للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ
وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي} ( يو 6:14)
{ I am the way, the truth, and the life. No one comes to the
Father except through Me} ( Jon. 14:6)
+ من صلاح الله أنه
يعلم ويرشد الخطاة للطريق المقدسة وللخلاص بالتوبة والإيمان بالله ويعرفنا الحق ويهبنا
الحياة { الرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق} (مز25 : 8) وقديما أرسل
لشعبه ملاكا ليحفظهم فى الطريق المستقيم { هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ
وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي
أَعْدَدْتُهُ. اِحْتَرِزْ مِنْهُ وَاسْمَعْ لِصَوْتِهِ وَلاَ تَتَمَرَّدْ عَلَيْهِ
لأَنَّهُ لاَ يَصْفَحُ عَنْ ذُنُوبِكُمْ لأَنَّ اسْمِي فِيهِ. وَلَكِنْ إِنْ
سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ أُعَادِي أَعْدَاءَكَ
وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ. فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ} (خر20:23-23).
ولقد ظلل علي شعبه من حر الشمس نهارا واضاء لهم الطريق ليلا {انت برحمتك الكثيرة
لم تتركهم في البرية ولم يزل عنهم عمود السحاب نهارا لهدايتهم في الطريق ولا عمود
النار ليلا ليضيء لهم في الطريق التي يسيرون فيها (نح 9 : 19). ولقد أطلق اسم
" أتباع الطريق" على المسيحيين قديما لاتباعهم السيد المسيح { ولكنني اقر لك بهذا انني حسب الطريق الذي يقولون
له شيعة هكذا اعبد اله ابائي مؤمنا بكل ما هو مكتوب في الناموس والانبياء}(اع 24 :
14).
+ المسيح طريقنا الي السماء فعندما قال
السيد المسيح لتلاميذه أن ذاهب الي السماء ليعد لهم مكاناً سأله توما الرسول أنهم
لا يعرفوا أين هو ذاهب فكيف يعرفوا الطريق اليه؟ كان جواب السيد المسيح { أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ
وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.} (يو 6:14). إن يسوع
المسيح ربنا بذاته هو الطريق لنا الى السماء بتعاليمة ومثاله وبفدائه وتمهيده الطريق
لنا للسماء بصعوده كسابق لاجلنا فهو الذي تنبأ عنه إشعياء النبي قائلاً: { وتكون
هناك سكة وطريق يُقال لها الطريق المقدسة، لا يعبر فيها نجس بل هي لهم. من سلك في
الطريق حتى الجهال لا يضل. لا يكون هناك أسد، وحش مفترس لا يصعد إليها، لا يوجد
هناك، بل يسلك المفديون}(إش ٣٥: ٨–٩). المسيح يسوع ربنا هو الطريق الذي إذ ندخله
ندخل إلى الآب دون أن نخرج من الابن، لأن الابن في الآب، هكذا باتحادنا مع الابن
ننعم بالاتحاد مع الآب. السيد المسيح هو الطريق، نؤمن به فنثبت فيه وهو فينا
لينطلق بنا إلى حضن الآب، وهو الحق بروحه ينير أعماقنا فنكتشف الأسرار الإلهية
الفائقة المعرفة، وهو الحياة إذ نقبل حياته حياة ممنوحة لنا. بهذا نتمتع بالدخول
إلى الآب والتعرف عليه والتمتع به.
+ مهد لنا السيد المسيح الطريق الي السماء
بدمه الطاهر واصبح لنا ثقة بالدخول الى الاقداس { فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول
الى الاقداس بدم يسوع. طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده. وكاهن عظيم على
بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة
اجسادنا بماء نقي. لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين.} (عب
19:10-23). وصار هو الطريق الوحيد الموصِّل للآب بإستعلان شخص الآب فيه ولا يستطيع
أحد أن يأتي إلى الآب إلاّ به. المسيح يرافقنا
الطريق ويكون لنا فى الدرب الصديق اللصيق، في حياتنا اليومية وآلامنا وفى سيرينا
فى الطريق الضيق بدون المسيح نضل ونهلك { ادخلوا
من الباب الضيق لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم
الذين يدخلون منه} (مت 7 : 13). فلقد سبق وإختبر السيد الرب الآلام والموت وهو
قادر أن يعين المجربين وقام المسيح وصعد للأقداس السماوية ليصعدنا معه ومن يثبت
فيه يقدر أن يواجه ضيقات الحياة مهما كانت صعوبتها. لقد صحح السيد المسيح مفهوم
توما، فأعلن له أنه هو الطريق الوحيد الذي يقودهم إلى الآب وإلى السماء والحياة
الأبدية. هو الطريق الذي به نشعر بأبوة الله لنا. المسيح يسوع ربنا هو الطريق،
نؤمن به فنثبت فيه وهو فينا لينطلق بنا إلى حضن الآب.
+ أقوال قديسين وأمثال وحكم:-
* { سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ
عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي }(مز 37 : 5)
* فلنتوسل إلى الله أن ينزع منا الإنسان العتيق
ويجرّدنا منه، ويلبسنا المسيح السماوي، هنا ومن هذه اللحظة الحاضرة، حتى إذ نكون
في فرح وبهجة، وإذ نكون منقادين بروحه، فإننا سنكون في هدوء وسلام عظيم. وإن الرب
الذي يريد أن يملأنا ويشبعنا بتذوق الملكوت، يقول " بدوني لا تقدرون أن
تفعلوا شيئًا" (يو5: 15).القديس مقاريوس الكبير - العظة الرابعة عشر.
+ من الشعر الروحي:-
" طريق الكمال المسيحي"
أنت يارب وحدك القدوس والداعي الي الكمال
وأنا يارب خاطئ فارجوك أصلح حالي متي مال
أقبلني يامخلصي وطهرني من الخطايا والأهمال
سير معي كي أنمو في النعمة وأحقق بك الآمال
أنسى ما وراء وأمتد لقدام في الطريق وان طال
أشفق وأرحم الضعفاء وأرد معك البعيد و الضال
أجاهد والقوة منك ناظراً نحوك كقدوة لنا ومثال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق