للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
" فانه إن غفرتم للناس زلاتهم،
يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. " (مت 14:6).
{For if you forgive men their trespasses, your heavenly Father will also forgive
}( Mat. 4:14).you
}( Mat. 4:14).you
+ الله يدعونا أن نغفر للأخرين زلاتهم
لنا لكي ينعم لنا هو بغفران خطايانا. كما أن سلامنا وراحتنا وصحتنا هم في الغفران
للغير. الكراهية وحب الانتقام يجلبا لنا التعاسة والمرض ويبددا طاقة الانسان
ويدمراه اكثر مما يتسبب في الاذي للمسيئين الينا. أن السيد المسيح
لم يعلق على أى طلبة فى الصلاة الربانية سوى هذه الطلبة أى حتمية أن نغفر للناس
كشرط ليغفر الله لنا، فلكي يستجيب الله الي صلواتنا ونكون مقبولين أمامه يجب أن
نغفر. فإن كنّا نحبّ المسيح بحقّ، وَجُب علينا التّمثّل به ونسامح ونغفر لمن أساء
إلينا. من يحبّ الله عليه أن يملك قلب الله المحب والغافر والساتر ويتّخذ إنجيله
المقدّس دستورًا لحياته ويسامح لا مرّة واحدة فقط بل سبعة في سبعين مرّة أي لعدد
غير محدود { حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ
بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا
أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ
لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةًسَبْعَ مَرَّاتٍ.} ( مت
21:18-22) وإن أردنا أن نحكم على أحد فلنحكم على أنفسنا أوّلًا ذلك لنسلك الطّريق
الّتي تقودنا إلى السّماء.
+ من لا يستطيع أن يغفر يدمر الجسر
الذي يحتاج المرور فوقه يوما ما. وعندما تفكر في الغفران لا يصح ان تقول: لكنك لا
تعلم ما عمله فلان لي؟ علينا ان ندرك ما
سيفعله لنا عدم الغفران من أضرار. وأعظمها أن الله لا يغفر خطاياك والكراهية التي تحجب
نور ومحبة الله عنا وتجلب لنا الأمراض والقلقل فلنتعلم كيف نغفر وننسي؟. ومن منا
بلا خطية يريد أن يغفرها له الله { إنْ قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا وليس
الحقُّ فينا. إنْ اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا
ويُطهِّرنا من كل إثم. إنْ قلنا إننا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا} 1(1يو
1: 8-10(
+ هل أنت واحد من الذين تأذَّوْا
في مشاعرهم، أو ربما في حتى في أجسادهم على أيدي الآخرين؟ وهل دخلتْ إلى قلبك وعقلك وفكرك مشاعر غضب،
أو غيظ ، أو كُره، أو عداوة، أو مرارة، ورغبة في الانتقام؟. إن عدم المغفرة يمكن أن
يتحوَّل داخلك إلى لصٍّ مختفي. إنه قادر أن يجعلك سجيناً داخل نفسك. أن عدم المغفرة داخلك،
لن يؤذي الذي أخطأ في حقك، فهو سيمضي إلى حال سبيله؛ أما أنت فستظل ممسوكاً ومُقيَّداً
بما يتملَّك على أفكارك وقلبك وتصرفاتك وكلامك. إن عدم المحبة والكراهية ينخران داخل الإنسان كالسرطان، ومن يحيا فى العداوة
تربطه بقيود ويفارقه السلام القلبي الداخلي. ولكن عندما نغفر
تشرق نعمة المسيح الغافرة داخل قلوبنا وننعم بالسلام. نحن أبناء الله ليس مدعوين فقط للغفران بل الي المصالحة وصنع السلام مع أنفسنا
بالمحبة والغير وقبولهم في صفح. لنحيا مع الغير في سلام وتعاون ومسامحة وصنع
للخير والتوبة والرجوع الي الله { فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي
كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ }(اع 17 :
30).
+ لكن ماذا نفعل مع الشخصيات الصعبة، علينا أن
نحتمل ونسالم جميع الناس علي قدر طاقتنا أو نعاتب في محبة وتواضع قلب { وَإِنْ
أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ
وَحْدَكُمَا. إِنْ سَمِعَ مِنْكَ فَقَدْ رَبِحْتَ أَخَاكَ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ
فَخُذْ مَعَكَ أَيْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَيْنِ لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ
عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ
لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ
كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ.} (مت 15:18-17). ان لم تأتي خطوات المصالحة بالنتائج
المرجوه فلنبتعد عن الشخصيات الصعبة ونصلي
من أجلهم ومتي أمكن نصنع معهم الخير { فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ.
وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ
عَلَى رَأْسِهِ} (رو 12 : 20). لكن متي كنت مجبراً للتعامل معهم فى البيت أو العمل
فتعلم كيف تسخرج منهم أفضل ما فيهم وتتكلم عنهم بالخير ولا تفقد هدوئك وفكر كيف تكسب
الناس فرابح النفوس حكيم وكن مستمع جيد وأذن صاغية " أن أردت أن تجني العسل
لا تحطم خلية النحل" تجاوب بهدوء مع الغضوب والساخط حتي يذهب غضبهم وتحصل علي
خلاص نفسك وتكسبهم.
+ أمثال وحكم وأقوال أباء
* لا تيأس مهما بلغت أوزارك ولا تقنط مهما
بلغت خطاياك.
* الضعيف لا يغفر،
فالمغفرة شيمة القوي.
* أغفروا كل ما على الآخرين غفرانًا تامًا من
قلوبكم. أغفروها من قلوبكم التي يراها الله،
فأحيانًا يغفر الإنسان لأخيه لكنه يحتفظ بها
في قلبه. يغفرها بالفم لأجل البشر، ويحتفظ بها في القلب حيث لا يخاف عين الله!.
القديس أغسطينوس
* من يريد أن يكون صديقًا لله، وأخًا وابنًا
للمسيح ينبغي أن يفعل شيئًا يفوق بقية الناس، أى أن يكرس قلبه وعقله لله، ويرفع
إليه أفكاره. وبهذه الطريقة فإن الله يعطى لقلبه
في الخفاء حياة وعونًا، بل أن الله يستودع ذاته عينها لهذا الإنسان. فحينما
يقدم الإنسان أموره الخفية لله، أى عقله وأفكاره، بحيث لا يشغل نفسه في أى اتجاه
آخر، ولا يتحول بعيدًا عنه، بل يغصب نفسه لينحصر في الرب، فإن الرب حينئذ يحسبه
أهلاً للأسرار السماوية بأعظم قداسة ونقاوة، ويعطيه الطعام السماوي والشراب
الروحاني. القديس مقاريوس الكبير
+ من الشعر الروحي
" يا أبتاه أغفر لهم "
علي الصليب صرخ الأبن
الوحيد للآب الحنون
يا أبتاه أغفر لهم
لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون
أنهم يرتكبون الأثم عن
جهل او ضعف او جنون
مسرتي خلاصهم ولأجلهم
أتالم وأرتضي بالمنون
أنتظر أن يقابلوا
محبتى بمحبة فبها آلامي تهون.
ويغفروا لأخوتهم لأغفر
لهم ما يقترفوا ويفعلون
علي الصليب أكملت
خلاصنا وبك نحن مقتدون
أذكرنا يارب متى جئنا
فى ملكوتك العتيد أن يكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق