الصداقات الروحية
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ المساير الحكماء يصير حكيما، ورفيق الجهال يضر} (ام ٢٠:١٣)
(He who walks with wise men will be wise, But the companion of fools will be
destroyed)" pro 13:20"
+ الإنسان ككائن إجتماعي بطبعه لا يعيش بمعزل عن من حوله من أهل
وأصدقاء وزملاء وجيران . جيد أن يكون لنا أصدقاء ندقق فى أختيارهم، فالصديق المخلص
الذي نصادقه نؤثر فيه ونتأثر به والطيور علي اشكالها تقع. وقيل فى الأمثال ( قل لي
من هم أصدقائك أقول لك من أنت). ومن جانبنا علينا أن نبني أنفسنا علي الإيمان
المستقيم ونكون أصدقاء أمناء لغيرنا ونصادق من يقدمنا روحيا وعمليا ونساعد غيرنا
لينجحوا لنكون ناجحين في المجتمع.
+ ليكن الله أولاً لنا خير
صديق ونرجع اليه فى السراء والضراء ونأخد منه الحكمة والتعليم والعزاء والقوة ونرجع
الي كتابه المقدس وفيه نري عشرة الله الطيبة مع رجال الله القديسين وكيف كان لهم
صديق ومعين. ثم يكون لنا عشرة مع الملائكة والقديسين الذين هم سحابة الشهود
المحيطة بنا وليسوا عنا ببعيد، نطلب صلواتهم ومعونتهم ومن حياتهم ومن تعاليمهم
نتعلم. وليكن لنا أصدقاء روحيين فنختار الصديق المعين فى الطريق. لقد مدح الحكيم
الصديق الأمين ككنز لا يعادله شئ كدواء الحياة {الصديق الامين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا
} (سير 6 : 14). {الصديق الامين لا يعادله شيء و صلاحه لا موازن له }(سير 6 : 15).
+ يجب أختيار الاصدقاء بعد
تجربة وأختبار فالمواقف والشدائد هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه
وتأتمنه على حياتك والامتحان للأصدقاء يوضح مدى قدرتهم على مساعدتك عند الحاجة. الصديق
الحقيقي هو الذى نشاركه المحبة بدون رياء ونساعد بعضنا على النمو الروحي ومحبة
الله والنجاح العملي أما الذي يصادقك في الخطية، فليس صديقا بالحقيقة، إنما هو
شريك في حياة خارج الله وقد تقود للخطأ أو للأنحراف والهلاك.
+ الصديق الحقيقى يؤتمن على
السر ويصون العشرة ولهذا قال الحكيم { ليكن المسالمون لك كثيرين، وأصحاب سرك من
الألف واحدًا } (سير6:6). الصديق الأمين هو رصيد لك من الحب، ورصيد من العون وقت
الضيق. لهذا عندما بدء الرسل خدمتهم أرسلهم السيد الرب أثنين أثنين { وبعد ذلك عين
الرب سبعين اخرين ايضا وارسلهم اثنين اثنين امام وجهه الى كل مدينة وموضع حيث كان
هو مزمعا ان ياتي} (لو 10 : 1). لهذا قال الحكيم {اثنان خير من واحد، لأنه
إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه. وويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس ثان
ليقيمه}(12:4). الصديق الحقيقى يريد الخير لصديقه وينقذه من الخطأ ويحتمله فى ضعفه
لذلك يقول الكتاب (أمينة هي جراح المحب، وغاشة هي قبلات العدو).
+ كم من اناس اضرتهم الصداقات المعثرة، فالمعاشرات الرديئة تفسد
الأخلاق الجيدة. أن رفيق الجهال يسمع لمشورتهم ويسلك في طرقهم وينقاد الي سلوكهم
فيخسر وقد يتسببوا في هلاكه.
فلنبتعد عن الصداقات التي تضرنا روحيا أو التي
تقودنا الي الخطية . لقد أنقسمت المملكة في أسرائيل قديما في عهد رحبعام ابن سليمان لانه
أستمع لاصدقاء السوء في مشورتهم. كما هلك وقتل آخاب الملك عندما سمع لنصيحة زوجته
إيزابل الشريرة.
+ نصلي لله لكل يهبنا حكمة من عنده، ويجعلنا اصدقاء أمناء لمن حولنا وندقق
في أختيار الصداقات التي تبني وتنمي حياتنا ونختار السيد المسيح وكتابه ورجاله
القديسين كاصدقاء لنا وأن نستنير بشركة الروح القدس نورا لنكون ملح يعطي مذاقة
روحية لمجتمعنا، ويقودنا الله في كل عمل صالح.
+ من الحكم والأمثال....
+ {الصديق الامين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه} (سير6 :16).
+ الملتصق برجال الله يستغني بأسرار الله والملتصق بالجاهل والمتكبر
يبتعد عن الله.
الشيخ الروحاني.
+ هناك من يكون حضوره في حياتك علامة فارقة، وهناك من يكون علامة
فارغة، فانتقي الصديق الحقيقي، واحذر من الصداقة المزيّفة.
+ من شعر الحكمة...
"
تأثير الصداقة"
خميرة صغيرة، بتخمر كل
العجين،
وصداقة معثرة تضر وتفسد
الصديقين
لازم نحيا كحكماء
لخلاصنا حريصين
نحسن أختيار أصدقائنا
من بين الخيرين
بالإيمان العامل بالمحبة
نربح الكثيرين
نبعد عن الشر ونكون بالروح
منقادين
للسماء وأمجادها
بالإيمان نكون ناظرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق