نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 4 مايو 2013

فاعلية الإيمان بالقيامة



الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
إيماننا بالفداء والقيامة ...
أهنئكم أحبائي بعيد قيامة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح راجيا أن نعيش جميع سلام وأفراح وقوة القيامة. وان نحيا جميعا على رجاء القيامة مع المسيح القائم منتصرا علي الشيطان وعلي مملكة الشر وعلى الموت واهبا الحياة للذين فى القبور. وثقين ان الآم الزمان الحاضر لابد ان تنهي مهما طال العمر أو قصر، وانه بعد حمل الصليب وتبعية المصلوب هناك مكافاة للأبرار والقيامة المجيدة وافراح السماء. فنحن ابناء القيامة والحياة الأبدية نحيا فى فرح وقوة لا تهاب الموت بل نشهد للمسيح القائم ونعلم ان الموت هو جسر عبور لنا للسماء.  
لقد اخبر السيد المسيح بقيامته التلاميذ كما أعلن لهم صلبه قبل حدوثه حتى يطمئنوا وهو عالم بالضعف البشري { لانه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم ان ابن الانسان يسلم الى ايدي الناس فيقتلونه وبعد ان يقتل يقوم في اليوم الثالث} (مر31:9). وقد تمت الاحداث الخلاصية والصلب بشهادة الاعداء قبل الاصدقاء وتمت محاكمة السيد المسيح أمام قيافا وحنان ثم أمام مجلس السنهدريم  وامام بيلاطس البنطى الوالي وهيرودس الملك وقد تم الصلب امام الكثيرين وتحدث من فوق الصليب مع أبيه السماوي ومع أمه ويوحنا ومع اللص اليمين ومع الجموع طالبا لهم المغفرة وفى حضور الجند الرومان وحضر دفنه وتكفينه يوسف الرامي ونيقوديموس ودفن فى قبر جديد لم يوضع فيه احد قط  بل شهد الاعداء قبل الاصدقاء انه صلب وأمروا بحراسة القبر عالمين انه قال انه سيقوم فى اليوم الثالث { وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون الى  بيلاطس. قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي اني بعد ثلاثة ايام اقوم. فمر بضبط القبر الى اليوم الثالث لئلا ياتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب انه قام من الاموات فتكون الضلالة الاخيرة اشر من الاولى. فقال لهم بيلاطس عندكم حراس اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر} ( مت 62:27-66). فلم يتم الصلب والفداء والقيامة خفية حتى ينكرهم البعض وليبقى الله صادقا وأمينا وليتشدد المؤمن ويحيا فى سلام وإيمان بقوة المسيح القائم. نعم قد يتعرض إيماننا للضعف والخوف ونحن نواجه التجارب، وعندما نحارب ولكن لن يتخلى عنا الله ابدا بل وعدنا انه معنا كل الأيام والى إنقضاء الدهر، وكما ظهر للتلاميذ الخائفين بعد قيامته مبددا خوفهم مانحا لهم السلام والفرح والقوة ليبشروا بكل مجاهرة بفداء وقيامة الرب من الاموات، فلنصلى فى ثقة وإيمان ورجاء والله قادر ايضا ان يبدد خوفنا ويزيل ضعفنا ويهبنا السلام ويحول الحزن الى فرح والضعف الى قوة ويجعلنا شهود امناء للقيامة.
محاولات فاشلة لمقاومة الإيمان..
لقد حاول البعض قديما كما الأن ان يخفوا حقيقة القيامة، فعقب قيامة الرب وظهوره وانتشار خبر القيامة بواسطة الجنود الرومان المكلفين بحراسة القبر، حاول البعض أخفاء القيامة وتكذيبها { وفيما هما ذاهبتان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا واعطوا العسكر فضة كثيرة. قائلين قولوا ان تلاميذه اتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام. واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فاخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم.}(مت 11:28-15). لكن شيوع الخبر الكاذب لدى هؤلاء لم يخفى حقيقة قيامة السيد المسيح بل اظهر كذبهم ونفاقهم، فلو كان الجند نيام فمن اين قد عرفوا ان التلاميذ هم سارقوا الجسد المقدس، وان كانوا متيقظين فهل يتركوهم يسرقوه؟. وهل يقدر الرسل الخائفين ان يقوموا بذلك. وهل يدعوا كذبا ان المسيح قام وهو لم يقم من الموت، بل يتعرضوا للموت والاستشهاد شهادة للمسيح القائم. لقد اعلنت الملائكة خبر القيامة للنسوة الخائفات فى زيارتهن للقبر باكر احد القيامة { فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. واذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات.ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل. قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه. ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله.  كانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل.} ( لو 3:24-10). ثم ظهر لتلمذى عمواس ثم للرسل مجتمعين { وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا انهم نظروا روحا. فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر افكار في قلوبكم. انظروا يدي ورجلي اني انا هو جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا اراهم يديه ورجليه.} ( لو 36:24- 40). لقد ظهر المسيح بعد قيامته لمريم  المجدلية اولا (مر9:16) ولبطرس الرسول(لو 12:24). كما ظهر للتلاميذ فى غياب ثم فى حضور توما واراهم  حتى جرح جنبه من أتر الطعن بالحربة . وظهر للتلاميذ على بحيرة طبرية (يو1:21-7) وظهر بعد ذلك لخمسمائة مؤمن وظهر بعد لجماعة المؤمنين وكانوا يزيدوا عن خمسمائة مؤمن ثم ظهر لشاول مضطهد الكنيسة  الذى شهد للقيامة {فانني سلمت اليكم في الاول ما قبلته انا ايضا ان المسيح مات من اجل خطايانا حسب الكتب. وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا} (1كو 3:15-8) لقد برهن السيد المسيح للرسل علي قيامته مرات كثيرة { الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله} (أع 3:1). لكي يحمل الرسل هذه البشري السارة لكل العالم وهم قلة قليلة بلا سيف ولا مال أو سلطان جالوا فى كل الأرض وفى سني حياتهم وصل الإيمان الى كل الارض.
قد يتسأل الانسان لماذا لا يظهر لنا السيد المسيح الأن ويدعونا للإيمان ويعلن مجده علانية. وتنهى المجادلات العقيمة ويؤمن الكثيرين. وقد نجد بعضا من الإجابة فى ظهور الرب القائم لتوما الشكاك {وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم فجاء يسوع والابواب مغلقة ووقف في الوسط  وقال سلام لكم. ثم قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.اجاب توما وقال له ربي والهي. قال له يسوع لانك رايتني  يا توما امنت طوبى للذين امنوا ولم يروا.} ( يو 20: 26-29). ان الله قد أعطانا الحرية ولا يريد ان نؤمن به كرها وتغصبا او تحت ضغط، سواء  بالترغيب او الترهيب المادي أو الفكري بل نستخدم العقل وحريتنا فى الإيمان أو عدمه، كما نتحمل نتائج ذلك. لقد حمل لنا التلاميذ والرسل شعلة الايمان للعالم واستطاعوا ان ينطلقوا بعد حلول الروح القدس عليهم بقوة تغلبت بمحبتها وجرائتها فى الحق على العنف المضاد لهم فى الشهادة للإيمان فى أورشليم واليهودية والسامرة والى اقصى الارض حتى روما ويعتبر هذا التغيير العظيم لدى التلاميذ أكبر دليل مقنع على قيامة المخلص وعلى فاعلية القيامة فى التلاميذ والرسل وتغيرهم الفجائي وقد عرفوا انهم من عامة الشعب. وبالتأكيد لم يضحى التلاميذ والرسل بحياتهم من اجل الشهادة للمسيح القائم ان لم يكونوا على ثقة ويقين بقيامته والوهيته وكان من الاسهل عليهم ان يكرموا مسيحا ميتا كاحد الأنبياء الشهداء الذين يُبجل اليهود قبورهم حتى اليوم.  ونحن قد آمنا بايمان ابائنا الرسل وانتشر الايمان بالمسيح المصلوب القائم فى كل الارض { وايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه} (يو30:20-31). ان هذا الإيمان  صنع القديسين واعطانا اليقين والثقة فى المسيح الغالب وبه نبشر بموته المحيي ونعلن قيامته المجيدة لكل احد كسبب للرجاء الذى فينا.  
الإيمان بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات هو هو من أسس المسيحية الراسخ ومصدر عزائنا ورجائنا فى الحياة الأبدية فكما قام الرب سنقوم نحن ونكون معه كل حين. فلابد ان يكأفا  المؤمنين على تعب محبتهم وصبرهم ويعاقب الأشرار على جحودهم وشرهم. ان العادل لابد ان يعطى كل واحد حسب عمله ورحمته تدعونا الى الإيمان والتوبة وتقدم لنا المغفرة والحياة الأبدية وكما انه بأدم دخلت الخطية والموت الى العالم هكذا فى المسيح يسوع سيحيا الجميع كما يقول الكتاب المقدس { وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم انتم بعد في خطاياكم.اذا الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا.ان كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فاننا اشقى جميع الناس. ولكن الان قد قام المسيح من الاموات وصار باكورة الراقدين. فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات.لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه} ( 1كو 17:15-23). لقد تحدى اعداء السيد المسيح الرب مطالبين اياه ان ينزل عن الصليب ولم يظنوا انه بسلطانه وضع ذاته ليموت عن خطايانا ويقوم من اجل تبريرنا، وابقى أثار الجروح فى جسده المقام كشهادة محبة لنا فقد كانت الجراح رمزا لحياته وما تفعله الخطية ككسر لوصايا الله وكتذكير لنا لمدى محبته ومع ان الجراح تحولت الى ذكرى لكنها شاهد حي على محبة الله والفداء والخلاص.
ثمار القيامة فى حياتنا الروحية
لكي نتبين ثمار القيامة فى حياتنا الروحية، يجب ان نرى أثر القيامة على التلاميذ والرسل ونقتدى بهم ناظرين الى رئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع المسيح. فقد اختلفت حياة الرسل فى ايام قلائل وتغيرت قدرتهم على رؤية العالم والأشياء وفقا لارادة الله، لقد تبدد ضعفهم الى قوة { وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على جميعهم }(اع 4 : 33). وتحول خوفهم الى سلام وكان السلام يملاء قلوبهم رغم الضيقات والتجارب التي تعرضوا لها واثقين فى من قال لهم { قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم} (يو 16 : 33). { سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب }(يو 14 : 27). وتحول ضيقهم الى فرح { ولما قال هذا اراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ اذ راوا الرب (يو 20 : 20). وأمتلاؤا بالرجاء الصالح حتى ان بطرس الذى ضعف إمتلاء قوة للكرازة وبعظة واحده منه أمن ثلاثة الآف نفس. كانت القيامة سبب لرجاء بطرس الرسول { مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات} (1بط 1 : 3). وجال الرسل القديسين فى كل الارض يبشروا بايمانهم { وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها. من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} ( مر15:16-16) وهكذا تتلمذنا وآمنا نحن { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين}(مت 19:28-20).
 اننا مدعوين لان ناخذ من ثمار الإيمان بالمسيح القائم فى حياتنا ايضا، فالله هو امس واليوم والى الابد {غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله } (مر 27:10).اننا مدعوين لحياة السلام من رب السلام ومادام الله فى سفينة حياتنا فثقوا  انها لن تغرق ابداً، بل سيأتي حتى فى الهزيع الأخير من الليل ويأمر الريح ان تسكت وهياج البحر ان يبكم.{ فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم} (مت 8 : 26).  فى القيامة نحيا حياة الفرح الروحي كابناء وبنات الملكوت بمن دعانا من عالم الظلمة الى نوره العجيب. نفرح بخلاص الله وبمحبه لنا  وبتعزية الروح القدس وثماره وبمواعيده الصادقة على رجاء مجد ملكوت الله والحياة الأبدية ولقائنا باحبائنا الذين إنتقلوا وبالقديسين وبالملائكة وبالحياة فى مع الله. يجب ان نصلى فى ثقة ونطلب ان يقوى الله إيماننا ليكون عاملا بالمحبة ويقوى رجائنا بمن على اسمه رجاء الأمم { الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله }(رو 5 : 2). ان المسيح القائم يريد ان يعمل معنا وبنا ويدعونا ان نحيا بالإيمان ونثمر ويدوم ثمرنا حتى نحيا معه أمجاد القيامة فى مجيئه الثاني له كل المجد، أمين.

ليست هناك تعليقات: