للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{
لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ
اللهِ.} (رو 14:8)
For as many as are led by the Spirit of
God, these are sons of God} (Rom 8
: 14).
+ هناك فرق كبير بين من يحيوا لشهوات الجسد أوالفكر المادي حسب شهوات قلوبهم
وبين من ينقادوا لروح الله الذى يهبهم السلطان أن يحيوا كابناء الله القديسين {اَلْمَوْلُودُ
مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ }(يو 3 : 6).
الإنسان الجسدي يهتم فقط بالعالم وهمومه وكيف يحقق متعه وأهوائه أما من ينقاد بالروح
القدس فيجدد الروح طبيعته ويقوده ليكون علي صورة الله ومثاله في محبة للفضيلة
والبر وعمل الخير. السلوك بالروح يشبه الضغط علي مفتاح الكهرباء لإنارة حجرة مظلمة، علينا
أن نصلي ونطلب روح الله ليقودنا ونسمح له
أن يعمل في حياتنا ونطيعه وهو يقوم بتغيير سلوكنا وحياتنا. يعلن لنا
الروح القدس محبة الله لكى نثق فيه ونطيعه ويعلمنا
الروح القدس فكر الله حتى يمكننا أن نتبع
قيادته لنحب الآخرين حتى أعدائنا ونحيا بالروح فلا نتمم
شهوات الجسد أو ميوله وأهوائه.
+ الروح القدس يقدس حواسنا بالنعمة فننظر
نظرا مقدسا ويتقدس فكرنا ونستنير ويكون لنا فكر المسيح المقدس. كابناء الله نفكر ونسلك كملح يعطي مذاقة روحية
للمجتمع وكسفراء عن المسيح نستنير بالروح ونسلك فى النور كوصية إلهية، نسلك سلوك
روحي يليق بالدعوة التي دُعينا اليها بروح واحد { فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب
أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين
بعضكم بعضا في المحبة مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام جسد واحد وروح
واحد كما دعيتم في رجاء دعوتكم الواحد} (أف 1:4-4).
+ لقد جاء السيد المسيح، لتكون لنا حياة
أفضل ننعم فيها بابوة الله ونعمة الإيمان والبنوة ويهبنا الروح القدس ليسكن فينا
ويهبنا الحرية والقداسة والبر، ويعطينا الإمكانية للسلوك حسب الروح. الله يهبنا
حياة للروح والنفس والجسد معًا، حياة برّ عِوض موت الخطيّة، حياة البنوّة لله عِوض
العبوديّة للخطية. فهل ننقاد لروح الله ونحيا بالروح ونرث الحياة الأبدية أم للجسد
ونحصد الموت؟ { لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ
إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ }(رو 8 :
13).
+ المؤمن ينقاد بروح الله لا وفق أهوائه أو
ميوله { أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور،
وتتجددوا بروح ذهنكم، وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة
الحق} ( أف 22:4-24). نحن لا ننقاد وراء كل تعليم غريب أوحسب كلام الناس وتوجهاتهم
وأرائهم المغرضة ولا نسلك حسب الموضة أو
الأعلام الموجه بل وفق لروح الله والكتاب المقدس وتعاليم الأباء القديسين { نَحْنُ
لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ
الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ} (1كو 2 : 12). {كل الذين ينقادون
بروح الله فأولئك هم أبناء الله}(رو8: 14). نسلك بتدقيق }فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء} (أف5: 15). ندرب أنفسنا ليكون لنا الضمير الصالح { لذلك أنا أيضا أدرب نفسي، ليكون لي دائما ضمير
بلا عثرة من نحو الله والناس} (أع24: 16). الروح القدس يهب المعونة للمؤمن للسلوك
بالروح { لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان
الباطن} (اف 3 : 16). روح الله يبكت
الخاطئ ليقدم توبة عن ضعفاته ويعالجها بارشاد الروح القدس فى هدوء ويحركه الروح
الوديع الهادي ويقوده ويعزيه ويرشده ويحثه علي عمل البر فتكون له شركة مع روح الله
ويجاهد لينال ثمار الروح
+ السلوك بالروح يحتاج منا الي الجهاد
الروحي { البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضدّ مكايد إبليس} (أفس
11:6). نقبل تبكيت الروح القدس ونتوب وعندما يرشدنا الروح ننقاد له ونطيعه بثبات
الرجال كسفراء للمسيح نسهر في الصلاة ولا نهاب الصعوبات حتى نصل الي السماء. في
تفكيرنا وفي كل ما نفعله في حياتنا وفي ممارستنا لوسائط النعمة وفي علاقاتنا يجب علينا
أن ننقاد لروح الله ونطيعه ويقودنا من مجد الي مجد كما من الرب الروح { فاذ لنا
هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في
خوف الله } (2كو 7 : 1). علينا أن نسلك بالروح ورائحة المسيح الذكية منا تفوح ونكون رسالة
المسيح المقرؤة لجميع الناس، أمين.
أقوال قديسين وحكم وأمثال: -
* { لان الحكمة التي كونت كل شئ علمتني .
فروح الحكمة فهيم قدوس ، فريد في نوعه ، متعدد ، سريع الحركة خال من المادة ، نقي
غير مدنس ، وديع لا يؤذي أحدا ، محب للخير ، حاضر البديهة لا يقهر ، راغب في
الإحسان} (حك 7 : 22).
* الذي يأتي إلى الرب يلزمه أولاً أن يغصب
نفسه إلى ما هو صالح حتى لو كان ضد ميل قلبه، منتظرًا دائمًا رحمة الرب بإيمان لا
يتزعزع. ويغصب نفسه إلى المحبة حينما تنقصه المحبة، ويغصب نفسه إلى الوداعة حينما
لا تكون عنده وداعة، ويغصب نفسه إلى الشفقة إلى أن يكون له قلب حنون .. وهكذا إذ
يراه الله مجاهدًا وغاصبًا بالرغم من معارضة قلبه، فإنه يهب له صلاة الروح
الحقيقية وينعم عليه بالمحبة الحقيقية، والوداعة وأحشاء الرأفات والشفقة الحقيقية،
وباختصار فإنه يملأه بثمار الروح. القديس مقاريوس الكبير
* من لا ينتصر على نفسه لن ينتصر على غيره،
فالمهزوم من هزمته نفسه قبل أن يهزمه عدوه.
+ من الشعرالروحي: -
" منتظرين عملك"
أيها
الروح القدس الحق تعالى وحل فينا
بنعمتك
الإلهية علمنا أنت وقودنا وعزينا
من ثمارك
المفرحة أشبعنا وفرحنا وأروينا
فلانبحث
عن آبار مشققة أو سراب يغرينا
كنهر مياة
حية تجرى مواهبك فينا وتحيينا
توبنا
وطهرنا وقدسنا لك ومواهبك أعطينا
قدس لك
شعبك مبرراً، منتظرين عملك فينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق