للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ
الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ.} (مت 28 : 20)
{I am with you always, [even] to the end
of the age} (Mat 28
: 20).
+ الله بلاهوته حال في كل مكان، يدرك كل شئ فهو كلي الحكمة ويضبط
الكون بكل ما فيه وهو عنا ليس ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد. إن إيماننا بوجود
الله معنا كضابط الكل يجعلنا نحيا في سلام وفرح وثقة وأطمئنان لوعوده الأمينة. الله
يريد أن نطمئن بوجوده معنا ويقول لكل مؤمن { لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ
تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ
بِيَمِينِ بِرِّي }(اش 41 : 10). ثقتنا فى الله الرحوم، ضابط الكل تريحنا، ولان
الله يريد أن نشعر بمحبته ونعيش الإيمان بقربه منا ومحبته لنا فقد تجسد وصار
انسانا دون أن يحد ذلك من لاهوته ودعي أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا { وَلَكِنْ
يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ
ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). ولقد وعدنا أن يكون معنا كل الأيام والي أنقضاء
الدهر.
+ وجود الله معنا حقيقة مؤكدة لكن هل
ندرك نحن نشعر بوجوده معنا، ونحيا فى مخافته ونطمئن لعنايته ونطيعه ونسلم له
حياتنا. لقد كان الرب مع جدعون وقال له ملاك الرب { الرب معك يا جبار البأس} (قض
12:6). لكن جدعون لم يكن يشعر بوجود الله من الضيقات والاعداء المحيطين بهم { فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «أَسْأَلُكَ يَا
سَيِّدِي, إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هَذِهِ,
وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ:
أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا} (قض 6 : 13).إن
الضيقات والتجارب التي قد تواجهنا ليس علامة على تخلي الله عنا، بل متي سمح الله
بوجودها فيجب أن نأخذ من الضيقات الدروس والعبر ونختار بارادتنا الحرة عمل الخير
والأبتعاد عن الشر، ونثق في وجود الله معنا ونصلي لكى ينصرنا الله فنتقوى ويتمجد
الله في حياتنا حتى لو جزنا في الماء أو النار مادام الله معنا فنتذكي ويتمجد الله
في حياتنا.
+ ليكن لنا عشرة حب وعلاقة شخصية
بالله، تشبع نفوسنا وأرواحنا من خلال الصلاة والمحبة المتبادلة والشبع بكلامه
المقدس وأسراره المعطية الحياة. أن البعض ينشغل بأهتمامات الحياة أو يضطرب بهمومها
بينما الحاجة الحقيقة والسعادة فى الله الواحد { فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها:
«مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ
كَثِيرَةٍ، وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ
الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».} ( لو 41:10-42) .
+ إيماننا بوجود الله معنا يبعد عنا
القلق والخوف ونحيا على رجاء فى فرح بالرب كل حين وتكون حياتنا صلاة وتسبيحة شكر
للراعي الأمين. هكذا راينا أبائنا القديسين في محبتهم لله أستطاعوا أن ينمو فى
النعمة والحكمة والقامة ويتركوا كل شئ من أجل عظم محبتهم فى الملك المسيح الذى
قائدهم فى موكب نصرته وضمهم معه الي المظال الأبدية ليحيوا معه فى السماء كل حين.
حكم وأقوال وأمثال: -
* هَا أَنَا
مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ (مت 28 : 20)
* إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ
عَلَيْنَا!. (رو 8 : 31)
* إن الرب محب جدًا للإنسان وبرحمته
يبقى في انتظار أن نتحول تحولاً كاملاً إليه ونتحرر من كل الأشياء المضادة.
وبالرغم من أننا في جهلنا العظيم، وميلنا إلى الشر، نبتعد عن الحياة ونضع عوائق
كثيرة في طريقنا، غير راغبين أن نتوب حقيقة، لكنه هو مع ذلك مملوء بالحب والشفقة
علينا، ويطيل أناته إلى أن نتوب ونأتى إليه، ونستنير في إنساننا الباطن لكى لا
تخزى وجوهنا في يوم الدينونة. القديس مقاريوس الكبير
+ من الشعر الروحي :-
" رحة البال "
تعالوا يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال
للي يغفر الخطايا ويصلح اللي أنحنى أو مال
يشيل عنا الهموم حتى لو كانت بثقل جبال
ربنا معانا وقادر يفرح القلب ويحقق الأمال
أوعى فى ضيقك تخاف وتركض لسندة رجال
ولا تخضع لشهوات إبليس أو يغرك يوم جمال
دا العالم فاني ومع المسيح وحده راحة البال
أمنوا به وثقوا فيه وذوقوا محبتة دا كله كمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق