للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ
يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا
فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ
يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ} ( يو 13:4-14)
"Whoever drinks of this water will thirst again, but whoever drinks of the water that I
shall give him will never thirst. But the water that I shall give him will
become in him a fountain of water springing up into everlasting life"( Jn. 4:13-14)
+ عندما أرتحل شعب الله قديما فى صحراء جرداء كادوا أن يموتوا عطشاً
وجوعاً ولم يكن العطش مجرّد رغبة في التمتّع بقليل من الماء لإرواء ظمأ عادي،
إنّما كان الأمر يمثّل حياة أو موت فى حر الصحراء، كان العطش والجوع صراع من أجل
الحياة والبقاء. وأمر الله موسي أن يكلم
الصخرة لتخرج لهم ماء، فضربها موسي النبي بعصا الله وأنزل لهم المن من السماء فشربوا وكانت الصخرة تشير الي المسيح { جميعهم شربوا
شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح}
(1كو 10 :4). هكذا اشتياقنا نحن المؤمنين إلى السيّد المسيح برّنا، نشتاق إلى الأرتواء
بمحبة الله فى الصلاة والتأمل وقراءة
كتابه المقدس وعمل الغير ومحبة الغير ولنكن دائما كالعطشى الذين يريدوا الأرتواء {
لأن عندك ينبوع الحياة}(مز 36: 9).
+ أن الجوع والعطش الإنساني
علامه صحة وحياة للانسان، فليكن جوعنا الي الله ومحبته ولعمل الخير كشوق الأيل الي
جداول المياة فى حر الصحراء نأتي اليه فننهل من أنهار محبته فتفيض فينا ينبوع ماء
حي، هذا تشتاق نفوسنا الي الله. وكما قال القديس اغسطينوس :( خلقنا الله علي صورته
ومثاله وستظل نفوسنا قلقة وحائرة ولن تجد نفوسنا راحتها الا فيه)
+ الويل للإنسان المهتم بملاذ الدنيا الباطلة التي لا تروي ومن
يبحث عن أشباع عواطفه بطريق خاطئة كالمرأة السامرية فانها لن تشبع وتجد التعاسة وبئر الشهوات تذيدها حرمان. والويل لمن
يسعي ي طمع الي أموال العالم فأن الغني الغبي لم يحصد من سعيه وراء التوسع والمال
الإ الهلاك ( لو 15:12-21). علينا أن نبتعد عن الخطية والشهوات أوالطمع فى أموال
وممتلكات العالم . المؤمن يستخدم ما لديه
من أموال وممتلكات كوكلاء صالحين علي عطايا الله فى عمل الخير أما فى الروحيات
فعلينا ان ننسي ما هو وراء ونمتد الي ما هو قدام. الشخص البار ليس من اقتني البر
بل الجائع والعطشان الي البر والي الله دائما، يصلي ويحب الله ويقول لله معك لا اريد شئ. يرتوى
ويفيض ويظل مشتاق ان يشبع من محبة الله والي مزيد من الصلاة والاتحاد بالله
والتطلع الي الخلاص الأبدي والحياة مع الله في السماء.
+ نصلي الي الله ليشبعنا ويروينا بمحبته ونمتلي بعلم معرفته وننمو
فى النعمة ومعرفة الله ونتحد به فنكون روح واحد معه ونشبع اذ أستيقظنا ببره ومحبته.
ليكن لنا كل يوم لقاء شخصي بالله وحديث محبة معه نعبر له عن ما بداخلنا ونعرض عليه
مشكلاتنا وضيقاتنا ونعلن له طلباتنا ونتعلم منه ونطلب شركة وثمار ومواهب روحه
القدوس ونعلن محبته لكل احد ليذوقوا وينظروا ما أطيب الرب ، أمين.
+ من الحكم والأمثال....
+ إلهي إنني إذ أتأمل في ضميري، أراك ناظرًا نحوي دائمًا، ومتنبهًا
إلي نهاراً وليلاً بجهد عظيم حتى كأنه لا
يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة سواه. أنت الذي ترفرف بعنايتك حول كل البشر، من
يوم ولادتهم إلي يوم وفاتهم. مراحمك يا الهي وحنوك يشملان خليقتك كلها، إذ أنك لا
ترفض عمل يديك. القديس أغسطينوس
+ يقاس العقل بالنقاش ، وتقاس المحبة بالمواقف.
+ من الشعر الروحي...
" تشتاق نفسي
اليك"
كشوق الغزال في قيظ
صيف لمجري مياة
تشتاق نفسي في غربة الحياة اليك أنت يالله
عطشت نفسي واشتاقت لمحبتك وللارتواء
أنت بلسم نفسي وشبع لروحي ولجسدى شفاء
لماذا أنت منحنية يا نفسي ترجي الرب الاله
الرب خلاصنا، وببحر العالم هو طوق نجاة
تعالي وارتمي بين ذراعيه فهو يعطي النجاة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق