للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَة} (ار 31 : 3)
{ I have loved you with an everlasting love; Therefore
with loving-kindness I have drawn you} (Jer
31 : 3).
+ لقد أعلن الله محبته الأبدية نحونا، وأعد كل شئ ضروري لحياتنا
وسعادتنا ثم خلق الإنسان علي شبهه ومثاله وأعطاه نعمة العقل والتمييز وباركه ليثمر
ويكثر ووهبه روحا تشتاق الى الفضيلة والخلود ولما سقط الإنسان دبر له الله الخلاص
وارسل لنا الانباء عونا، وكلما كان يزوغ الإنسان عبر التاريخ بعيدا عن الله فان
الله من أجل محبته الغنية يجذبه اليه بربط المحبة ويرفع عنا نير العبودية للخطية
والشيطان والشر {كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ
وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ
مُطْعِماً إِيَّاهُ }(هو 11 : 4). أخيراً جاء الينا متجسداً وصنع لنا الفداء من
أجل مراحمة الكثيرة { بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ
قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ} (1يو 4 :
9). الله تجسد وتأنس وبذل ذاته كفارة عن خطايانا { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ:
لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا،
وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). وعلينا أن نثبت في
محبة الله ليثبت الله فينا ونثمر ويدوم ثمرنا { اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ
فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ} (1يو 4 : 16).
+ محبة الله العملية تظهر فى رحمته
الإلهية التي تتراف وتغفر وتصفح وتنسي، وبمراحم الله يطيل أناته علي الخطاة
والبعيدين ليرجعوا اليه ويتوبوا { إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا
لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ }(مرا 3 : 22). تغني داود النبي
بمراحم الله الكثير { بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ
فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي} (مز 89 : 1). السيد المسيح عبر عن محبته بالعمل والحق وقدم ذاته حتى الموت، موت
الصليب لابنه الوحيد ليخلص الخطاة الأثمة ويهبنا نعمة البنوة ويردنا للفردوس دفعة
أخرى وعلينا أن نرجع اليه ونكون أوفياء لمحبته ونطلب رحمته وأحساناته ونرحم أخوتنا
لنستحق المراحم الإلهية {طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ }(مت 5 : 7).
+ علينا ان نستجيب لمحبة الله الأبدية
ونحبه من كل القلب والفكر والنفس والارادة، وفي محبة لله نسلك بتواضع ويكون لنا
احشاء رحمة ومحبة نحو الجميع { قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ
صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ
وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ } (مي 6 : 8). فى
محبتنا لله نطيع وصاياه ونخدمه ونشهد لعمل نعمته الغنية معنا خلال رحلة حياتنا
مصلين فى إيماننا الأقدس لتكمل أيام غربتنا فى محبة الله ورحمته حتى ينقلنا الي
المظال الأبدية، أمين.
حكم وأقوال وأمثال: -
* اطلب دائما محبة الله التي هى كمال
الوصايا، تضرع بصراخ خفى فى الليل والنهار قائل ايها الاب الصالح اعطنى محبتك وان
كنت انا غير مستحقة لها. الشيخ الروحانى
* { الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل
رحمة والرحمة تفتخر على الحكم} (يع 2 : 13)
* { طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ
يُرْحَمُونَ }(مت 5 : 7)
+ شعر روحي:-
" دبر حياتنا"
أيها الرب الهنا دبر حياتنا كما تحب وكما
يليق
كنعمتك املاء قلوبنا سلاماً وكن فرحنا
اللصيق
أياك نترجي وأسمك وحدك ندعو ومنك التوفيق
كن لنا مرشد والراعي لو قصر أو طال الطريق
أنقذنا يارب من كل شدة وأخرجنا من كل ضيق
انت ملجانا ورجائنا يا أعظم أب وأوفي صديق
ووقت الرحيل نسعد بلقائك ومن بحر العالم
نفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق