نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 7 مارس 2013

آية وقول وحكمة ليوم 3/8


 أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية اليوم
{ تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ }(أع 2 : 38)
قول لقديس..
(كان الروح يعمل في نفوس الأنبياء للتنبؤ والتكلّم حينما كانت تدعو الحاجة أن يُخبروا العالم بأحداث عظيمة. لأن الأنبياء لم يكونوا يتكلّمون في كل وقتٍ، بل حينما يشاء الروح الذي فيهم فقط، إلا أن القوّة الإلهية كانت معهم دائمًا. فإن كان الروح القدس قد انسكب بهذا المقدار في ذلك العهد الذي هو ظل لعهد النعمة، كم بالأحرى ينسكب في العهد الجديد، عهد مجيء المسيح والفداء الذي حدث فيه انسكاب الروح والامتلاء به) القديس مقاريوس الكبير

حكمة للحياة ..          
+ لان ليس ملكوت الله اكلا وشربا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (رو  14 :  17)
For the Kingdom of God is not eating and drinking, but righteousness and peace and joy in the Holy Spirit (Ro 14:17)
من صلوات الاباء..
" ايها الرب الاله ضابط الكل ارسل نوره الحقيقى ابنه الوحيد متجسد فى ملء الزمان وصلب وقام وصعد الى السماء بمجد عظيم وارسل لنا الروح القدس ليقود الكنيسة ويقدسها لتضم كل يوم الذين تنفتح بصيرتهم ويؤمنوا ويتوبوا ويعتمدوا ويحيوا حياة الفضيلة والبر من اجل الرجاء فى ملكوت السموات، أعمل يارب فينا وبنا لمجد اسمك القدوس وليرى كل بشر خلاصك ويؤمن ويخلص وينال الحياة الابدية، أمين"

من الشعر والادب
"ياروح الله " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
ياروح الله حل علينا
ومن مواهبك أعطينا
على مثال الرسل قوينا
نعيش ايمانا بفادينا
بقوة وحكمة روحك فينا
نفهم إنجيلنا وتشهد بينا
ونثمر بالروح وتعزينا
ويتوب الخاطئ بوادينا
وتشرق شمس الايمان
تنور قلوبنا وتهدينا

قراءة مختارة  ليوم
الجمعة الموافق 8/3
الإصحَاحُ الثَّانِي
أع 14:2- 41

فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْيَهُودُ وَالسَّاكِنُونَ فِي أُورُشَلِيمَ أَجْمَعُونَ لِيَكُنْ هَذَا مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ وَأَصْغُوا إِلَى كَلاَمِي لأَنَّ هَؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ لأَنَّهَا السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ النَّهَارِ. بَلْ هَذَا مَا قِيلَ بِيُوئِيلَ النَّبِيِّ. يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ. وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَآيَاتٍ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ: دَماً وَنَاراً وَبُخَارَ دُخَانٍ. تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ. وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ». «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ. لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذَلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً». فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا». وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي». فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.
تأمل..
خطاب بطرس للشعب .. وقف القديس بطرس ليؤكد للحاضرين أنهم ليسوا بسكرى، وأنه قادر أن يكشف الحق الإلهي من خلال النبوات التي بين أيديهم. ولم يوجه حديثه إلى طبقة معينة بل إلى كل الساكنين في أورشليم لأن عطية الخلاص هي لكل نفسٍ بشرية. ان معالجة القديس بطرس للنبوات التي استشهد بها مع بدء ميلاد الكنيسة يستحيل أن تكون من فكر رجل جليلي عادى، بل تحتاج إلى استنارة الروح القدس لفهم الكتب المقدسة. إنها عطية الروح القدس للتلاميذ والرسل أن يستخدموا النبوات ويفسرونها ويطبقونها على شخص السيد المسيح. وقد جاء خطاب القديس بطرس في ثلاثة أقسام: شرح عطية الروح القدس. والشهادة لحياة ليسوع الناصري وأنه المخلص وبعد ذلك أن يسوع هو المسيح الرب.
عطية الروح القدس.... ظنهم البعض أن من حل عليهم الروح القدس سكارى، ربما لأنهم لاحظوا عليهم الفرح الشديد، وكأنهم في حالة دهش إلهي. أما دفاع القديس بطرس بأنها "الساعة الثالثة من النهار" فيعني إنه ميعاد مبكر، إذ يندر أن يأكل يهودي أو يشرب في هذه الساعة، حتى وإن كان مدمنًا للشرب، لأنها كانت ساعة صلاة، فيُحسب ذلك جريمة كبرى. هذا وكان الوقت غير مناسب لأنه يوم عيد الحصاد أو عيد الباكورات حيث كان اليهود في أورشليم مشغولين بتقديم الباكورات والذبائح وممارسة الصلوات حتى تمام الساعة العاشرة صباحًا. بل هذا تتميم لشهادة يوئيل النبي: {يقول اللَّه ويكون في الأيام الأخيرة إني أسكب من روحي}  كلمة "أسكب" تحمل غنى العطية، إذ لا يُعطي اللَّه روحه بمقياس فما يحدث ليس مصادفة، لكن تنبأ عنه يوئيل منذ قرون، وهو حدث مرتبط بالعصر المسياني، وكأنه يقول لهم: يلزمكم أن تراجعوا أنفسكم، فإن الذي قتلتموه هو المسيح موضوع نبوات الأنبياء. ان حلول الروح القدس هو بداية النهاية، حيث تدخل البشرية مرحلة انتظار مجيء المسيح الأخير وتترقب يوم الرب بفرحٍ عظيمٍ. هذا وقد عرف اليهود هذا الاصطلاح أنه خاص بعصر المسيا الذي طالما ترقبه اليهود عبر الأجيال (إش ٢: ٢؛ هو ٣: ٥). عندما تنبأ يعقوب لأبنائه عما سيحدث في العصر المسياني دعا هذا العصر "آخر الأيام" (تك ٤٩: ١)، وعندما تحدث ميخا النبي عن كنيسة العهد الجديد كجبل بيت الرب قال: "وفي آخر الأيام" (مي٤: ١).لا تُفهم كلمة "يتنبأ" هنا بمعنى أنهم يخبرون بأحداث مستقبلية تُعلن لهم، وإنما يعلمون ويخبرون بالحق الإلهي خاصة خلاص المسيح، وما يعده للمؤمنين من أمجاد سماوية. لقد صاحبت خدمة العهد الجديد علامات وعجائب في السماء وعلى الأرض، كما حدث عند صلب السيد المسيح حيث حدثت ظلمة على وجه الأرض وزلازل، كما تشققت الصخور وانفتحت القبور، وخرج كثير من القديسين وظهروا في أورشليم، وفي قيامته حيث حدثت زلزلة. وفي صعوده أيضًا أعلنت السماء عن مجده، إذ ظهرت سحابة أخذته عن أعينهم (أع ١: ٩). هذا وسيصاحب مجيء السيد المسيح الأخير عجائب أيضًا من السماء وعلى الأرض تعلن عن قرب مجيئه (مت ٢٤: ٢٩).
الشهادة ليسوع الناصري أنه المخلص .. واضح أن ما فعله السيد المسيح من قوات وعجائب وآيات إنما ليؤكد أنه قد جاء عصر المسيا الذي كان الآباء والأنبياء يشتاقون إليه ويترقبونه. لقد أقبل "ملكوت الله" (مت 12: 28). كما اكد الرب يسوع المسيح لم يبدأ بالحديث عن حقيقته كابن الله الوحيد وكلمة الله، بل قال "رجل" بأسلوبٍ متواضعٍ. وعندما أشار إلى معجزاته قال: "صنعها الله بيده". هكذا نزل إليهم، إلى مستوى تفكيرهم لكي يرفع أفكارهم إلى الحق الذي لم يكن ممكنًا لهم أن يقبلوه دفعة واحدة. هكذا ينطلق بهم في كل مقالة من أسفل إلى أعلى.{هذا أخذتموه مسلمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلمه السابق، وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه} أع 23:2. هنا يوضح القديس بطرس أن موت السيد المسيح لم يكن جزافًا، فإنه وإن تم على أيدي آثمة، لا يستطيعون أن يتبرأوا مما فعلوه إلاَّ بالإيمان به، فما حدث كان خلال خطة إلهية أزلية، سبق أن أعلنها بالأنبياء الذين نالوا معرفة إلهية. الله الآب في حبه بذل ابنه الوحيد لخلاص العالم (يو ٣: ١٦)، هو أيضًا أقامه ليبرر الجميع. حقًا إذ في طاعةٍ لإرادة الآب التي هي واحدة مع إرادته سلم نفسه، وهكذا في طاعة قام من بين الأموات، وقد حل حبال الموت (مز 18: 4-5). أما قوله ناقضا أوجاع الموت فيشّبه الموت بسيدةٍ تلد، وقد حاول الموت أن يغلق على السيد المسيح في أحشائه فلم يفلح. تمخض الموت بالآلام، وشق السيد المسيح رحم الموت والهاوية وقام. لقد ظن الموت انه قادر على فرض سلطانه على السيد، لكنه حلّ هذه الحبال، كما قطع شمشون أوتار الجلد التي أوثقه بها الفلسطينيون كخيطٍ أو كفتيلٍ إذا شم النار (قض 16: 9-12). وهذا ما تنبأ عنه داود النبي فقد قام الرب محطمًا الهاوية، وقائلاً للأسرى: اخرجوا، وللذين في الظلام: اظهروا (إش 49: 9). وصعد إلى أبيه للسماء، إلى الموضع الذي لا يمكن للبشر الدخول إليه، أخذ على عاتقه خطايانا، وصار كفّارة عنّا.
 لقد ظن اليهود أن ما قاله داود النبي خاص به شخصيًا، ولهذا أراد الرسول بطرس أن يوضح لهم أن داود لا يزال مدفونًا لم يقم، وها هو قبره قائم يشهد بذلك، فما قيل من داود يخص السيد المسيح فقد قام المسيح بشهادة التلاميذ أنفسهم الذن راوه بعد قيامته من الأموات، وهم مستعدون للشهادة بذلك حتى في وجه الاضطهاد والموت. أن يسوع المسيح قام من بين الأموات وتمجد عن يمين الآب وبعث الروح القدس الذي تنبأ عنه يوئيل النبي، وقد وعد به السيد المسيح نفسه (يو ١٤: ١٦ الخ؛ ١٦: ٧). ويستشهد الرسول بطرس بالمزمور: "يمين الرب رفعتني، يمين الرب صنعت قوة" (مز 119: 16). لا يفيد اليمين هنا مكانًا بل مكانة، فيشير إلى التساوي في المجد والكرامة "بجبروت خلاص يمينه" (مز 20: 6)، "يمينك يا رب تحطم العدو" (حز 15: 6). سكب الآب الروح القدس من السماء ليشهد علنًا، ويشاهده الذين صلبوه. سكبه على التلاميذ الذين أغلقوا على أنفسهم الأبواب في رعبٍ وخوفٍ لكي يتحول خوفهم إلى شجاعة للشهادة للحق، ويتحول حزنهم إلى فرح وتهليلٍ ويشهدوا بالروح القدس ويسلموا الشهادة من جيلٍ إلى جيلٍ.
يسوع هو المسيح الرب... لقد عرض الرسول أعمال السيد المسيح والبركات التي قدمها وشهادة الأنبياء له، والآن إن لم يقبلوه خلال الحب، فليلتزموا أن يخضعوا له خلال الخوف، لئلا يسقطوا كأعداء تحت قدميه. لقد كان يشغل ذهن اليهود هو التمتع بمجيء المسيا، وقد أكد لهم الرسول أنه قد جاء، وعلامات صدق مجيئه هي قيامته من الأموات بشهادة الكثيرين وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب في العظمة وارساله الروح القدس تحقيقًا للنبوات، وهو أول ثمر لمجده بعد الصعود. سقوط عدو الخير تحت قدميه، هذا الذي فقد بالصليب سلطانه. لقد تدرج الرسول بهم خلال شهادة المزامير حتى بلغ بهم إلى نبوة داود النبي عن صعود السيد المسيح وجلوسه عن يمين الآب، أنه رب داود. ويختم حديثه عن السيد المسيح طالبًا من صاليه أن يخلعوا عنهم إنسانهم العتيق ويلتصقوا بالمصلوب واهب النصرة ومصدر الفرح والسلام السماوي.
+ عمل الروح القدس .. لم يدخل معه الحاضرون في حوارٍ ونقاشٍ، لأن الروح القدس الذي أعطى القديس بطرس الكلمة هو أيضًا عمل في قلوب السامعين، فخشوا السقوط تحت الدينونة ومقاومة الحق الإلهي. واذ نخس الروح القدس نفوس السامعين ليسألوا ماذا يفعلون؟ {فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس} هذا الموعد الذي تنبأ عنه يوئيل النبي متسع جدًا، يُقدم حتى يُقدم لكل البشر يؤمن ويتوب ويعتمد على اسم الرب يسوع المسيح. الوعد مُقدم لمن يدعوه الرب الذي هو محب للبشر ويجب على الإنسان أن يتجاوب مع الدعوة إذ "كل من يدعو باسم الرب يخلص. ثم ركز القديس بطرس في تكملة عظته التي لم يسجلها لنا لوقا البشير على خطية ذاك الجيل الذي يدعوه "الجيل الملتوي" فإذ يقدمون توبة عما فعلوه بالمخلص يتمتعون بالغفران على خطاياهم وبالمصالحة مع غافر الخطايا. إنه وقت للخلاص قبل الدمار الأبدي وحلول التأديب الإلهي بخراب الهيكل. وعلامة عمل الروح القدس هو قبول الكلمة بفرحٍ، مما أهلهم للتوبة والاعتراف بخطاياهم ونوال المعمودية فانضم الى الإيمان المسيحي بعظة بطرس ثلاثة الف نفس. ويرى البعض أن انضمام الثلاثة آلاف نفس تحقق ليس فقط بخطاب الرسول بطرس وإنما بحديث بقية الرسل أيضًا، هذا بلغةٍ وذاك بلغةٍ أخرى، وكان محصلة الكرازة في خلال اليوم كله ثلاثة الاف نفس من كل أورشليم، لهذا قيل: "وانضم في ذلك اليوم"، ولم يقل "في تلك الساعة". انه عمل نعمة الله الغنية فى كل جيل.

ليست هناك تعليقات: