: -
" أستعد للقاء الهك "
الأن بداية الوقت المتبقي لك في أيام حياتك
فلا تدعه يمضي وعوض حسناً ما ضاع وفاتك
لا تؤجل التوبة ابداً فلا تدرى متى وقت وفاتك
أزرع خير تحصد خير وأستثمر وقتك ووزناتك
قاوم هواك وأصنع أرادة الله ولا تطاوع شهواتك
لاينفعك مال أو ذهب متى ذهبت بلا نفع أوقاتك
كن مستعد للقاء الهك تفرح وتخلص وتربح ذاتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق